قام حوالى 300 شخص في بوركينا فاسو بوضع ال "مكانس" بدلا من الشموع على قبر الرئيس الأسبق للبلاد توماس سانكار بمناسبة ذكرى ميلاده الخامسة والستين ، في لفتة رمزية للمطالبة بالتحقيق وإعادة فتح ملف اغتيال الرئيس الأسبق والذى تم اغتياله في 15 أكتوبر عام 1987 إثر الانقلاب عليه ووصول صديقه ورفيق سلاحه بليز كومباوري إلى السلطة. وأوضح سموكى مغنى الراب و مؤسس حركة " مواطن مكنسة" أن المكنسة لها دلالة رمزية عند العديد من الأعراق، والتى تطالب المتوفي بتسمية قاتليه. وهذا يعنى أننا نطالب اليوم بفتح ملف اغتيال سانكارا. وكان للحركة دور فعال فى سقوط نظام بليز كومباوري، الذى فر من البلاد فى الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر الماضى إلى ساحل العاج قبل أن ينتقل منها إلى المغرب يوم 20 نوفمبر الماضى. وقال سموكي إن سقوط كومباورى حقق أولى خطواتنا على طريق النصر وتتمثل ثانى خطواتنا في المطالبة بإحقاق الحق، أما الخطوة التالية لذلك فهي تحسين صورة توماس سانكارا، الملقب ب "تشى جيفارا إفريقيا"، وتدريس أفكار ذلك الغائب الحاضر الذى ألهب المظاهرات التى أندلعت فى البلاد مطالبة بطرد كومباوري من السلطة بعد حكم دام سبعة وعشرين عاما. وتأسيسا على ذلك وعد ميشال كافاندو، رئيس البلاد خلال المرحلة الانتقالية بإعادة فتح ملف الرئيس الراحل سانكارا . ولد توماس سانكارا في عام (1949) عندما كانت بوركينا فاسو لا تزال تحت الاستعمار الفرنسي، وكان والد سانكارا قد حارب إلى جانب الفرنسيين واقتفى ابنه أثار خطواته بالالتحاق بالقوات المسلحة الوطنية التي لعبت الدور القيادي في الحياة السياسية للأمة التي نالت استقلالها من فرنسا عام 1960 ورقي في عام 1980 إلى رتبه رائد في الوقت التي كانت تشهد فيه البلاد انقلابا تلو الآخر ، وقد دخل سانكارا في السياسة ولم يكن راضيا على قادة بلاده السياسين، وفي عام 1983 شارك في أحد الانقلابات وهو ما قاده إلى السلطة التي شهدت بعدها البلاد الكثير من التحولات، وغير اسم بلاده من" فولتا العليا"وهو الاسم الاستعماري القديم إلى "بوركينا فاسو" أو ما يمكن ترجمته إلى "بلد المستقيمين"، وأولى سانكارا خلال حكمه عناية خاصة بالتعليم وشجع قطاع الزراعة وأثبت أنه رائد في مجال الصحة العامة وكان أول قائد سياسي يتخذ موقفا من ختان الأناث. وجاءت نهاية سانكارا بعد أربعه أعوام من وصوله إلى السلطة يوم (15 أكتوبر 1987) عندما انقلب عليه رفيقه في السلاح وحليفه (بيليز كمباوري) الذي يحمل رتبه رائد أيضا ، وكان كمباوري قد حصل علي دعم من فرنسا التي كانت مستائه إلى حد كبير من سانكارا بسبب شعاراته المناهضة للإمبريالية بعكس بديله كمباوري الذي أثبت أنه شريك أكثر مرونه بكثير.