كل يوم تتواتر الأنباء عن قرب ميعاد فض اعتصامي رابعة والنهضة، وقد استنكر الكثير من السياسيين التباطؤ في فض تلك الاعتصامات وتزايد الشائعات حول ميعاد الفض، وعلى النقيض طالب بعضهم، وأغلبهم حقوقيون، بعدم فض تلك الاعتصامات إذا كانت سلمية، بالإضافة إلى اتباع الطرق والأساليب المُتعارف عليها في فض تلك الاعتصامات. أرواح المعتصمين مهمة المسئولين قالت عبير سعدي، وكيل نقابة الصحفيين، في تصريحات ل“,”البوابة نيوز“,”: من المهم عند فض الاعتصامين في رابعة والنهضة أن تراعي الأجهزة المعنية الحفاظ على حياة المتواجدين في الاعتصام، حتى من عليه ملاحقات قانونية، فالأرواح البشرية هي المهم في عمليات الفض. وأضافت: أن الشرطة يجب أن تتبع الطرق المتداولة في التعامل مع الاعتصامات وخصوصًا الاعتصامات التي تتسم بالعنف أو الاعتصامات التي من المتوقع أن ترد على عمليات الفض بعنف، وأول تلك الطرق هي التحذيرات المتتالية، وعلى الحكومة ألا تستعجل في ذلك، فكل خطوة لابد أن تأخذ وقتًا كافيًا للوصول إلى أفضل النتائج، مشيرة إلى أن تلك الخطوة تستلزم أيضًا طمأنة المتواجدين بمكان الاعتصام بعدم الملاحقة القانونية لهم، باستثناء المطلوبين في جرائم جنائية. حصار المعتصمين أولًا قال الدكتور محمد محفوظ، المتحدث الرسمي باسم ائتلاف “,”ضباط شرفاء“,”: إنه سيؤكد ما قاله من قبل في حواره مع “,”البوابة نيوز“,” أن هناك خطوات يجب اتباعها في التعامل مع فض اعتصامي رابعة والنهضة، وأولها ضرورة البدء بفرض حصار كثيف وكامل بعدد حاشد من القوات لسد كل المنافذ التي تؤدي إلى الاعتصامين، بحيث لا يسمح لأي أفراد جدد بالانضمام لذلك الاعتصام، ثم إصدار قرار من السلطة المختصة بقطع الكهرباء وقطع الاتصالات عن منطقتي الاعتصامين بالكامل لمنع التواصل بين الاعتصام وأي جهة أخرى أو أي وسيلة إعلام، ولصعوبة التواصل بين المنصة والمعتصمين، والبدء بعد ذلك بتطهير كل أسطح البنايات المواجهة للاعتصام من أي عناصر مسلحة. كما أكد: أنه خلال كل تلك المراحل ينبغي الإعلان عن منفذ للخروج ليخرج منه الفارون من الاعتصام، والإعلان عن إشارة يتبعها الراغبون في الخروج كرفع راية بيضاء مثلاً، وفي حالة تقلص الأعداد داخل الاعتصام، فإنه يتم تحديد ساعة الصفر للاقتحام من خلال مجموعات من قوات العمليات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب وقوات الصاعقة، وفقًا لخطة سرية لا يمكن بالطبع الإفصاح عنها، بحيث تكون مهمة هذه القوات القبض على قادة الاعتصام خلال دقائق معدودة ومداهمة مخازن الأسلحة والذخيرة، ثم يعقب ذلك إنذار المعتصمين الباقين بالقبض على قياداتهم، وأنه سيتم الاقتحام خلال دقائق معدودة لو لم يتم الاستسلام وفض الاعتصام، ثم يعقب ذلك اقتحام الاعتصام وفضه والقبض على باقي المعتصمين. فض الاعتصام بالقانون قال محمود العلايلي، عضو الهيئة العليا بحزب المصريين الأحرار، إن مسألة فض اعتصامي رابعة والنهضة أصبحت وجودية الآن، وهو ما عبّر عنه المواطنون بالنزول لتأييد الجيش في حربه على الإرهاب. وأضاف: توقيت فض تلك الاعتصامات منوط بمن سيقوم بفضها وهي وزارة الداخلية، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان دأبت على اتباع العنف منذ نشأتها، كما دأبت على ممارسة العمل السري والاغتيالات السرية وتكوين الجماعات الإرهابية ليس في مصر فقط وإنما العالم كله، فأغلب تلك الجماعات خرجت من رحم جماعة الإخوان، مؤكدًا أن مرسي هو المسئول الأول عن الجماعات الإرهابية في سيناء، فهو من سمح بتواجدهم، وأن هذه الجماعة الفاشية ترى المسيحيين ليسوا من نسيج هذا الوطن. وأكد أنه على المنوط بهم فض الاعتصام اتباع الطرق والأساليب القانونية في ذلك، تجنبًا لوقوع ضحايا، وهو ما اتفق عليه معظم السياسيين والحقوقيين، فحياة البشر أهم وواجب الحفاظ عليها، مشيرًا إلى أن الخطوات معروفة لدى الأجهزة الأمنية، ولكن المهم أن تتبعها. اعتصامات الإخوان تهدد المصريين طالب محمد هيكل، أحد مؤسسي حركة تمرد، بسرعة فض الاعتصامين نظراً لتزايد تهديداتهم للمواطنين خصوصًا سكان منطقتي رابعة العدوية والنهضة، وانعدام الأمان الشخصي لهم، بسبب تعرضهم لمضايقات كثيرة من قبل المعتصمين، وما تردد عن وجود أسلحة في تلك الاعتصامات، بالإضافة إلى التقارير التي خرجت من قبل وأكدت وجود غرف تعذيب بالاعتصامين، والحالات التي تم الإعلان عنها أكدت ذلك بشكل قطعي. وأضاف أن جماعة الإخوان تصر دائمًا على إعلان أن العنف عنوان لها، وعلى الداخلية والجيش سرعة فض تلك الاعتصامات مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على أرواح الأبرياء المتواجدين بتلك الاعتصامات والمُغرر بهم، فهناك تأثير غير طبيعي عليهم من قبل قياداتهم التي دائمًا ما تتحدث من على المنصة بنبرة التحريض. اعتصام “,”رابعة“,” ليس سلميًا قال المستشار محمد عبدالرازق، نائب رئيس محكمة استئناف القاهرة، يجب أن تتعامل الأجهزة الأمنية مع فض اعتصامي رابعة والنهضة بالضوابط القانونية التي تنظم تلك العملية، سواء في القوانين المحلية أو القوانين العالمية، مشيرًا إلى أن هناك مواثيق ومعاهدات دولية تحدد تلك الضوابط ووقعت عليها مصر، وبالتالي فهي ملزمة بها. وأضاف: التعامل مع الاعتصامات يختلف من حيث نوعيتها، فهناك اعتصامات سلمية واعتصامات تتسم بالعنف، مثلما يحدث في رابعة والنهضة، لافتًا إلى أن المعضلة التي ستواجه أجهزة الأمن عند فضها للاعتصام هي استخدام جماعة الإخوان للنساء والأطفال كدروع بشرية، فبذلك أصبحت الأجهزة الأمنية مُطالبة بفض الاعتصام مع الحفاظ على أرواح هؤلاء. وأكد أن الإخوان ارتكبوا جرائم دولية توجب ملاحقة المنظمات الحقوقية الدولية لهم، حيث استغلوا الأطفال والنساء في اعتصامهم وهي أساليب مجرمة ومحرمة دوليًا، ويجب معاقبة من ارتكبها أشد عقاب. وعبّرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، عن موقفها الرافض لفض الاعتصامين التابعين لجماعة الإخوان المسلمين، حيث قالت في بيان لها: “,”مصر مُلزمة باحترام حق الجميع في المشاركة في التجمعات السلمية، على النحو المبين في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وبضرورة الامتناع عن فرض قيود تعسفية على المظاهرات، مع تجنب التمييز لأسباب تتعلق بالرأي السياسي أو الديني، ويجب أن تكون هذه القيود ضرورية ومتناسبة على حد سواء، كما يجب أن تكون القرارات المتعلقة بحظر أو فض المظاهرات مفتوحة للمراجعة القضائية“,”.