سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
احتفالات عيد الميلاد "للأغنياء وعلية القوم".. الكنيسة المرقسية تقصر الدعوات على "السيسي ومحلب" وكبار رجال الدولة.. والمعارضون: "المسيح كان فقيرًا" و"تصاريح الvip" بدعة
تنتظر أجراس الكنيسة المرقسية بالعباسية حلول يوم الأربعاء المقبل، حيث الاحتفال بعيد المال الميلاد المجيد الذي ترصده "البوابة نيوز"، ومن المقرر أن يترأس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الاحتفال، بحضور رجال الدين والدولة، وقد قررت الكنيسة المرقسية قصر إرسال دعوات الاحتفال هذا العام لكل من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، معلنة أنه على الراغبين في الحضور إرسال خطابات رسمية للكاتدرائية، وعليه ترسل لهم الكنيسة الدعوات مختومة بخاتم الكاتدرائية وتحمل توقيع القس سيرجيوس سيرجيوس وكيل عام بطريركية الاقباط الأرثوذكس. تفتح الكاتدرائية الباب الرئيسي لدخول كبار الزوار والإعلاميين، ويتوالي دخول السيارات الفارهة من اعلي الماركات العالمية، ويخرج منها ذوي النفوذ والسلطة والمال، بعد أن ينحني السائق لفتح الأبواب، ويتوالى أحد رجال الكشافة أمره حتى يصل إلى مقعده، يتخلل الرحلة وقفة لمدة دقيقة لكتابة كلمة تهنئة بدفتر الزوار، بينما يسطر على الإعلاميين المسجونين داخل الفواصل الفضول الصحفي والتنافس، فمن سيحظي بلمحة من مسئول أو تصريح أو حتى سلام، من وراء الحاجز. والسؤال يطرح نفسه كيف سيسمح للمسيح بالدخول؟، والذي جاء لأورشليم ممتطيًا ظهر حماره؟ أكاد أجزم أنه لا يستطيع حتى المرور من شارع رمسيس فالباب الرئيسي حلم يصعب مناله لهذا الفقير. وقال سيرجيوس سرجيوس وكيل عام بطريركية الاقباط الأرثوذكس، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، إنه لا يمكن أن يدخل أي شخص للكاتدرائية المرقسية ليلة الميلاد بدون دعوة شخصية، وهذا حرصًا على أمن وسلامة الحضور، وأن الهدف من الدعوات هو الحفاظ على النظام وإجراء أمني يقوم به فريق الكشافة بالتعاون مع قوات الشرطة، والتي تكون متواجدة في الكاتدرائية. وأضاف أن عدد المدعوين ال"VIP" لم يحدد بعد نظرًا للاعتذارات والإضافة التي تطرأ، ويخصص لهم الخمس صفوف الأولى. ومن جانبه قال مصدر مطلع أن الكاتدرائية خصصت عددا من الدعوات حسب ثقل الشخصية، فهناك دعوات "VIP" ذات الشريط الأحمر وهي تمنح للوزراء ورجال الدولة ويتراوح عدد تلك الدعوات ما بين 200 إلى 250 دعوة ويخصص لهم الخمسة صفوف الأولى، في الاتجاهين أي نحو 30 صفا. وأضاف في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، أن دعوة "VIP" بدون شريطة حمراء وهي نحو 500 دعوة، تمنح للشخصيات العامة ورجال الأعمال وللاراخنة "رجال الكنيسة ذوي النفوذ والغني"، وتخصص لهم الصفوف التي تلي صفوف رجال الدولة، بينما تخصص الصفوف الأخيرة لعامة الشعب، والأدق الذي حصلوا على الدعوات والتي يبلغ عددها 2000 دعوة. ومن جانبه قال الدكتور ميشيل فهمي الناشط القبطي، على صفحة التواصل الاجتماعي الفيس بوك الخاصة به، "بمناسبة قرب حلول عيد الميلاد المجيد، بدأ رجال الكاتدرائية بالعباسية في تجارة "الاتجار بالدعوات لحضور قداس عيد الميلاد المجيد"، وهذا العام وجهت الدعاوي إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء فقط، اما بقية الراغبين فسيحضرون بناء على طلبهم وعلي خطاب رسمي صادر من المقر البابوي بخاتم وبتوقيع القمص S.S وهو من كبار تجار الجملة لبدعة الدعوات، لحضور قداس الميلاد ويساعده في هذه التجارة فضيلة الانبا ارميا والقس القروي الساذج، ومارشالات أمن الكاتدرائية وقائد قوات الكشافة بالمقر العام". مضيفًا "ألا يخجل قادة الكنيسة من هذه البدعة والتجارة المحرمة المصاحبة لها، طالبت من عشرات السنين وحتى اليوم، أن تقتصر الصلاة على الاقباط فقط، وتعمم التهنئة بالعيد للجميع، في صباح يوم الميلاد أو عيد القيامة بالمقر البابوي العام بالعباسية". وعلي صعيد متصل اكتظت الكاتدرائية "بأخوة الرب"، الفقراء والمحتاجين، للحصول على دعم العيد من مواد تموينية ولحوم وملابس وبعض المبالغ المالية على سبيل "العيدية"، وبسؤالهم هل حصلوا على دعوة لحضور العيد بالكاتدرائية، كانت ردود أفعالهم تثير الدهشة، فقالت إحداهن من نحن حتى نحصل على دعوة داخل الكاتدرائية؟، وقالت الأخرى "احنا أخوة الرب بنيجي علشان ناخد حاجات العيد" على حد تعبيرها، وقالت أخرى "يا ريت أخد بركة حضور العيد فالكاتدرائية". والجدير بالذكر لم يكن المسيح وزيرًا أو رجل دولة ليحصل على دعوة ذهبية ذات شريطة حمراء، ولم يكن من الأراخنة، بل من الفقراء ولد بمزود للبقر وكان معروف "بابن النجار" نسبة إلى يوسف النجار والذي تبناه من قبل ولادته، ولم يكن يعمل بالإعلام ليتم استخراج تصريح دخول له، فهل سيسمح لابن النجار أن يدخل من باب كبار الزوار؟ ولم يكن من مرشحي البرلمان الذين سعوا ليحصلوا على دعوات تليق بمراكزهم الانتخابية، فمازال السؤال أين سيقضي المسيح ليلة ميلاده؟