ذكرت صحيفة "نيويورك" تايمز الأمريكية أن الولاياتالمتحدة أنفقت نحو 65 ملياردولار لبناء قوات الجيش والشرطة في أفغانستان، كما أن التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة يشارك بانتظام في إعطاء التفاصيل حول كيفية إنفاق المال على الاستخدام وعن التقدم الذي أحرزته القوات الأفغانية. ونوهت الصحيفة - في تقرير نشرته في نسختها الألكترونية اليوم الخميس - إلى أنه اعتبارا من الشهر الجاري، عندما تطرح الأسئلة البسيطة حول ما وصل إليه عدد الجنود الأفغان وضباط الشرطة الذين يرتدون الزي العسكري، فإن التحالف العسكري بقيادة واشنطن سيرفض الكشف عن هذه المعلومات باعتبارها "سرية". وأضافت أن الإنفاق الأمريكي على الأسلحة والعتاد للقوات الأفغانية بات سريا أيضا، فضلا عن تكلفة تعليم الجنود الأفغان القراءة والكتابة والتي باتت الآن أيضا "مصنفة كأمر سري". وأشارت الصحيفة إلى أن القيادة العسكرية الأمريكية فسرت التزامها الصمت حول هذه المعلومات بأنها يمكن أن تعرض حياة الأمريكيين والأفغان للخطر، على الرغم من أن هذه البيانات يتم الإفراج عنها كل ثلاثة أشهر على مدى السنوات الست الماضية، حيث لا يعتبرها المسؤولون الأفغان سرية. ورأت الصحيفة أنه كما تسعى إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإعلان إنهاء الحرب الطويلة في أفغانستان رسميا، على الأقل من وجهة النظر الأمريكية، إلا أن انتقال الإدارة إلى تصنيف البيانات والمعلومات حول القوات الأفغانية بأنها سرية يزيل واحدة من أكثر الإجراءات الحاسمة لتقييم إنجازات التحالف الدولي هناك، ويثير التساؤلات الصارخة عن حالة الحرب ضد طالبان. وقال مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه كان يناقش المواد السرية في البداية، إن التحالف حاول أيضا تصنيف عدد القوات الأمريكية في أفغانستان كأمر "سري"، وهو الرقم الذي أعلن على الملأ العام الماضي من قبل إدارة أوباما. وعلى الرغم من أن التحالف لم ينجرف في أمور سرية البيانات إلى هذا الحد، لكنه صنف تقريبا كل قطعة من البيانات المستخدمة من قبل المفتش العام بأنها "سرية" في تقييم قوات الأمن الأفغانية. وقالت الصحيفة في ختام تقريرها إن الحقيقة تكمن في أن الولاياتالمتحدة ما زالت تستثمر بشدة في أفغانستان، حيث تخطط لإنفاق مليارات الدولارات للحفاظ على الأفغان مسلحين، وتوفير الغذاء لهم، وإبقائهم متأهبين للقتال، وفي الوقت نفسه، يبقى ما يقرب من 500ر9 جندي أمريكي والآلاف من المقاولين في البلاد لمساعدة القوات الأفغانية وبناء قوة جوية. جدير بالذكر، أن صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت في وقت سابق من الشهر الجاري أن الرئيس الامريكى باراك أوباما، وقع سرا أمرا يقضى بقيام الجيش الامريكى بمهام للتوسع في أفغانستان في عام 2015، عما كان مقررا، ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن عدة مسئولين بالإدارة الأمريكية والكونجرس قولهم أن الإجراء الذي أتخذه أوباما، يسمح بقيام قوات الجيش الأمريكى بعمليات ضد حركة طالبان والجماعات المتشددة الأخرى، التي تمثل تهديدا للقوات الأمريكية أو الحكومة الأفغانية وهى مهام أوسع مما كان قد أعلن عنها أوائل العام الحالي، كما ستسمح الخطوة التي أتخذها أوباما، بقيام الطائرات الحربية والطائرات بدون طيار الأمريكية، بدعم القوات الأفغانية في مهامها القتالية.