تعود منطقة الصحراء الغربية الغنية بالثروات الطبيعية من جديد الى دائرة الضوء بعد تغييب مقصود ظل لعقود ، تعود هذه القضية الى الواجهة بعد ملحمة اكديم ايزيك اكبر عملية نزوح جماعي عرفتها المنطقة المغاربية منذ الثمانينات ، حيث خرج اكثر من ثلاثين شخص يمثلون مختلف الاعمار للمطالبة بحقوقهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية المهضومة ، وقد تصدت قوات الاحتلال المغربي لتلك العملية بعمليات ارهابية تمثلت في احراق المخيم على ساكنيه وارتكاب جرائم قتل وإبادة جماعية في حق السكان مما دفع بمنظمات حقوق الانسان الى اصدار بيانات وتقارير تباعا تدين العملية اللانسانية التي قوبل بها نازحون عزل ، حرموا من التمتع بحقهم في تقرير المصير وتمارس عليهم ابشع الوان القمع والاضطهاد في ظل انعدام للحقوق المدنية والانسانية . وفي هذه التغطية المستمرة لهذه المنطقة تفتح وكالة المغرب العربي للانباء ملف ثروات الصحراء الغربيةالمحتلة في سلسلة " ثروات للبيع " الفوسفات الذهب المرشح للذهاب يوجد بالصحراء الغربية اطول حزام ناقل للفوسفات في العالم ؟ انطلاقا من منجم الفوسفات الضخم في مدينة "بوكراع" القابعة تحت الاحتلال المغربي حيث يتم نقل فوسفاط الصحراء الغربية لمسافة تزيد عن 100 كلم، وصولا الى ميناء مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربيةالمحتلة لتقوم سفن الشحن بنقله الى مختلف دول العالم اين يتم استعماله لتصنيع و انتاج العديد من المواد و الاسمدة ...، ما يعود على المغرب بمداخيل ضخمة يقدرها المحللون الاقتصاديون بربع صادرات المغرب ويمارس الاحتلال المغربي نهب ممنهج للفوسفات منذ بداية احتلاله للصحراء الغربية في سنة 1968 كان 1600 مواطن صحراوي موظفون او مستخدمون في صناعة الفوسفات في الصحراء الغربية التي لا زالت تعيش تحت الاحتلال المغربي الذي اجتاح الصحراء الغربية بعد خروج المستعمر الاسباني، هؤلاء العمال الذين تم استبدال معظمهم بعمال مغاربة نزحو الى الاقليم، ليصبح قطاع الفوسفات لا يشغل سوى 200 عامل صحراوي من بين مجموع العاملين بالقطاع الذي يصل الى حدود 2000 عامل، و مقارنة مع زملائهم المغاربة يعاني العمال الصحراويين من التمييز في اماكن اشتغالهم، كما ان عددا قليلا من الصحراويين تمت ترقيته منذ سنة 1975 تاريخ احتلال المغرب للصحراء الغربية ، فيما تم الاستغناء عن الجزء الاكبر
و قد اعلن وفد من الأممالمتحدة الذي كان قد زار الصحراء الغربية في عام 1975 التي كانت تعرف آن ذاك بالصحراء الإسبانية " في المستقبل سوف يكون هذا الاقليم (الصحراء الغربية) من بين اكبر دول العالم المصدرة للفوسفات" ( كتاب نهاية لعبة في الصحراء الغربية للكاتب طوبي شاللي، صفحة 71). و وفقا لتقييم وفد الاممالمتحدة المذكور، فاستقلال الصحراء الغربية سيجعل منها ثاني اكبر دولة مصدرة للفوسفات بعد المغرب الذي كان ان ذاك يحتل المرتبة الاولى. و بعد شهور قليلة من هذا التصريح قام المغرب بغزو الصحراء الغربية، ليصبح انتاج الفوسفات ببوكراع في هذه الايام يعادل 25 بالمائة من الناتج العام المغربي. بمعدل 3 ملايين طن سنويا يتم استخراجها من منجم بوكراع بالصحراء الغربية، تعود الى المغرب مساهمة بشكل كبير في نمو الدخل الوطني المغربي وترقيع قطاع السياحة .. و خلال الحرب بين جبهة البوليساريو و المغرب في الثمانينيات من القرن الماضي، تم الحاق اضرار كبيرة بمنجم بوكراع كما لحق الضرر بالحزام الناقل ما تسسبب في توقف العمل مرات متفرقة. و لم يتوقف استهداف هذه المواقع الا بعد موافقة الطرفين على وقف اطلاق النار سنة 1991،
في سنة 2005 تبين ان الباخرة العملاقة النرويجية "يارا" كانت تنقل الفوسفاط من بوكراع \ الصحراء الغربية و قد وصلت عمليات النقل الى ايراد 27000 طن من الفوسفات الى النرويج ما بين سنتي 1995 و 2005. و قد صرحت الشركة النرويجية بعد ذلك انه في ظل هذه الظروف من الافضل عدم شراء الفوسفات القادم من الصحراء الغربية. بسبب ضغط المنظمات الدولية المدافعة عن حق الشعب الصحراوي في التصرف في ثرواته ، وعدم شرعية الممارسات المغربية في استنزاف ثروات ارض متنازع عليها وفق وثائق الاممالمتحدة باعتبارها اقليم متنازع عليه لم يتمتع بعد سكانه بحق تقرير المصير ، و في سنة 2007 اعلن مالك اسفينة " ارنسن شيب-بروكرز" ايقاف عمليات شحن الفوسفات من الصحراء الغربية. تقوم منظمة مراقبة الثروات الطبيعية بالصحراء الغربية بمراقبة مستمرة لانشطة الفوسفات بالاقليم، و تحديد الشركات المتورطة في نقل الفوسفات الذي مصدره مناجم بوكراع كما ان العديد من قرارات الاممالمتحدة تؤكد الاستنتاج الذي يعتبر استخراج و تجارة الفوسفات بالصحراء الغربية يعد خرقا سافرا للقانون الدولي ، ويحاول المغرب استدراج الشركات العالمية لجرها الى المنطقة واستنزاف ما امكن من الثروات التي تزخر بها ارض الصحراء الغربية خاصة الفوسفات والثروة السمكية .