أن تكون رجل أعمال ثري تشارك في الحياة السياسية، فهذا أمر متداول، لكن أن تصبح دبلوماسي وتترأس وفود دولية وتنخرط في دهاليز السياسية فهذا أمر غير شائع، هذا ما فعله " رونالد لودر" رجل الأعمال الأمريكي حين ترأس متحف الفن الحديث في نيويورك، ثم أصبح رئيس المؤتمر اليهودي العالمي في عام 2007، والذي قاد حملة شعبية وسياسية ضد الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" اتهمه بالمساس بإسرائيل. ولد "رونالد ستيفن لودر" 26 فبراير 1944 ينحدر من عائلة تجارية، وهو الابن الثاني لجوزيف لودر وإيستي لودر درس في مدرسة وارتون بجامعة بنسلفانيا، ثم غادر بعدها الولاياتالمتحدة لمواصلة الدراسة في جامعات باريس في فرنسا، وبروكسل في بلجيكا وبعد انتهاء دراسته أصبح مسئولا على إدارة أعمال شركة العائلة وتقدر ثروته نحو 2، 7 مليار دولار أمريكي، وصنفته مجلة فوربس الأمريكية في المرتبة 224 لقائمة أغنياء العالم. وعٌرف عنه تقربه لحزب الليكود الإسرائيلي وانتمائه للجمهورين في أمريكا، وفي عام1986 أصبح سفيرا لأمريكيا في النمسا بطلب من الرئيس الراحل رونالد ريغان. ومنذ بداية دخوله الحياة السياسية، دافع "رونالد" عن اليهود بشكل واضح وصريح، حيث أسس عام 1987 مؤسسة رونالد ستيفن لودر التي تمول التعليم اليهودي حاليًا في 16 دولة، كما تمول أيضًا منذ عام 1998 مكتب رابطة مكافحة التشهير في أوربا الذي يقع مقره في فيينا، النمسا، كما أنها تساعد مدرسة يهودية في كولونيا بألمانيا.كماأسس عام 1994 مركز شركة الإعلام الأوربية. ودخل "رونالد" معارك سياسية قوية من أجل حماية اليهود، حيث شن حملة شرسة على الرئيس الأمريكي "أوباما" منتقدا إياه على دعوته تجميد البناء الاستيطاني كشرط لاستئناف المفاوضات. و نشر إعلانات ضخمة في الصحافة الأمريكية ضد خطاب أوباما، الذي دعا فيه إلى استئناف المفاوضات على أساس العودة إلى حدود 4 يونيو مع تعديلات طفيفة. ولم يكتف الرجل العجوز البالغ من العمر 70 عاما، من انتقاده لأوباما ودفاعه المستميت عن نتنياهو فاتهم العرب بمعاداة المسيحيين زاعما بأن إسرائيل وحدها التي توفر الأمن للمسيحيين في الشرق الأوسط، وأن العالم لا يتحدث عن الصواريخ التي تنطلق باتجاه إسرائيل، والعمليات التي تقوم بها إسرائيل ضد الإرهابيين. وعلي الرغم من مشاعر الكراهية التي يكنها للرئيس الأمريكي، إلا أنه رحب كثيرا بالتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" معلنا عن رضائه بمساعي الولاياتالمتحدة لمحاربة داعش. ومن أشهر مقولاته بعد لقائه الأخير بالبا فرانسيس بابا الفاتيكان "لقد عاني اليهود في بادئ الأمر من هجمات وحشية قابلها العالم بالصمت، والآن يواجه المسيحيون الإبادة، والعالم مرة أخرى يلفه الصمت" ونال "لودر" العديد من الجوائز منها جائزة فالنبرغ راؤول في برلين، لإسهامه في إحياء الحياة اليهودية في أوربا الوسطى والشرقي، كما حصد ميدالية الخدمة من الرئيس ألكسندر كواسنيفسكي لجهوده في إعادة بناء البلديات اليهودية في بولونيا.