تعيش القارة الأوربية هذا الأيام في حالة يقظة وتأهب أمني يتخللها الخوف من وقوع هجمات إرهابية خاصة بعد حادث "شارل إيبدو" الذي كان بمثابة دق ناقوس الخطر. واعتقلت الشرطة في بعض البلدان الأوربية عددا من المشتبه في كونهم متشددين إسلاميين في حملات دهم وتفتيش ليل الخميس وصباح اليوم الجمعة. في ألمانيا اعتقلت الشرطة الألمانية شخصين في عملية دهم في وقت مبكر الجمعة، حيث قالت الشرطة إنها اعتقلت رجلين خلال مداهمة 11 منزلا وموقعا لها صلة بالسلفيين بعد وقت قصير من قيام الشرطة البلجيكية بقتل رجلين خلال مداهمات مماثلة لجماعة متطرفة. وأضافت أنها اعتقلت الرجلين بعد تحقيقات مستمرة منذ عدة أشهر بشأن خمسة مواطنين أتراك تتراوح أعمارهم بين 31 و44 عاما يشتبه في أنهم "يخططون لعمل عنيف خطير ضد الدولة في سوريا"، فضلا عن غسل أموال، كما أوضحت إنه يشتبه في أن أحد المعتقلين يرأس جماعة متطرفة تضم عناصر من جنسيات تركية وروسية. وشارك نحو 250 شرطيا في المداهمات التي شملت 12 موقعا والتي جرت في عدة مواقع في برلين وضواحيها، واستهدفت خلايا متطرفة، مما أسفر عن توقيف زعيم مجموعة كانت تخطط لشن هجوم في سوريا وأشير له ب"عصمت.د". أما في إسبانيا، فقد بدأت السلطات تحقيقا بعد الكشف عن أن أحد مسلحي هجمات باريس "أحمدي كوليبالي" قد زار مدريد قبل أيام من قيامه بالهجمات. وقرر القضاء الإسباني فتح تحقيق أولى حول إقامة الجهادي الفرنسي أميدي كوليبالي في مدريد، قبل ارتكابه الهجوم على متجر يهودي في باريس الأسبوع الماضي. وكانت صحيفة "لا فانغوارديا" الإسبانية ذكرت أن كوليبالي أقام ثلاثة أيام في مدريد، فضلا عن "حياة بومدين" مرت هي الأخرى بمدريد. وفي بلجيكا، رفعت السلطات البلجيكية حالة التأهب في البلاد غداة سلسلة من عمليات مداهمة شنها الأمن في مناطق عدة، أسفرت إحداها عن مقتل اثنين يشتبه أنهما من الجهاديين. وأعلنت أجهزة المن أمس الخميس أن شخصين قتلا في عملية أمنية شنتها الشرطة ضد "مجموعة جهادية" خططت لهجوم إرهابي في مدينة فيفيير شرق البلاد. وقالت السلطات، إن مشتبها بهما قتلا بعد أن فتحا النار على وحدة مكافحة الإرهاب في مدينة فيرفيي شرقي بلجيكا، كما اعتقلت السلطات شخصا ثالثا بعد إصابته في تبادل إطلاق النار، وأكدت أنها استهدفت خلية تضم مسلحين عائدين من سوريا. أما في فرنسا التي أعلنت الحداد على قتلاها الذين راحوا ضحايا الهجوم على مقر صحيفة "شارل إيبدو" اغلقت صباح اليوم الجمعة محطة "غار دو لا ايست" (محطة الشرق) في باريس وأخليت من المسافرين بعد ورود تحذير بوجود قنبلة فيها. كما استجوبت السلطات الفرنسية ليلة أمس في باريس 12 من المشتبه بهم في سياق التحقيق في الهجمات التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية. ووجه الإدعاء الفرنسي للمتهمين تهمة "دعم لوجستي محتمل" للمسلحين حيث يشتبه في أنهم قدموا أسلحة وبنادق للمسلحين الذي شنوا الهجوم على "شارل". كما قامت الشرطة بحملة دهم وتفتيش في خمس مدن في محيط منطقة باريس. وفي الدنمارك التي لم تبدأ حملات مداهمة واعتقال حتى الآن، طالبت أكبر مجموعة يهودية في الدنمارك الشرطة بحماية مدرسة وكنيس تابعين لها في كوبنهاغن بعد الهجمات التي ادت إلى مقتل اربعة يهود في باريس الأسبوع الماضي. وصرح نائب رئيس مجلس إدارة الجالية اليهودية في الدنمارك جوناثان فيشر بأنه في ظل الوضع الراهن، نعتقد أنه من الواضح أن الأهداف اليهودية هي على رأس اولويات الارهابيين ويعيش نحو 8000 يهودي في الدنمارك معظمهم في كوبنهاغن وبأعداد اصغر في مدن ارهوس واودينسي.