سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدواعش.. الحرق باسم الدين.. يستندون إلى روايات غير مثبتة عن الصحابة وتفسير خاطيء للنصوص القرآنية لتبرير أفعالهم الإرهابية.. ويتحايلون على فتاوى ابن تيمية للتمثيل بجثث رهائنهم
يزعم أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) أن ما يفعلونه من حرق للأسرى بأنه من تعاليم الإسلام، ويحشدون عددًا من الأدلة القرآنية والنبوية، والفتاوى التي تبرر جرائمهم، بل ينسبون فعل الحرق إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. وأبرز ما يستدل به هؤلاء المجرمون لتبرير جريمة حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة هو الأثر الذي أورده الإمام البخاري في صحيحه أن الخليفة الراشد على بن أبي طالب رضي الله عنه قام بحرق الزنادقة أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي، بعدما أرادوا تأليهه، وسألوه: أنت الله؟، فكان جوابه عليهم أن دعا خادمه (قنبر) وأمره بإيقاد نار عظيمة وتحريقهم فيها. وينسبون جريمة الحرق للمخالفين والمحاربين إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويذكرون في ذلك حديثًا في صحيح مسلم أن أبا هريرة رضي الله عنه قال إن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه في بعث وأمر بعض أصحابه أن يحرقوا رجلين من قريش بالنار إذا رأوهما. ومن أبرز أدلتهم التي يستندون إليها في ارتكاب هذه الجرائم هو قول الله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ} باعتبار أن الأمريكيين يقتلون المسلمين ويمثلون بجثثهم ويستخدمون في سبيل ذلك القنابل العنقودية والصواريخ الثقيلة والمواد المشعّة الحارقة. ويستدلون بأن هذه العمليات تقوم ببث الرعب في قلوب الكفار وأن الله أمر بذلك في قوله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}، وقوله: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا}، ويقولون إن العبرة من ذلك هو ردع هؤلاء الكفار المعتدين عن اعتدائهم، ورد عدوانهم، وإظهار قوة المسلمين عليهم. كما يستدلون كذلك بأثر رواه ابن كثير في البداية والنهاية أن خالدًا استدعى مالك بن نويرة وأمر بقتله بسبب ردته ومنعه للزكاة، فأمر بضرب عنقه، وأمر برأسه فجعل مع حجرين وطبخ على الثَّلاثة قدرا فأكل منها خالد تلك اللَّيلة ليرهب بذلك الأعراب من المرتدَّة وغيرهم. ويروجون لفتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- يجيز فيها التمثيل بجثث العدو قائلًا: "فأما إذا كان في التمثيل الشائع لهم دعاء إلى الإيمان وحرز لهم عن العدوان فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد الشرعي".