سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. "البوابة نيوز" تكشف: دار "نصب" تخدع المبدعين.. صاحبها جنى ثروة طائلة من أموال الأدباء ثم أغلق المقر ليبحث عن ضحايا جدد.. يشارك في معرض الكتاب المقبل ويهدد ضحاياه بالبلطجية
في الوقت الذي تشير فيه الوقائع والأرقام، إلى أن دور النشر والطباعة الخاصة، تحقق مكاسب خيالية من طباعة ونشر الكتب الثقافية، إلا أن أصحابها دائمًا يختلقون الأكاذيب للهروب من سداد مستحقات المثقفين، خاصة الشباب منهم، مستغلين حماسهم لنشر بواكير أعمالهم الأدبية، تارة يتحججون ببطء دورة توزيع الكتب، وتارة يتحدثون عن كساد السوق والمبيعات وارتفاع تكلفة الطباعة. استنزاف دور النشر لشباب المبدعين، يصل إلى مرحلة أن تقوم بعض هذه الدور، بالنصب على هؤلاء الشباب، وتحصيل مبالغ مالية كبيرة منهم، من دون طباعة أعمالهم. مجموعة من شباب الأدباء اعترف لنا بأنهم وقعوا ضحية لدار نشر "ف" وصاحبها "ر. أبو عيسى"، موجهين شكواهم إلى النائب العام للتحقيق معه. داليا يونس، أوضحت أنها تعرفت إلى صاحب الدار، عن طريق الشاعر محمود موسى، وهو أحد الذين سبق لهم النشر في هذه الدار، وقالت داليا: "استغل صاحب الدار حماسي لنشر مجموعتي القصصية الأولى "شباكك فُل" العام 2009، وأخذ منها مبلغ 700 جنيه، هو نصف تكلفة الطبعة الأولى، التي تكون في حدود 1000 نسخة". وأوضحت "يونس"، أن العقد المبرم مع الدار يمنعها من النشر خارجها لمدة 3 سنوات، مقابل أن يدفع لها نسبة من المبيعات قدرها 20%، ولكنه قبل أن ينشر الكتاب أغلق الدار واختفى وأغلق تليفوناته، وبحثت عنه ولم أجده ولم أجد أثرًا لكتابي في المكتبات، حتى علمت أن له ضحايا آخرون نصب عليهم بنفس الطريقة وقد فتح مقرا جديدا في مكان لا يعرفه ضحاياه القدامى. وأشارت "داليا" إلى أنها فكرت في الشكوى، لكن لم تعرف لمن تشكو صاحب الدار، فقط اتحاد الناشرون العرب وتراجعت لأنها لا تثق في أن القانون سينصفها لأنها لا تعرف عنه شيئا و"القانون لا يحمي المغفلين"، وأنها سمعت من ضحايا آخرين أنهم ذهبوا إليه بعد أن ظهر منذ فترة فهددهم بالبلطجية. "شيرين فتحي"، ضحية ثانية أكدت أنها تعاملت مع الدار المشبوهة، في 2010 وكانت تريد نشر ديوان "كلمات منسية" وطالبها بدفع مبلغ 1500 جنيه لطباعة 1000 نسخة وخدعها بأن أقام حفل توقيع لأحد الذين قام بطباعة أعمالهم بالفعل وأهدانا نسخًا منها في مقر الدار بالمعادي، وهو بالطبع يخسر ثمن النسخ الهدية مقابل عشرات الآلاف التي جناها من أموالنا. وتابعت " فتحي" أن صاحب الدار اتفق معها على أن تأخذ نسبة 10% من المبيعات لكن الكتاب لم يطبع من الأساس، وكانت فترة المحاسبة بعد مرور سنة وعندما انقضت المدة كان "فص ملح وداب". ومن جهتها قالت الضحية الثالثة "باكينام إسماعيل" أنها أعطت صاحب الدار مبلغ 1500 جنيه مقابل نشر كتاب "يوميات بنوتة"، لكن كان من الذكاء أن جعل السكرتيرة هي التي تقبض المبلغ وتكتب وتوقع على ايصال النقود بنفسها كي لا تقع عليه المسئولية. وأضافت "باكينام" أنه قبل الإيقاع بضحاياه يقوم بحملات دعاية على الإنترنت لجذب الضحايا، وعندما تقع في الفخ يستغلها أسوأ استغلال، فإضافة إلى المبلغ الذي يأخذه يقوم بتحديد سعر بيع الكتاب بمزاجه، وخلال ما تم الاتفاق عليه وهو ما حدث مع زملائها المنصوب عليهم. وكرر محمود مرسي ما قاله غيره من الضحايا من أنه تعامل مع صاحب الدار المشبوهة، في 2009 عند نشر ديوانه "بيمينك يا موسى" ودفع له 1350 جنيهًا، قبل الطباعة على أن يتم دفع ما يعادل 20% نسبة من الأرباح والمبيعات وكان سعر البيع 10 جنيهات والعقد كان محددًا لمدة 3 سنوات. وأوضح "موسى" أن صاحب الدار في البداية لم يطبع الكتاب حتى جاء معرض الكتاب وأوهمني أنه طبعه وعندما وجد الاقبال على الكتاب من الجمهور طبعه فعليًا، وما يفعله أنه يختفي ثم يظهر كل فترة يتحدث إلى ضحاياه مقدمًا وعود جديدة بترضية مناسبة وتسديد كل مستحقاتهم منعًا للفضيحة لكن سرعان ما يختفي مجددا وتغلق هواتفه. نسرين البخشونجي ضحية أخرى للدار، حكت لنا قصتها قائلة "عندما أردت نشر مجموعتي القصصية "بُعد إجباري" عام 2009، كان أول كتاب لي ومن سوء حظي أني تعاملت فيه مع هذه الدار، حيث أخد مني 2000 جنيه مقابل نشر الكتاب، وبالفعل نشر الكتاب ولكن فجأة أغلق مقر الدار في المعادي واختفى تمامًا، بعدما أوهمني أن الكتاب لا يبيع، ولم أعرف كيف أصل إليه، والغريب أني أجد الكتاب منتشرًا في المكتبات. وأوضحت "البخشونجي" أنها علمت من زملائها الضحايا أن صاحب الدار مازال يمارس هوايته في النشر والنصب وينشر لأناس آخرين، ويوزع كتبهم ويكسب منها، وشارك في كل معارض الكتاب السابقة وسوف يشارك في الدورة المقبلة 2015. وأضافت أن ما يدعو للدهشة أنه مازال يمارس النصب وفضائحه تملأ السمع والبصر على الإنترنت، فلسنا أول ولا آخر ضحاياه ورغم هذا لم يخجل أو يخف من القبض عليه ومطمئن أننا لن نبلغ عنه. وأشارت "نسرين"، إلى أن العقد الذي وقعته معه يشترط أنه يقوم بنشر وتوزيع الكتاب لمدة 3 سنوات "احتكار" وممنوع أن تنشر في دار أخرى إلا بموافقة كتابيه منه شخصيًا، وهذا معناه أن "أنا مقدرش أعيد طباعة كتابي إلا بعد إخطار الدار اللى أصلا مش عارفين مقرها"! وأكملت الضحية قصتها بأسى قائلة "بالنسبة لحقوقي المادية المفروض أني دفعت 2000 جنيه مقابل النشر والطباعة مقابل أن أحصل على نسبة من مكسب التوزيع والمبيعات قدرها 25% و"مخدتش ولا مليم لحد النهاردة مع أن العقد بيقول المحاسبة سنوية". وأكدت "نسرين أن هناك زملاء أخد منهم صاحب الدار المشبوهة آلاف الجنيهات، ولم يطبع الكتب أصلًا، وهناك بعض الضحايا رفعوا قضية ولم يأخذوا حقهم بعد، مؤكدة أنها تكلمت وديًا معه، منذ عدة أيام، وأكد أنه سيعطيها حقها بعد المعرض، لكنها اكتشفت أنه يقول هذا الكلام لكل الضحايا حتى ينقضي المعرض من دون "شوشرة".