تقدم مجموعة من الكتاب ببيان إلى الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة ومحمد سلماوى رئيس اتحاد الكتاب، والمهندس عاصم شلبي رئيس اتحاد الناشرين المصريين، يتهمون فيه عدداً من دور النشر بالنصب عليهم ويخصون بشكواهم إحدى دور النشر المعروفة، حيث يقولون: لا جديد في شكوانا، سوى أنها امتداد للواقع المنفلت الذي يتحكم فيه الناشرون، مسَلّطين أطماعهم على أحلامِنا.. فقط ليُزيدوا عدد المؤمنين بأن النشر سوقٌ مفتوحة لعصابة من المرتزقة، وبهذا تحول الشاب الموهوب إلى صيد ثمين، لكل من اطمأنَّ إلى جهل صاحب الموهبة بالواقع الذي هو مقبل عليه.. أو طبيعة الأفواه التي تنتظره ؛ لتمضغ حلمه دون خوف من رادع قانوني، وقد مارسَت الأفواه الاحتيال ولعبت على الثغرات ؛ ليظل هذا الكاتب صارخًا بعد تمام النصب عليه ولا مجيب. ثم يتساءل مقدمو البيان: إلى متى نظل سلعة بائرة في سوق النشر بفضْل هذه الزمرة التي ترتع على ظهورنا مطمئنة إلى أنه لا يوجد حساب ولا مراجعة لألاعيبهم؟وإلى متى – كما يقول القائل- يظل الناشرون يشربون الخمر في جماجم الكُتّاب ويظل الكاتب يلعب دور الوعاء المجاني؟ البيان الذى أعلنه هؤلاء المبدعون الشباب وأوردوا فيه قصة تكسير أحلامهم على أرض واقع النشر المرير ونحن فى «الوفد» نطرح القضية وننشرها رغبة منا فى الوقوف على حقيقة الموقف وانتظار رد الناشرين الذين ذكر أسماءهم فى تلك القضايا التي رفعها هؤلاء المبدعون فبدلاً عن الاحتفاء بأعمالهم في نفس المساحة ونفس المكان عبر حفلات التوقيع لأعمالهم نكتب عنهم في محاضر الشرطة وسجلات القضايا. محمود موسى صاحب ديوان «بيمينِكَ يا موسى» يقول: تجربتي مع إحدى الدور المشهورة هي الأطول من بين باقي رفاقي.. حيث إنني تواصلت معه لنشر ديواني الأول «بيمينِكَ يا موسى» ووعدني أن ينزل الديوان بمعرض الكتاب 2009.. ثم لما حان المعرض اختفى وترك بعض موظفيه في المعرض يبلغون الكُتاب بأن السيد صاحب الدار سيأتي بباقي الإصدارات «غدًا».. وحين رأوني أشار أحدهم إلى الآخر بأن «ها هو محمود موسى الذي يأتي أناس يوميا للسؤال عن كتابه.. أنا لو مكان رأفت لفتحت دارًا لإصداراتك وحدها ما دام عليها كل هذا الطلب»، وانتهى المعرض على أمل «غدًا» ولم ينزل الكتاب.. ولكنه نشره بعده بشهرين حيث استنتجت أنه لم يكن في نيته نشره إلا بعد أن وجد عليه هذا الإقبال.. وهذا لسببين.. الأول أنني عرفت أن هناك من أعطوهُ إصداراتهم ولم ينشرها إلى الآن.. والثاني هو أنه لو كان قد بدأ في إخراجه قبل المعرض بشهرين كما أخبرني لما تأخر صدوره كل هذه المدة، الأهم هو أن بعد هذا بعدة أشهر وجدته يسألني عن الديوان الثاني لينشره على نفقة الدار لأن كتابي هو الأعلى مبيعًا بين الشعراء الذين نشروا لديه! الأمر الذي جعلني لم أفكر أن أسأله عن ربحي في الديوان الأول قبل أن تمر سنة، ثم بعدها وجدته يعرض عليّ العمل معه في الدار مستشارًا للنشر ومراجعًا لغويًّا بعد أن حدثني عن فكره الجديد لخدمة الكُتاب الشباب وأفكاره التي ستجعل الكتب في متناول الجميع وبسعر مناسب لا يزَهّد الناس فيها، وقمت بعمل ورشة عمل أسبوعية للأدباء في مقر الدار استمرت لفترة، وقام بعدها صاحبها بعمل مسابقة للشعر تكون الجائزة فيها نشر الديوان على نفقة الدار وفاز فيها شعراء من مصر مثل «رانيا منصور وعبدالرحمن مقلد» وشعراء من خارج مصر مثل «أحمو حسن الأحمدي» و«هانيبال عزوز» تلاها مباشرة مبادرة للنشر قال لي فيها أنا لا أريد أن يتكلف الكاتب بعد هذا مبالغ عالية.. سأعلن عن مبادرة للنشر لا يدفع فيها الكاتب أكثر من 700 جنيه لنشر كتابه، فأعلنت على صفحتي ثقة فيه، فجاء مجموعة من الأصدقاء ثقة في رصيدي عندهم للنشر معه وتعاقدوا وأعطوه المبالغ، وكان أن أخذ يسوّف في موعد النشر ويقول «اقتربنا» ثم يسحب الموضوع شهرًا فشهرًا ويتحجج بعدها بمرض أحد أقاربه ثم الآخر ثم وفاة فلان ثم علان، حينها أدركت الحقيقة المرة ولكن قلت لعلها وساوس.. خصوصاً أنني قد بدأت أكتشف أشياء من قبيل «مالك الشقة الذي يتهرب رأفت من دفع الإيجار له» و«الموظفون السابقون الذين لهم مستحقات عند رأفت»، ولكن قلت لعله متعسر كغيره ويمر بضائقة مالية.. ولكن صحّت ظنوني بكل أسف وأغلق رأفت المقر ومعه هاتفه واختفى من 2010 بعد أن طبع ديواني الثاني وقبل أن يوزعه، إلى أن فقدنا الأمل ولكن علِمنا أنه سينزل في معرض الكتاب 2014، فقررنا أن تكون لنا وقفة ضده وضد كل الناشرين من دور النشر المتوسطة التي تحولت إلى مرتزقة. وتروى هند ماهر أبو العز صاحبة ديوان «عندما تتلاقى الأبالسة» ورواية «دموع الكرامة» وكتاب «رجل مدخر» الذى وصل سعره إلى مائة وخمسين جنيهاً، تروى عن تجربتها مع ثلاث دور نشر فتقول: بدأت مأساتى مع موقع معروف بكتاب بعنوان «رجل مدخَر» بفتح الخاء ومنذ أن اتفقت مع مدير الموقع على دخول الكتاب المطبعة، وتسلم الكتاب منى، وأنا لا أعرف عن كتابى شيئاً، ولم يتم اخباري بخروج الكتاب من المطبعة، فأرسلت كي أستفسر وبخاصة أنه كان قد طلب مني أن أرشح أسماء للكتاب غير رجل مدخَر وطلب مني أثناء توقيعى على العقد أن أترك خانة الاسم فارغة، لكن المفاجأة أن الكتاب نزل بالاسم الأول «رجل مدخَر»، ومنذ ما يقرب على العامين لم أر كتابي، ولم استلم نسخى منه، ولا اعرف أي المكتبات يباع فيها، لم يخبرونى بأسماء بالمعارض التي عرض فيها، ونفد الكتاب مرتين من سوق دوت كوم وكان سعره وقتها عشرين جنيهاً، ثم اكتشفت بمحض الصدفة أن الكتاب وصل سعره ل 150 جنيهاً على سوق ايجي، وأرسلت لهم رسالتين من إيميلن لي، أستنكر ما حدث، وكالعادة لم يتم الرد علي مطلقا، ولم تتم محاسبتي على بيع الكتاب بعد العام كما ورد بالعقد، إنهم يخدعون الناس قائلين نحن لا نهدف للربح، وهل كتابي الذي سعره 150 جنيهاً لا يهدف للربح؟ وتستكمل هند ماهر أبو العز مأساتها قائلة، أما عن الكتابين الآخرين ديوان «عندما تتلاقى الأبالسة» ورواية «دموع الكرامة» فقد تعاقدت عليهما مع دار أخرى، ومر العام وبضعة شهور على الديوان ولم تتم محاسبتي كما ورد بالعقد..و كنت في هذه الفترة أضع بعض مقتطفات من رواية دموع الكرامة على صفحتي وطلبها أشخاص وسألوني عن أماكن تواجدها وسعرها، وكانت المفاجأة أن الرواية غير موجودة فى كثير من المكتبات، حتى أن مكتبة ليلى التي أخبرنى مدير الدار أنها أخذت نسخاً منذ أسبوعين، جاءني ردهم بإيميل يقول إن النسخ المستلمة كانت من شهر يناير إلى ابريل وتمت محاسبة الدار ولا يوجد نسخ، وكذلك الديوان مكتبة واحدة فقط التي قالت إن الديوان «عندما تتلاقى الأبالسة» موجود لديها ولكن بعد ما يقرب على السنة من طباعته، فأين كان الديوان طوال عام؟ هذه هي حكاية دور النشر التي فاقت أعدادها عدد محلات الفول والطعمية وهذا ما يحدث في وسط للنشر مرتبك من الصعب تحديد معالمه أو حقوقك فيه. هذا الذي يحدث بالفعل متاجرة بالأحلام والمجهود والأموال، لجأت ببلاغات لكل من الهيئة العامة للكتاب واتحاد الناشرين ووزارة الثقافة وأرفقت ما يثبت صحة كلامي أين دور هذه الجهات؟ لا أعرف. الكاتبة نسرين البخشونجى تقول: الثقافة المصرية تواجه مشكلة حقيقية بسبب رغبة بعض الناس فى الكسب السريع مستغلين طموح المبدعين فى النشر لخروج اعمالهم للنور، أو رغبة البعض فى الشهرة وحمل لقب كاتب، فأصبحوا صيدا ثمينا، بعض دور النشر تطبع أعمالاً لا تليق بالثقافة المصرية أصلاً، بالنسبة لى فتجربتى مع دار «فكرة» خير دليل، حيث تعاقدت مع الدار لنشر وتوزيع كتابى الاول المجموعة القصصية «بعد اجبارى» عام 2009. وظهرت المجموعة لكنى فوجئت باختفاء الناشر الذى كان مقر عمل الدار فى نفس العقار الذى أسكن به ولم يتم اخطارى بل واغلق هاتفه المحمول واختفى تماما ثم عاد للظهور منذ عدة أيام معلنا العودة لنشاطه وأنه بصدد دخول معرض الكتاب بكتب جديدة أنا لم أحصل على حقوقى المعنوية أو المادية الموجودة. باكينام إسماعيل صاحبة كتاب «يوميات بنوتة» تقول فى البداية أرسلت لى إحدى الصديقات لينك لصفحة بالفيس بوك خاصة بإحدى دور النشر وأنها ترحب بالشباب الموهوب لنشر كتاباتهم بمقابل مادى من طرف الكاتب مع الحصول على نسبة مادية من الأرباح، وبالفعل أرسلت نسخة من يومياتى إلى الدار وتم الترحيب بى ودفعت مبلغاً من المال وتم إصدار الكتاب فى معرض الكتاب فى2010 وتم توزيعه بمكتبات وسط البلد ومكتبات بمدينة نصر والإسكندرية وغيرها، وكان سعر الكتاب 12 جنيهاً، وحينما وجد صاحب الدار نجاح الكتاب وطلب أصحاب المكتبات نسخاً أكثر جعل سعر الكتاب 15 جنيهاً، ووعدنى بعمل جزء ثان من الكتاب ووعدنى أيضاً أنه بعد المعرض 2010 سيعطينى جميع حقوقى المادية، ثم فوجئت بغلق المكتب وغلق الهاتف واختفائه، ووجدت كل من نشر معى بذات الدار يبحثون عن المسئول عن دار النشر، حتى إن بعض الكتاب ارسلوا لى انهم دفعوا مبلغا من المال له ولم يطبع لهم الكتاب وحتى الآن لم نحصل على حقنا المادى وفوجئت أنه عاد من جديد يمارس نشر كتب جديدة للشباب وأنه مشارك في معرض الكتاب القادم ولكن لا علم لى بمكانه الجديد أو رقم هاتفه. عمر المعداوى يقول: تعاقدت فى منتصف عام 2010 علي نشر مجموعة مسرحية باسم «شغل سيما» بعدما قال لى صاحب الدار إنه متحمس جدا لهذا اللون خاصة (إن مش كتير بيكتبوا مسرح).. وإنه يفكر بشكل جدى فى نشر إصدارات خاصة بالمسرح حتى يعيد إحياء هذا النوع من الفن. ووقعنا العقود ودفعت مبلغاً نظير مساهمتي فى تكاليف النشر.. العقد كانت مدته ثلاث سنوات يجدد تلقائياً، ما لم يخطر احد الطرفين رغبته فى الفسخ.. ونص العقد علي نشر وتوزيع 1000 نسخة كطبعة أولي. وبعد التوقيع اختفي صاحب الدار وأغلق مقر الدار حتى علمت انه ينوى المشاركة فى معرض الكتاب الشهر القادم. عمر صابر يقول: فى 2010 اتعرفت على صاحب دار نشر، وطبعا لن أحدثكم عن معسول الكلام والأحلام الذى أسمعنى إياه صاحب الدار، مثل مساعدته للكتاب الجديد من خلاله تكلفة الكتاب والنشر الأوسع على مستوى الجمهورية، وشعرت بأنه من أفضل دور النشر في مصر وخاصة إني أعرف كتاباً نشروا معه وحققت كتاباتهم توزيعاً إلى حد ما، وتصورت وقتها إن هذه الدار تنتقي الكتب التى تقوم بنشرها، واتضح في النهاية أن الكتب من البداية كانت تحوى إبداعاً حقيقياً لشباب موهوب فعلاً لكنه فقط يبحث عن فرصة، مما زاد من اطمئنانى للدار ولخوض التجربة، وتعاقدت مع الدار على نشر رواية بعنوان «شارع الثانوية» وكانت الإجراءات تسير فى المسار الطبيعى من تصحيح لغوي للرواية ورسم الغلاف إلى آخر هذه الخطوات المعروفة، وفجأة اختفى صاحب الدار وأغلقت الشقة التى كانت مقراً الدار والتليفونات أغلقت، وطبعا لم أصل لحل، ثم فوجئت بأن النصب على الكتاب لم يكن من نصيبى وحدى بل كان مع الكثيرين من الكتاب الجدد اللى زي حالاتي، ولا عزاء للمبدعين.