خرج علينا أحد الشباب السلفي الذي ينتمي لحركة “,”حازمون“,” بنظارته المقعرة قائلاً إنه سيعرض على الرئيس محمد مرسي فكرة ستحمي الشرعية والشريعة معًا من حقد العلمانيين والمخربين، ليعرض الشيخ فكرته للعلن التي تتلخص في: “,”حرس ثوري، تدريبات عسكرية، ميزانية القوات المسلحة، تشبه الحرس الثوري الإيراني، عرضناها على قيادات حزب الحرية والعدالة، رحبوا بها، وعدَونا بعرضها على الرئيس مرسي بعد عودته من طابا، الشرطة غير قادرة على حرب الشوارع، ضد البلاك بوك، ونحن نملك شباب الإخوان والوايت بلوك“,”.. هذه الكلمات الاصطلاحية هي ما استطعت أن أخرج به من الذقن الشعثاء، وصراحة لم أقرأ الحوار إلا للمزاح فقط، فبالطبع ما يتحدث عنه هذا الشيخ ما هو إلا أحلام طاردته يومًا ما في سجون أمن الدولة، لكن وللأسف هذه الكلمات هي ما سمعتها كثيرًا من أمثال هذا المواطن المصري الذي لا يمثل إلا نقطة ماء في بحر من الشعب المصري، فتأكيده أن الحرس الثوري سيضم مجموعة من الإسلاميين الذين سيحمون شرعية الرئيس وشريعته ما هو إلا تصريح من التصريحات التي تعبر عن إصرار المنتمين للتيار الإسلامي على احتكار كلمة الثورة المصرية، وربطها بهولوكوست أمن الدولة الذي يدعون. ولعل مثل هذه الأفكار التي تتطور مع الوقت، وإن كانت تحمل رؤية بعيدة ومستمرة لحكم الإسلاميين لمصر رغم فشلهم السياسي الظاهر للعيان ونظرتهم المتطرفة دائمًا للأمور، وهو ما ترفضه بالطبع الشريحة الأكبر من الشعب المصري، فلن يستطيع أي إسلامي أيًّا كانت قدرته على الحشد أو التاثير على عقول الغلابة من المصريين والذين تحركهم مشاعرهم المنقوصة باتباع الدين أن يخرج بمثل هذه الأقوال إلى أرض الواقع أو الفعل، لأنني، للأسف، أرى في عيون أمثال أحمد سلام والذين يتخذون من دين المظهر عباءة لهم تأييدًا مسبقًا لمثل هذه الأفكار، وآخرها ما شاهدناه أمام الاتحادية لمن حللوا لأنفسهم قتل من يخرج عن ملتهم من وجهة نظرهم. فكما ذكرت سابقًا، لن تنجح مثل هذه العقليات في التمكن من تنفيذ أفكارها على أرض مصر، لأنها ستواجَه مواجهة العدو، إن صح التعبير، فبداية لن يقبل الجيش المصري أن يدخل تكفيريون إلى صفوفه للتدريب، وهو من المبادئ العسكرية، وثانيًا لن تسكت الشرطة، رغم اعتراضي الشديد على أفعالها، في هذه الأحداث على أن تترك مسئولية الأمن في أيدي من سفك في الماضي دماء الأبرياء. كما لن يقف الثوار، الذين وقفوا ضد النظام القمعي في ثورة الشعب المصري، مكتوفي الأيدي، بل سيزُودون عن ثورتهم وأفكارهم في الحرية التي لن يستبدلوا بها نظامًا تكفيريًّا آخر.