مع صوت الأمطار والرياح القوية التي تضرب النافذة بشدة، وقفت في صمت تنظر للبحر الثائر هو الآخر.. أشعلت سيجارتها وثارت بداخلها هي الأخرى عاصفة من الأفكار.. قررت أن تلعب مع نفسها لُعبة صغيرة.. كلما مرّت جُملة في رأسها تتذكر موقفًا.. تداعي الأفكار.. هكذا قرأت في واحد من كُتبه التي تغار منها.. "ناس كتير نحوها".. مدرسة مُشتركة.. حمام سباحة.. مدينة ملاهي.. "بس هي سرحانة.. شاردة".. ضفائر.. ابتسامة.. تقويم أسنان.. قُبلة.. "تعبانة نفسيًا وجسديًا".. مواصلات.. مُعاكسة.. عمل.. علاقة مُرهقة.. فجأة أصبح تفكيرها أسرع من لُعبتها.. "يمكن هتموت".. "ممكن ترتاح".. "هي دي النهاية؟".. وتوقفت عند السؤال الأهم.. "هو هيزعل ؟؟".. "مين هيفرح.. أو هيرتاح؟؟".. "مين هيفتكرها؟؟".. وهكذا بدأت تسرح بالفعل في رد فعل كل الأشخاص حولها عند خبر موتها.. ابتسمت جدًا.. وفاقت من الابتسامة على رماد السيجارة يلسع يدها.. ---------------- اتصلت به مُبكرًا.. لم تكن عادتها ولكنها بالفعل كانت تحتاج لوجوده.. ألو.. هي: ينفع تطبطب على روحي.. هو: مش فاهم؟ هي: مهزوزة جدًا.. محتاجة راحة.. بريك من كل الحاجات.. موجوعة بس مفيش سبب.. هرش رأسه في تفكير عميق.. لم يستوعب ما تريده بالفعل.. هو: طيب أقدر أعمل إيه؟!.. هي: لا متسألنيش..أنا مش عارفة.. أنا بس خايفة ومش عارفه أقول أنا حاسه بإيه.. تردد.. لم تُفصح له عن ارتباكها من قبل.. قرر أن يُصارحها أيضًا.. هو: عارفه أنك أنتي اللى بتسند عليها.. هي: أنا!! هو: تعرفي أن صوتك هو اللي بيطمني، برغم أنك حاسة بضغط نفسي أنا بشمه في ريحتك كل ما أحضنك.. هي: أنا! هو: تصدقي لو قلتلك بتنفس كويس بمجرد ما أشم جلدك.. صمتت.. لم تكن تتخيل أنها تعني له كل هذا.. هو: قومي نامي يا حبيبتي، وخدي بالك.. مش هينفع تُقعي علشان أنتي بتسندي ناس كتير جدًا أنا واحد منهم.. ----------- نامت مُبكرًا جدًا على غير العادة.. تهرب من واقع مؤلم يُطاردها.. لكن عينيها فضحت رغبتها في البُكاء.. بدأت أفكارها تخرج لتسمعها وهي نائمة.. القُرب من القلب شيء فظيع يخليك تحس باللي منك.. الحيرة خلّت نُص الكلام مليان وجع.. والنُص التاني مبيتقلش.. والخوف من قولة معلش.. السهل بقى صعب جدًا.. الخوف بيدخل كل حاجه يفسدها.. الأشخاص اللي بتحس قليلين خالص.. بس هي لسه عايشه على فكرة.. عادي