منذ أن قامت ثورة يناير وأنا متابع جيد لبرامج التوك الشو,سواء البرامج التى كانت موجودة قبل الثورة أو التى بدأت بعدها,ومن خلال المتابعة الدءوبة وجدت أن مقدمى البرامج أو ضيوفهم الذين يزعجونا بكلام متافهت وساقط إلا من رحم ربى,لا يختلفون كثيرا عن بقايا النظام البائد أو الفلول كما يطلقون هم أنفسهم على أعوان النظام البائد. والغريب العجيب أن الشرفاء من الإعلاميين والصحفيين لا يفتحون هذا الملف أبدا,مع اننى اعتبره مسالة تتعلق بالأمن القومى,فالأمر لم يعد كونه مجرد برامج تبحث عن إعلانات وتبرز ما يدور بالمجتمع,بل وصل الأمر إلى حد التحريض والتخريب والاشتراك فى القتل العمل مع سبق الإصرار والترصد. فما حدث من وسائل الإعلام المختلفة التى قامت بتغطية أحداث بورسعيد وخاصة الرياضية ,اشتركت فى قتل هؤلاء الصبية المساكين عن طريق تغذية روح الكراهية بين أبناء الشعب الواحد,فقد تعاملوا مع أبناء بورسعيد وكأنهم جنود فى جيش الاحتلال الاسرائيلى ,وكان من الطبيعى أن يستغل البلطجية هذه الروح التى رسخها الإعلام الهابط ويفتكوا بفلزات أكبادنا تحت غطاء هذه القنوات الفضائية العميلة. ثم نأتي لبعض القنوات الأخرى والصحف الصفراء التى أرادات أن توجه الراى العام للعصيان المدنى الهادف إلى تدمير البلاد,فيسرى فوده ليلة العصيان يقوم بعرض لقطة من فيلم يعرض العصيان المدنى الذى قام به الهنود بقيادة مهاتما غندى ويشجع عليه ويتناول هذه اللقطة على مدار الحلقة ليعبأ الناس على العصيان فى إشارة واضحة وفاضحة. كما قام محمود سعد بعرض مشهد من فيلم البرئ الذى قام فيه جندى الأمن المركزى- لعب دوره الفنان احمد ذكى- أثناء خدمته على برج المراقبة,بفتح النار على زملائه فى المعسكر ليسقطهم جميعا قتلى,واعتقد أن غرض محمود سعد الوحيد من عرض هذه المشاهد هو استثارة الجنود على قادتهم وعلى الإخلال بالنظام العام وإشاعة الفوضى والقتل. ثم تاتى جريدة اليوم السابع وتقوم بلفت النظر إلى تصويت مشبوه قد قامت به لتخبرنا أن الناس تؤيد العصيان المدنى ولابد من المشاركة فيه. ومن هنا أصبح هؤلاء المرتزقة يعبئون ويوجهون الناس إلى ما يفيد مصالحهم وأيديولوجياتهم لا ما يفيد شعوبهم وأوطانهم. لم استغرب مما حدث ومما يحدث فانا اعلم أن هؤلاء الإعلاميون صنيعة النظام البائد وهم جزء لا يتجزأ منه. فزوج منى الشاذلى المنتج سمير يوسف ما هو الا فل من فلول النظام البائد,فما جمعه من أموال طائلة فى عهد مبارك كانت من أموال هذا الشعب البائس التى أخذها بالتعاون وبتسهيل من أسامة الشيخ القابع الآن فى سجن طرة لإهداره المال العام,وبعد دخول الشيخ إلى السجن لم يجد سمير يوسف العمل إلا فى مجموعة قناة الفلول سى بى سى والنهار التى يمتلكها رجل الحزب الوطنى منصور عامر,فالفلول على اشكالها تقع. ومع ان منى الشاذلى لم تقترف ما اقترفه زوجها,إلا أنها لم تعترض على أفعاله أو تتبرأ منه,أو على الأقل كانت تترك عملها العام وتتفرغ لزوجها المتورط مع النظام البائد وتكفينا حوارتها التمثلية التى سئمنا منها, فلا يمكن لامرأة أن تجمع من قلبين فى جوفها,فمنى الشاذلى خلال ساعتين فى أخر الليل تعيش فى نضال وثورة وبقية اليوم تعيش فى رحاب زوجها فل النظام البائد. ومع انتماء منى الشاذلى لعائلة اشتراكية شيوعية كما أخبرتنا وثيقة امن الدولة بتاريخ السيد الفاضل والدها,إلا أنها تتحصل على ثلاثة ملايين ونصف جنيه فى السنة الواحدة مقابل برنامجها على قناة دريم, وبالرغم من ذلك تجرى الشاذلى مفاوضات مع القناة لزيادة راتبها إلى 5مليون ونصف سنويا.ثم تكلمنا بعد ذلك على الحد الأدنى والأقصى للأجور وعلى العدالة الاجتماعية. وفى نفس القناة نجد احمد المسلمانى الناقد والمعارض الشرس الذى اختفى وقت الثورة لأنه ليس معها ,وكيف يكون معها وهو الذى كتب خطاب التنحى المثير للعواطف الذى كان سببا فى موقعة الجمل. ومن قناة دريم لقناة سى بى سى حدث ولا حرج,فبداية القصيدة كفر, فصاحبها هو القيادي فى الحزب الوطنى منصور عامر صاحب بورتو السخنة ومطاعم تشلز وعامر جروب ,والذى استعان بخيرة فلول مصر,لميس الحديدى مرشدة امن الدولة,عماد الدين أديب اعلامى المخلوع المفضل,خيرى رمضان عدو الثورة الأول,مجدى الجلاد رئيس تحرير المصرى اليوم الجريدة التى يملكها صلاح عياد فل الوطنى الشهير الذى استولى على أراضى الدولة, ومؤسسها هشام قاسم المتورط فى تمويل المنظمات المشبوهة هذا بالإضافة إلى عادل حمودة المتحول الأعظم والصحفى المرتزق الذى كان أداة فى يد امن الدولة تبطش به المعارضة الحقيقة مقابل أن يتركوه يبتز رجال الأعمال, فحموده يملك شقة فى بريطانيا بملايين الجنيهات وأهداه من قبل رامى لكح سيارة جيب شيروكى,وسيارة أخرى ماركة بيجو أخذها من ممدوح الليثى,هذا بالإضافة إلى حملاته الصحفية التى كانت تنتهى بمجرد حملة إعلانات تتعاقد عليها جريدته مع الجهة التى شن عليها حملته اذكر منها وزارة البترول ومجموعة شركات يحيى الكومى.هذا وبعد ان شن حموده حملة على اللص الحرامى منصور عامر على حد قوله ورسم صور كاريكتورية ساخرة له تتهمه بسرقة أراضى الدولة,انتهت الحملة الموجهة ضده بعد ان قدم حموده برنامجه فى سى بى سى. هذا ليس غريبا على حموده الذى كان يسافر على نفقته الخاصة ليلاحق مبارك أينما كان ليتقرب منه وحاشيته,وليس غريبا على رجل سافر إلى إسرائيل فى سبعينات القرن الماضى فى الوقت الذى لا يمكن لمحترم أن يسافر إلى هناك سرا أوعلانية كما فعل حمودة. ولنفس المدرسة ينتمى إبراهيم عيسى الصحفى الوحيد الذى عفا عنه مبارك,وهذا لا يعود لرقة قلب مبارك أو لعطفه لكن لأنه صنيعة النظام, فالنظم البوليسية تصنع عيسى وأمثاله حتى تظهر بمظهر التحضر والديمقراطية.ولعل عيسى الصحفى المعارض الذى تاثر كثيرا بوفاة محمد علاء مبارك وكتب رثاء طويلا ينعى فيه الطفل الأوحد فى مصر الذى مات,مع أن مبارك قتل الآف الأطفال بسرطان المبيدات والبذور الصهيونية,ومع أن مصر كلها كانت تموت كل يوم ألف مرة. اما ريم بنت ماجد ويسرى بن فودة يكفينا انهم يعملون لدى نجيب ساويرس الفل الأعظم الذى نهب أموال المصريين بمساعدة النظام البائد والان يلبس رداء الثورة والثوار مع أن دماء الفقراء التى جفت فى مصر تلعنه أناء الليل وأطراف النهار. وخالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع الذى كان يهاجم الإسلاميين إخوانيهم وسلافيهم, أصبح الان يشيد بالإخوان والسلفيين ويستقطب رموزهم للكتابة فى جريدته,بل لقد قرأت له مقالا على جريدته اخبر فيه انه كان ينتمى للجماعة الإسلامية بإمبابة إبان فترة التسعينات. من المؤسف ان يوجه ويعبأ الراى العام فى مصر هؤلاء الفلول الخونة, ومن المؤسف أيضا أن يدفن أصحاب الأقلام الحرة رؤوسهم فى المياه الراكدة, وان يتضامنوا مع هؤلاء العملاء الذين لا يستحقون إلا أن تتواجد أسمائهم فى قوائم قاتمة السواد. اعلم ان هؤلاء الفلول يملكون أدوات الإعلام الآن ويستطيعون أن يقزموا العمالقة ويعملقوا الأقزام,لكن مصر تستحق أن نحارب الخونة من اجلها ولأجلها تهون المتاعب.