حاول إخفاء جريمته، وقتل طفله الذى لم يتعد 6 سنوات، وادعى أن دراجة بخارية صدمته أمام المنزل، لكن المتهم عادة ما يترك خيطا أو دليلا يقود رجال البحث الجنائى إلى الوصول إلى الواقعة الأصلية مهما بلغت درجة ذكاء المتهم. فى واقعة مقتل الطفل «خالد» كان الأب هو الشاهد الوحيد. المتهم قال، إنه طلب من نجله الخروج لشراء علبة سجائر من السوبر ماركت المجاور للمنزل، وإن قائد مركبة بخارية صدمه وفر هاربا، لكن آثار الضرب المبرح والتعذيب على جسد الطفل كانت تؤكد أن رواية والد الطفل غير صحيحة، وأن مصرع الطفل وراءه أمر ما، وهذا ما وقر فى يقين رجال المباحث فى أثناء التحقيق فى واقعة مصرع طفل، يدعى خالد.س.م، ومقيم بدائرة قسم شرطة المعادى. النيابة أجرت معاينة تصويرية للواقعة، وطابقت رواية والد الطفل برواية عدد من شهود المنطقة، بعد تأكيدهم أنه لم يحدث حادث «توك توك» فى الشارع الذى يسكن فيه الطفل، بما يخالف رواية الأب القاتل، وبتفتيش رجال المباحث عثروا على ماسورة بلاستيك بها آثار نقط دماء، وأن المتهم كان يعذب نجله بها، وبدا واضحا علامة الارتباك وخروج العرق من والدة المتهم فى أثناء مناقشته بعدم مطابقة روايته برواية أهالى المنطقة. فريق النيابة أثار العديد من التساؤلات والأدلة، أمام المتهم، وفى النهاية لم يجد ردودا على أسئلة النيابة، حتى انهار الأب القاتل واعترف بجريمته، وقام بتمثيلها أمام النيابة العامة، لتواجهه النيابة العامة بالتحريات التى كشف عنها المقدم محمد عاكف رئيس مباحث قسم شرطة المعادى. الأب القاتل تحدث بعبارات الندم على جريمته، وأنه لم يقصد قتل نجله، وقال خلال التحقيقات «ده ابنى الوحيد اللى ربنا رزقنى بيه، وكان نفسى أعلمه كويس ويكون أحسن منى، لكنى كنت قاسى عليه فى أغلب الأوقات، كنت عاوز تربيته تكون مختلفة عنى، ويكون أفضل منى بكتير، أنا أستحق الإعدام لأنى قتلت ابنى، وربنا يغفر ليا أنا كنت باضربه بسبب الهروب من المدرسة، وسرقة مبالغ مالية من منى، نصحته كثيرا، لكنه لم يكن مطيع، فقررت معاقبته، لكنه فارق الحياة ولفظ أنفاسه الأخيرة، بسبب ضربى المبرح له بماسورة مياه بلاستيك». كان اللواء محمد قاسم، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، تلقى إخطارا من قسم شرطة المعادى يفيد باستقبال مستشفى المبرة طفلا، يدعى «خالد.م» 6 سنوات، توفى إثر إصابته بكسر بقاع الجمجمة وكدمات متفرقة بأنحاء الجسم وحروق باليد اليسرى وكدمات بكف اليدين، ووجود سحجات واحمرار وآثار تعذيب فى منطقة الفخذ. وبسؤال والده قرر بحدوث إصابة نجله، إثر اصطدام دراجة بخارية «توك توك» أسفل المنزل، وفر قائدها هاربا، وبسؤال أهالى المنطقة نفوا وجود حادث بالمنطقة، وقد أسفرت جهود البحث عن عدم صحة ما جاء بأقوال والده، وأنه وراء ارتكاب الواقعة. وبإعادة مناقشته اعترف بارتكاب الواقعة، وقرر أنه نظرا لاعتياد نجله الهروب من المدرسة وسرقة مبالغ مالية منه قام بتوثيقه بإيشارب حريمى أعلى باب غرفة النوم وتعدى عليه بالضرب بماسورة بلاستيكية، إلى أن سقط على الأرض وارتطمت رأسه بها، مما أدى إلى حدوث إصابته والتى أودت بحياته، وأرشد عن الأداة المستخدمة فى ارتكاب الحادث، وأنه اعتاد الاعتداء عليه بالضرب لإجباره على الالتزام بالمدرسة.. وبإخطار اللواء على الدمرداش، مدير أمن القاهرة، أمر بإحالة المتهم إلى النيابة، والتى تولت التحقيق وأمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات. وكانت المفاجأة عندما انتقلت «البوابة» إلى منزل والدة الطفل الضحية التى قالت «أخذ ابنى من حضنى بعد طلاقنا لكى يقتله، نجوت بحياتى منه، وكانت النتيجة أن فقدت طفلى.. فلم أستطع العيش معه فطلبت الطلاق منه، وبعد طلاقى أخذ ابنى فى محاولة منه لإرغامى على العيش معه، ولكننى فضلت أن أترك طفلى معه أفضل من أن أعيش إلى جواره، فالبعد عنه غنيمة، لكن لم أعلم أن انفصالى عنه سيودى بحياة طفلى بتلك الطريقة البشعة ومن أجل حفنة من المال، يا رب ألهمنى الصبر من عندك نار بقلبى تشتعل على أب لا يعرف الرحمة».. وتضيف الأم المكلومة: «أب لا دين له، فقد تبدل قلبه من الرحمة إلى العنف والانتقام عندما قام بربط ابنى بحبل وعلقه بإيشارب على باب الغرفة، وقام بضربه ولم يستجب قلبه لدموع ابنى، واستغاثاته بأن يرحمه، يا رب إنى لا أسألك رد القضاء ولكنى أسألك اللطف فيه». تركنا الأم تنعى حالها لفقد أعز ما فى دنياها، وطرقنا باب الجيران بمنطقه طرة محل إقامة الطفل «خالد»، حيث استنكر جميع الجيران الحادث الوحشى من أب جاهل لا يعرف شيئا عن الأبوة. حيث قال أحد الجيران إن «خالد» كان دائم الصراخ من ضرب والده، ولكن لم نتوقع أن يقتل متولى ابنه بعد أن أخذ 50 قرشا دون علمه، فلا يوجد أب عاقل يفعل ذلك، السرقة حرام لكن الطفل لا يدرك شيئا، فهو بالصف الأول الابتدائى، حسبى الله ونعم الوكيل فى كل الآباء المرضى». وأضافت جارة أخرى «ماحدش ليه سأل خالد كان بيسرق الملاليم دى ليه، عشان هو زى أى طفل نفسه يشترى الحلويات، وكان مفروض على والده قبل أن يفكر فى قتلة علشان فلوس زى دى، أن يلبى له احتياجاته، الطفل يرى زملاءه يشترون ما يريديون، كما أنه لا يعرف أن ما يفعله سرقة، ربنا يرحم الطفل المسكين وينتقم من والده». وأكد الأهالى أنهم سمعوا استغاثات خالد وتوسلاته لوالده بأن يرحمه، إلا أن الله رحمه للأبد من أب مفترى، وقام رجال المباحث بإلقاء القبض على «متولى سيد محمد متولى» 46 عاما، بتهمة قتل نجله «خالد» 6 سنوات، وتحرر المحضر رقم 1471 جنح قسم شرطة المعادى لسنة 2015، وبعرضه على النيابة العامة التى أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق. من النسخة الورقية