توقعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن اليمين المتطرف المعادي للهجرة في أوربا والمعادي للإسلام ستزداد شعبيته خلال الفترة القادمة، خاصة بعد الهجوم الدامي على صحيفة "شارلي إيبدو" الذي أسفر عن مقتل 17 شخصًا في فرنسا، مضيفا أن الحادث جعل الأوروبيين يشعرون بعدم الأمان. وأوضحت الصحفية أن الحركات القومية والشعوبية تشهد صعودًا في كل أنحاء القارة الأوربية، وخاصة فرنسا، حيث أصبح حزب الجبهة الوطنية "اليمين المتطرف" لذى سبق ربطه بمتعاونين سابقين مع النازي. وتابعت الصحيفة بالقول أن اليمين المتطرف قد تزداد شعبيته الفترة القادمة، حيث سيستغل المناخ الجديد في تعزيز انتقاداته القائمة منذ فترة ضد الهجرة والإسلام، وسيعمل على إظهار نفسه بأنه الحل الوحيد لتجنيب البلاد خطر الإرهاب، كما سيتابع مسيرته في مطالبته بتقييد الهجرة وتشديد الأمن. ونقلت الصحيفة عن "سارة بلحداد" طالبة مسلمة قولها بأنها تشعر بالخوف من حزب الجبهة الوطنية المتطرف بما سوف يفعله من نشر الكراهية والبغض تجاه المسلمين. وتابعت بالقول:" "ماري لوبين" زعيمة الجبهة لم تتوقف لحظة عن تشبيه المسلمين بالاحتلال النازي لفرنسا، فضلا عن تحريضها المستمر للفرنسين بضرورة التخلي عن الطيبة الزائدة وأن لا يكونوا ملائكيين. وأضافت الصحيفة أن اليمين المتطرف في أوربا كلها لاستغلال حادث "شارل إيبدو" لتحقيق مكاسب سياسية، ففي ألمانيا نظمت حركة "بيجدا" المعادية للمسلمين مسيرات أسبوعية في عدة مدن وكان أكبرها في مدينة دريسدن مساء الإثنين شارك فيها عدد قياسي بلغ 25 ألفًا، أي أكثر بسبعة آلاف من المشاركين في مسيرة الأسبوع الماضي. كما يخطط المنظمون لتنظيم احتجاجات أخرى في دول مثل بريطانيا وإسبانيا. وفي بريطانيا، ألقي نايجل فراج، زعيم حزب الاستقلال القومي باللوم على التنوع الثقافي في مدن مثل لندن وباريس في حادث "شارل إيبدو". واستشهدت الصحيفة على صدق تكهنها بارتفاع شعبيته "فراج" بعدما أجري "يو جوف" استطلاع رأي في اليوم التالي بعد تصريحاته، فأظهر الأستطلاع ارتفاع في التأييد الشعبي له بنسبة 4% ليصل إلى 18% في أربعة أيام. وفي سياق متصل، قالت الصحيفة أن العنف والاحتجاجات قد تشعل ردود أفعال عنيفة ضد المسلمين، خاصة في فرنسا والتي يبلغ تعداد المسلمين فيها 5 ملايين نسمة. وقال ألكسندر هوسلر، الخبير في الحركات اليمينية المتطرفة، إن هجمات فرنسا تغذى اليمين المعادي للمسلمين في أوروبا.