لفت انتباهي أن شارب وزير الإعلام الحالي أسامة هيكل,يتشابه إلى حد كبير مع شارب صفوت الشريف. فنفس الاهتمام بالشارب جمع الاثنين,كما جمعت بينهما نفس الوظيفة فى نفس مبنى ماسبيرو ,حتى المنهج والأسلوب والتكتيك تشابه كثيرا بينهما,إن لم يكن هو نفسه. فوزير الإعلام أسامة هيكل لم يدرك انه أتى فى حكومة ثورة,وان الشعب هو الذى فعل هذه الثورة حتى يتغير منهج الاستبداد والقمع وتغليق الأفواه. إذا استمعت إلى تصريحات أسامة هيكل,فلا تتعجب,ولا تندهش,ولا تتفاجأ,فلن تشعر بغربة كبيرة نتيجة رحيل صفوت الشريف وانس الفقى. فبمجرد أن جلس واستقر هيكل على كرسى الوزارة,تحول صاحب الفكر الليبرالي الحر الوفدي حتى النخاع,إلى فكر الحزب الوطني ولجنة السياسات. فأول ما فعله هيكل,إيقاف تصاريح إنشاء القنوات الفضائية الجديدة,متفوقا بذلك على الحزب الوطني وانس الفقى الذين لم يفعلوا هذه الفعلة المشينة,لكن فعلها هيكل مانعا أصحاب الرأي والأحزاب والائتلافات فى عمل قنوات فضائية جديدة تغبر عنهم وعن أفكارهم. بل انه فى لقاء مع مصطفى بكرى أشار لاستيائه من الحرية الزائدة التى صارت فى التلفزيون المصرى وقال أن البرامج فى التلفزيون الرسمى أصبحت منفتحة أكثر من اللازم بعد أن كانوا محكومين بسيطرة النظام البائد. وكأنه نادم على ما صار التلفاز المصرى إليه من حرية وديمقراطية. ثم نأتى إلى الطامة الكبرى التى قصمت ظهر البعير,وهو اقتحام مقر قناة الجزيرة مباشر مصر فى تعدى صارخ على الثورة والحريات. فوزيرنا الهمام وجد أن قناة الجزيرة مباشر مصر تعمل بغير ترخيص فجأة,وان هذا العمل المشين من قبل القناة ,يعد انتهاكا للسيادة المصرية,وكان قطر اخترقت مياهنا الإقليمية بسفنها الحربية,أو قامت بقتل خمسة جنود على حدودنا الشرقية,وهذا ما لم يسمح به الوزير أبدا. فقناة الجزيرة مباشر مصر التى تملك استوديوهات فى مدينة الإنتاج الإعلامي وهى المنبثقة من قناة الجزيرة الرئيسية والتى لم تخالف من قبل قواعد التراخيص أو انتهاك القانون.أصبحت الآن تبث برامجها دون تراخيص وهذا استوجب مداهمتها امنيا,وكأنهم سرقة ولصوص وبائعي بانجو. إن ما يفعله هيكل الآن لهو استهانة بالمصريين وبعقولهم,لان ما قاله لا يرقى أن يصدقه طفل فى مرحلة الروضة والكل يعلم أن إغلاق القناة كان بسبب أحداث سفارة الكيان الصهيوني فى مصر الذى بكى وتباكى هيكل على اقتحامها وقدم اعتذار الخائفين الخانعين لدولة قاتلة,سفكت دماء إخوة له ولم تعتذر كما جرى هو وفعل سريعا. ولعل هناك ما لا نعرفه سوف يحدث فى الأيام القادمة لا يريد هيكل ومن عينوه أن يعرفه الشعب المصرى.لان ما حدث قد رأيناه وعايشناه فى انتخابات 2010 وما سبقها من تجفيف منابع الإعلام وتحجيمه إتباعا لمبدأ دعونا نعمل فى الخفاء. والآن هل يسمج لنا جناب الوزير أن يخبرنا بصلاحية تراخيص القنوات الفضائية الأخرى؟..وهل يسمح دولته بان يخبرنا من المقصر فى إعطاء التراخيص لهذه الفضائيات؟..فهل أنذرتم قناة الجزيرة مباشر مصر وطلبتم منها إنهاء التراخيص بالشكل الذى يليق بوزارة إعلام الثورة وبالشكل الذى يليق بالحريات والثورة دون المداهمات التى تعود عليها النظام السابق؟.هل قناة الجزيرة مباشر مصر هى المقصرة أم هى بيروقراطياتكم التى تسر فى دماؤكم من اجل إغلاق منابر الإعلام فى الوقت الذى تريدون؟.وهل هذه هى الليبرالية التى صدع بها رؤوسنا هيكل على مدار سنوات طويلة؟! أم أن سلطته الزائلة جعلته يطلق ليبراليته طلاقا بائنا؟. [email protected]