قال الدكتور محمد فراج أبو النور الكاتب والمحلل السياسي الخبير في الشئون الروسية بأن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمقررة إلى مصر الأسبوع المقبل، تأتي في سياق تطورات كبيرة شهدتها العلاقات المصرية الروسية منذ ثورة 30 يونيو التي بادرت روسيا بإعلان ترحيبها الحار بها واستعدادها لتقديم الدعم الذي تحتاجه مصر في مختلف المجالات. وأضاف أبو النور في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز":" معروف أن هذه الزيارة سبقتها تحضيرات كبيرة تمثلت في تبادل الوفود بين البلدين في مجالات أمنية واقتصادية وسياسية مختلفة، خلال الأشهر التالية لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى روسيا في أغسطس 2014، وهي الزيارة التي حققت نتائج بارزة، ومثلت تتويجا لزيارة سابقة كان الرئيس السيسي قد قام بها إلى موسكو، برفقة وزير الخارجية وقتها " نبيل فهمي" في بداية العام". أضف:" وقد تم الاتفاق أثناء زيارة الرئيس السيسي على صفقة أسلحة كبيرة ومتنوعة دعما لقرارات القوات المسلحة المصرية لحماية الأمن القومي المصري والعربي ومكافحة الإرهاب، وكان من بين أهم بنود الصفقة طائرات 128 الهيلكوبتر الهجومية ذات القدرات القتالية العالية (صائد الليل) نظرا لما تتمتع بِه من مميزات متقدمة في القتال الليلي، وهي المكافئ الروسي لطائرات الأباتشي التي كانت الولاياتالمتحدة تتباطأ بصورة ملحوظة في تسليمها للجانب المصري رغم وجود اتفاقات نهائية في هذا الصدد". وتابع أبوالنور أن طائرات الهيلكوبتر بالذات تتسم بأهمية بالغة في عمليات مكافحة الإرهاب ومراقبة الحدود المصرية الكبيرة والصحاري الشاسعة سواء في سيناء أو الصحراء الغربية المطلوب حمايتها من الفصائل الإرهابية المتمركزة في الأراضي الليبية، وهو ما يعني أن تعزيز العلاقات مع روسيا يمثل تنويعا هاما لخيارات مصر الإستراتيجية سواء على الصعيد السياسي أو العسكري إضافة إلى الجوانب الاقتصادية. وأشار إلى أهمية الزيارة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب خاصة أنه معروف أن روسيا لها خبرة طويلة في مكافحة الإرهاب المتستر باسم الدين الذي اكتوت به في الشيشان، أو مختلف جمهوريات جنوب القوقاز، خاصة أن الزيارة المقبلة لبوتين، وهي الثانية بعد عشر سنوات من الزيارة الأولى والتي جرت في 2005، تآتي بينما تواجه المنطقة العربية خطرا إرهابيا يتمثل في استفحال نشاط حركة داعش واحتلالها لقرابة ثلث الأراضي العراقية، وكذلك بالنسبة للأراضي السورية، وتهديدها لأمن عدد من الدول العربية الأخرى. ولفت أبوالنور إلى أن روسيا ترى في تحقيق المخطط الأمريكي الممثل في "الشرق الأوسط الكبير" والممزق إلى كيانات أو كيتونات طائفية، وهو المخطط المرتبط، وفقا لقوله بالإرهاب المسلح الواسع في المنطقة خاصة تنظيم داعش، ترى فيه خطرا كبيرا يهدد منطقة متاخمة لحدودها الجنوبية ويمكن أن تمتد شرارته للمناطق الإسلامية الروسيةفي القوقاز، فضلا عن الخلل الذي يمكن أن يصيب موازين القوى الإستراتيجية في الشرق الأوسط.