تبني “,”سيد قطب“,” فكرة “,”الحاكمية الإلهية“,” فلعب دور المنظر والموجه لهذا الفكر “,”التكفيرى“,” علي الرغم من بدايته الفكرية المبشرة.. بدأ ملحدًا، وانتهي متطرفًا.. بدأ معلمًا وناقدًا للأدب، وانتهي بطلًا “,”مأساويًا“,”.. كان شاعرًا مرهف الأحاسيس، نظرته إلي الحياة فنان، وحارب الجهل والتخلف والخرافات، كان صديقًا لأعلام الفكر والأدب والصحافة، د. طه حسين، أحمد شوقي، الزيات، العقاد، عزيز أباظة، الرافعي، توفيق الحكيم، يحيى حقي، حسين فوزي، إحسان عبدالقدوس.. وتراثه الفكري والأدبي ودراساته النقدية كانت من روائع مجلة “,”الرسالة“,” في أوج مجدها، وهو أول من سلط الضوء علي “,”نجيب محفوظ“,” في بداية رحلته الإبداعية، كما كتب سيد قطب رواية “,”الأطياف الأربعة“,” بالاشتراك مع أخوته محمد وأمينة وحميدة قطب، وكتب رواية “,”أشواك“,” ثم رواية “,”المدينة المسحورة“,” والتي اعتمد فيها علي حضارة مصر القديمة وحكايات ألف ليلة وليلة، وقامت الجماعة بالتعتيم علي هذه الأعمال الإبداعية، كما كان رئيسًا لتحرير مجلة “,”العالم الجديد“,”. في عام 1948، سافر قطب في بعثة مفتوحة إلي أمريكا وحصل علي درجة الماجستير في علم التربية والمناهج “,”هل كانت هذه البعثة وليدة تخطيط أميركى“,”؟!.. وسيد قطب المفكر برز في كتاباته “,”العدالة الإجتماعية في الإسلام“,” وبحث عن الصور الفنية التي تخاطب الحس والوجدان في “,”ظلال القرآن“,” وفي “,”التصوير الفني في القرآن“,” كاشفًا فيه عن جمال فني تعجز عن تصويره الريشة والكاميرا!.. كان قادة “,”الجماعة“,” في ذلك العصر أعلامًا في مجالات الفكر والدعوة، عبدالقادر عودة، المستشار حسن الهُضيبي “,”وكفاحه المعروف ضد الاحتلال منذ أن كان طالبًا بكلية الحقوق“,”، والشيخ الباقوري والإمام الغزالي “,”فُصلا من الجماعة“,” والشيخ الشعراوي وغيرهم.. “,”بينما قادة الجماعة حاليًا من رجال المال والأعمال“,”! كان لابد من عرض الخلفية الفكرية – بإيجاز – لسيد قطب.. هو نفسه الذي تبنى الفكر التكفيري لأبي الأعلي المودودي، وكان لانقلاب الجماعة علي نظام عبدالناصر دور مهم في صياغة قطب لمفاهيم “,”الحاكمية“,” و“,”المجتمع الجاهلي“,” وتكفير المجتمع، وتبلورت هذه الأفكار في كتابه الخطير “,”معالم في الطريق“,”، وبالتالي يمكننا القول، إن سيد قطب كان أول من بعث روح وفكر “,”المودودى“,” في الفكر الإسلامي السياسي وبشكل تعدى إطار الجماعة، وبادر المرشد الثاني “,”الهُضيبي“,” بالتصدي لهذا الفكر وتنامى خطورته في كتابه “,”دُعاة لا قُضاة“,” كما افتقد بشدة فكر “,”شكري مصطفى“,” وأصبح واضحًا لدى القادة التقليديين للإخوان أن سيد قطب قد أنشأ فكرًا أو تيارًا جديدًا يخرج بوضوح عن أسس الفكر التقليدي للجماعة.. ومن خلال “,”حاكمية المودودي“,” و“,”جاهلية الندوى“,” حاول سيد قطب صياغة خطاب “,”إسلامي جهادي“,” يسمح بإعادة بناء الإيديولوجية النظرية والحركية لجماعة الإخوان، وكانت الإشكالية الجديدة في فكره وخطابه تتلخص في أن “,”المجتمعات الإسلامية القائمة – أو التي تزعم لنفسها أنها مسلمة – هي مجتمعات جاهلية كافرة“,”!.. بل والمجتمعات المسيحية واليهودية في شتى أنحاء الأرض هي أيضًا مجتمعات كافرة!.. لقد كان فكر سيد قطب في “,”معالم في الطريق“,” مرجعية أساسية لفكر وتوجه جماعات الإسلام السياسي “,”الجهادية – التكفيرية“,” التي نشأت وانتشرت على امتداد الشرق الإسلامي!.