وقعت كل من جنوب إفريقيا والصين عددا من الاتفاقيات الاستراتيجية في إطار جهود تقوية العلاقات الثنائية بينهما. ومن بين الاتفاقيات التي تم توقيعها، برنامج استراتيجي للتعاون مدته من 5 إلى 10 سنوات، يركز على دعم التعاون الثنائي، بما في ذلك، الثقة السياسية المتبادلة والتنسيق الاستراتيجي، والتعاون في الشئون الدولية، فضلا عن القضايا المتعلقة بمجموعة ال"بريكس" "مجموعة الدول ذات الاقتصادات الصاعدة بريكس" التي تضم في عضويتها كل من: البرازيل وروسيا والهند والصينوجنوب إفريقيا. كما وافقت الدولتان على زيادة تحسين التعاون الثنائي في مجالي التجارة والاستثمارات من أجل معالجة الخلل الهيكلي في التجارة الثنائية بين البلدين، فضلا عن التوقيع على خطة عمل بشأن التعاون الزراعي - بما في ذلك بروتوكول متطلبات الصحة النباتية (السيطرة على الأمراض النباتية) لمحاصيل الذرة والتفاح المصدرة من جنوب إفريقيا إلى الصين، ومحاصيل التين المصدرة من الصين إلى جنوب إفريقيا. ويأتي توقيع الاتفاقيات المتعلقة بالزراعة، وفقا لمؤسسة الرئاسة في جنوب إفريقيا، تأكيدا على استعداد البلدين لتقوية تبادل الأفراد والتكنولوجيا، بالإضافة لتعزيز بناء القدرات الزراعية عبر تبادل الوفود. وقالت الرئاسة: "تزيد الاتفاقية من تعزيز استضافة ورش العمل الخاصة بالتكنولوجيا والإدارة، وتقوية روابط التعاون بين المؤسسات البحثية والجامعات والكليات في البلدين". وتم توقيع الاتفاقيات عقب المحادثات التي أجراها رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما، ونظيره الصيني شي جينبينج مؤخرا، خلال زيارة الرئيس زوما إلى بكين والتي جاءت بدعوة من نظيره الصيني. وقال زوما إن الاتفاقيات التي تم توقيعها تؤكد إعلان بكين الخاص بتأسيس شراكة استراتيجية شاملة، والذي تم توقيعه عام 2010، وستزيد من تحسين العلاقات الاستراتيجية التي يتمتع بها البلدان. وأضاف زوما "سنبحث أيضا سبل تحسين التعاون في مختلف القطاعات مثل التمويل والبيئة، بما في ذلك التعاون في اقتصاد المحيط والتجارة والاستثمار، إضافة إلى النقل والزراعة". ولفت إلى أن جنوب إفريقيا تتطلع لاتمام إطار العمل التعاوني الممتد من 50 إلى 10 سنوات، والذي يزيد من تحسين تطبيق مخرجات اللجنة الثنائة الوطنية ومجموعة العمل الوزارية المشتركة. وقال: إننا نحتاج إلى تطوير التعاون في القطاع المالي، وهو ما يسمح بالدخول بسهولة إلى الأسواق المالية لكلا البلدين. ومن جانبه، قال الرئيس الصيني شي، إنه يتعين على الجانبين الحفاظ على زخم التفاعلات رفيعة المستوى وزيادة التبادلات في مجالات التشريع والعدل والدفاع وحكومة الدولة، إضافة إلى التبادلات بين المحليات، موضحا أن الصن تؤيد وجهة النظر الصحيحة للعدالة في جنوب إفريقيا، وستولي اهتماما كاملا للاحتياجات التنموية هناك بالتعاون بين البلدين. واقترح الرئيس الصيني أن تعزز الدولتان التعاون بينهما في مجالات التجارة والتمويل والزراعة والطاقة والتعدين والبنية التحتية، فضلا عن الاقتصاد البحري ليكمل كل منهما الآخر، وتحقيق نمو التجارة البينية بطريقة متوازنة. وأشار إلى أنه ينبغي على الجانبين توسيع مجال التبادلات بين الأفراد، وتعزيز التنسيق في الشئون الدولية الرئيسية. ومن جانبه، قال زوما، مرددا مقترحات نظيره الصيني، إن جنوب إفريقيا تأمل أن تتعلم من الخبرة الصينية، وترحب بالاستثمارات الصينية، بما في ذلك تلك المتصلة بالبنى التحتية والمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الصناعة والاقتصاد البحري في جنوب إفريقيا.