في الوقت الذي، وعد الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة، المجلس الاستشاري من شباب الوزارة، الذي يبلغ عدده نحو 52 عضوا تحت سن الأربعين، بدعمهم بكل ما يملك من سلطات وإمكانيات، وأنه سيبقى على هذا التجمع تحت اسم "المجلس الاستشاري لشباب وزارة الثقافة"، وهو أمر لا يتعارض مع تعيين أربعة ممن يجتازون الدورة التدريبية لتعينهم كمعاونين له، استطلعت "البوابة نيوز"، آراء المثقفين، حول المجلس، وهل تلك الخطوة فرصة جيدة لتمكين الشباب، وجاء رد فعل المثقفين برفض اختيار الوزير، حيث استنكر الفنان التشكيلي محمد عبلة، اختيار عصفور، ل 52 من شباب الوزارة تحت سن الأربعين، للعمل بالمجلس الاستشاري. وقال عبلة: إن الرقم الكبير خير دليل على الفكر الخاطئ الذي ينتهجه الوزير، فالأفضل لعصفور بدلاً من العدد الكبير من الشباب، أن يقوم بعقد جلسات مع قطاعات الوزارة ومعرفة ما بها من مشكلات، أو الجلوس مع الجماهير، وإقامة حوارات مفتوحة حول قضايا الثقافة، وما يمكن حله من مشكلات. ووصف عبلة، ما قام به الوزير ب"الكلام الفارغ، والضحك على الناس، على أساس أنه يقوم بتمكين الشباب، والأمر في الحقيقة بعيدا كل البعد عن تمكينهم، فلو احتاج للاستماع للشباب، أن يجعلهم مشاركين في وضع استراتيجية ثقافية حقيقية، بدلاً من اعتماده على العواجيز.. بينما وصفت الروائية الدكتور أمينة زيدان، تشكيل مجلس استشاري لوزارة الثقافة من الشباب تحت سن الأربعين، بالعمل القاتل لطموح وأحلام الشباب، وليس تفعيل لدورهم. وأضافت زيدان، أن اختيار العدد الكبير من الشباب للعمل بالهيئة الاستشارية للوزارة، يعد تعجيزًا لهم في العمل الإداري، فبدلا من الاستفادة منهم، من خلال العمل مع الجماهير والنزول للشارع، وتنظيم المعارض وإقامة الاحتفاليات، وتدعيمهم في نشر الثقافة، يتم قتلهم بالعمل الاستشاري، تحت مسمى تمكينهم، وهذا الأمر غير مفيد للشباب. وأوضحت زيدان، أن الشباب يمتلك طاقات كبيرة، ينبغي الاستفادة منها وتوظيفها بشكل جيد، يخدم المجتمع. وقال الناقد عمر شهريار: "لا أعرف من هم أعضاء المجلس الاستشاري، ولا على أي أساس تم اختيارهم، قد يكون بين أعضاء هذا المجلس مبدعون جيدون وناشطون على قدر جيد من الفاعلية لكن يبقى السؤال عن منهجية الاختيار مطروحا أما السؤال الثاني الأكثر أهمية فهو: ما دور هذا المجلس وما صلاحياته؟ وأضاف شهريار: "أعتقد أن الأمر شكلي بحت، حيث يتم استخدام الشباب كوردة توضع في عروة الجاكت، فالصورة لن تكون حلوة إلا إذا كان فيها الشباب بابتساماتهم الغضة البريئة٬ لكنهم للأسف يبقون مجرد ديكور بلا فاعلية أو وجود حقيقي. لذا أعتقد أن الأمر لن يتعدى مجرد حيلة جديدة لتجميل المشهد القبيح. وطالب الكاتب المسرحي أيمن حسانين بضرورة تقلد المثقفين الشباب مكانتهم التي تليق بهم في مقابل الكبار الذين يحتكرون كل شيء، وقال حسانين :" أعيدوا لمصر شبابها بشبابها، فعندما تنظر إلى تماثيل الفراعنة تجد تماثيل رمسيس التي كلنا نعلم أنه مات بعد التسعين من عمره كلها لرمسيس في مرحلة الشباب، ولم تجد أبدا عبر التاريخ والفن الفرعونى تمثال لملك من الملوك غير مرحلة الشباب رغم أن معظمهم بلغ من العمر أرذله. وأضاف حسانين: في عصرنا هذا نجد تماثيل لنجيب محفوظ وهو في الثمانين يتكئ على عصاه، وكذلك تماثيل عبد الوهاب، وأم كلثوم وغيرهم من مشاهيرنا التي صنعت لهم تماثيل، وكأن عباقرة ومبدعى هذا البلد ممن هم فوق السبعين والثمانين، ولم يكونوا في يوم من الأيام شبابا، وكأن الإبداع هبط عليهم في هذا السن. وتابع حسانين: لقد تولى عبد الناصر حكم مصر في الثلاثينات، وكذلك من أتى بعده لم يكن فيهم من وصل إلى الستينيات، ولكن طول فترة حكم مبارك التي امتدت إلى ثلاثين عاما هي من رسخت في الأذهان فكرة أن من يحكم أو يتولى منصب وزارى لابد أن يكون ذلك بعد الستين، وليس قبل ذلك، وأنا رأيي يجب أن يخرج قانون لا يتولى أحد منصبا تنفيذيا في هذا البلد بعد سن 55 سنة، وما بعد ذلك يكون استشاريا فقط، وذلك طبعا ما عدا المناصب التي تأتى بالانتخاب، أما باقي المناصب التنفيذية والتي تحتاج إلى جهد ومتابعة ومشقة اتخاذ القرار وتنفيذه فلابد أن تمنح فيها الفرصة للشباب.