ولدت الفنانة مريم فخر الدين يوم 8 يناير عام 1933، في مدينة الفيوم لأب مصري مسلم وأم مجرية مسيحية، وهي الأخت الكبرى للفنان يوسف فخر الدين. حصلت مريم فخر الدين على شهاده البكالوريا من المدرسة الألمانية، وفازت عن طريق مجلة "إيماج" الفرنسية بجائزة أجمل وجه، وهو الذي أهلّها لأن تقوم بدور البطولة في أول أفلامها السينمائية. لقبت مريم فيما بعد ب"حسناء الشاشة" من قبل الإعلام الذي كان في ذلك الوقت متأثرًا بالسينما الأمريكية وببطلاتها مثل مارلين مونرو، ولذلك قامت شركات الإنتاج بجعل الكثيرات من بطلات السينما المصرية في ذلك الوقت يشبهن إلى حد كبير بطلات السينما الغربية مثل مريم فخر الدين وهند رستم والتي فعلًا لقبت ب"مارلين مونرو الشرق". كانت مريم فخر الدين أو "إنجي" كما كانت تحب أن يطلق عليها نسبة إلى نجاحها في فيلم "رد قلبي"، لا تأكل إلا بحساب ولا تنام أو تمشي أو تتكلم أو تبتسم، وحتى لا تضحك إلا بحساب، عاشت محرومة من حرية الاستمتاع بحياتها الخاصة فضلًا عن حياتها العامة في كل خطوة من حياتها وهي تخشى حساب جمهورها. وهذا ما عبرت عنه الفنانة الكبيرة مريم فخر الدين قبل 60 عامًا في مقالة نشرت عام 1962 بمجلة "الكواكب" تحت عنوان "قضبان من ذهب" لخصت من خلاله حياتها كفنانة وراسمة شكل وأسلوب وسلوك جيلها من نجمات الزمن الجميل، الجيل الذي عشق الفن فأعطاه كل شيء وترك لنا ثروة لا تقدر بثمن من الأعمال العظيمة. واشتهرت مريم فخر الدين في السينما العربية وخاصة في فترة الخمسينات والستينات بأدوار الفتاة الرقيقة الجميلة العاطفية المغلوبة على أمرها وأحيانًا كثيرة الضحية، ولكنها نجحت من حين لآخر أن تخرج من هذه الشخصية النمطية. ومع مطلع السبعينات اختلفت بحكم السن أدوار مريم فخر الدين على الشاشة وأصبحت تقوم بأدوار مختلفة تمامًا كدورها الشهير في فيلم "الأضواء" عام 1972، وقبله دور الأم في فيلم "بئر الحرمان" عام 1969. وبعد زواجها من فهد بلان عملت مريم فخر الدين معه في بعض الأفلام، ولكنها بعد الانفصال عادت إلى مصر لتأخذ مكانها في أدوار الأم الجميلة. وفي عام 1952 تزوجت الفنانة الراحلة من المخرج محمود ذو الفقار، وأصبحت قاسمًا مشتركًا في أفلامه وأنجبت منه ابنتها "إيمان"، واستمر زواجهما 8 سنوات، وطُلقت منه في عام 1960، ثم تزوجت مرة ثانية من الدكتور محمد الطويل بعد 3 شهور من طلاقها من ذو الفقار، وأنجبت منه ابنها "أحمد"، واستمر زواجهما 4 سنوات. انتمت مريم فخر الدين إلى الجيل الذي ظهر مع بداية الخمسينات من القرن الماضي، وضم فاتن حمامة ونادية لطفي وسعاد حسني وشادية وماجدة ولبنى عبدالعزيز، والذي يعتبر من أهم الأجيال الفنية على الإطلاق ليس لقيمة ما قدمه للفن، ولكن لأنه عايش أهم فترة تاريخية مرت بها مصر والوطن العربي، مارسوا إبداعهم في زمن الإبداع وتجاوز عطاؤهم حدود الفن ليؤدوا أدوارا أخرى في الحياة العامة والسياسية، وارتبطوا بعلاقات مع شخصيات مهمة ومؤثرة كان على رأسها الزعيم جمال عبدالناصر، لذلك فشهادات وذكريات هؤلاء النجوم مهمة، هي تأريخ لحياتنا، وتصحيح لأحداثنا، ودروس لحاضرنا، وقناديل لمستقبلنا. رحلت عن عالمنا حسناء الشاشة العربية يوم 3 نوفمبر عام 2014 بعد صراع طويل مع المرض، نتيجة جلطة في المخ بمستشفى المعادي العسكري.