اننى أشعر أن المجتمع المصرى كان يعتقد أنه سيحصل على المال والمعيشه الرغدة بمجرد تغيير النظام, ولكن الواقع غير ذلك, حيث أن التضحيات يجب أن تعقبها تضحيات أخرى, ولكن من نوع أخر, وهو العمل الدءوب لكى نصل الى مصاف الدول المتقدمة. ويمكن أن تستنهض الامه ببعض المشاريع القوميه والتى تستنهض العزيمه والعمل لدى الشباب وتحثهم على بذل الغالى والنفيس فى سبيل تحقيق غايات الأمة. ويجب عرض الرؤيا والخطة العامة لكل مشروع قومى حتى يشعر المواطن مدى التقدم الذى حققه على مدار الساعه والغايه التى ينشدها وطنه فى نهاية المشروع القومى الذى يشارك فيه, والعائد القومي الذى سيتحقق للدولة. ويجب أن يعلم الشباب أن الدول الأوربية لم تصل إلى ما وصلت اليه من مجرد إنشاء نظم ديمقراطية, ولكنهم وصلوا الى ذلك بالعمل والتخطيط والتنظيم, والذى وصل الى درجة أن أحد علماء الإدارة قال قولته الشهيره " خذوا منا كل شىء مصانعنا واموالنا واتركوا لنا فقط علوم الاداره و التنظيم, وسوف نبنى كل شىء من جديد ونعود الى ما نحن عليه الان" فى اشاره إلى أهمية علم الإدارة والتخطيط والتنظيم لإعادة بناء الأمم. ولكنني أضيف هنا أهمية المشاريع القومية التى تعطى الزخم للعمل والانخراط فى التوافق الاجتماعى و العمل الجماعي، وكانت مصر سباقه على مر العصور بالمشاريع القوميه مثل بناء الأهرامات فى العصر الفرعونى وبناء ترسانة مصر البحرية فى عصر محمد على ، والذى تميز باسطوله البحرى والذى تفوق على دول العالم المتقدمه فى ذلك الوقت, والسد العالى فى العصر الحديث والذى سخرت له العماله المصريه والهندسيه والتى كان من الممكن لو وظفت فى مشروعات متتالية لأمكن أن تطور دول عديدة وليس مصر فقط. ومحصول القطن الذى كان يتم التخطيط له والعمل من أجل تعظيم الناتج القومى من القطن ورفع مستوى الجوده وتسخير كل الامكانيات من أجل موسم الحصاد من تأجيل الدراسة لإشراك التلاميذ فى جنى المحصول وعمل الاغانى التى تتغنى بالقطن المصرى طويل التيلة والتى كانت يتغنى بها الاطفال والفلاحين اثناء موسم الحصاد، فهل يمكن أن نعيد ذلك الزمن مرة أخرى ويسترد القطن المصرى أسواقه العالمية التى فقدها؟. ولذلك إنني أدعو إلى توفير الطاقات والتخطيط لإنجاز المشاريع القومية التالية والتى يمكن بدءها باستغلال طاقات الشباب، للبدء بمليونية نهر النيل وتكون المليونية على ضفاف نهر النيل من رشيد إلى أسوان، ويخرج كل شاب من منطقته القريبة لضفاف نهر النيل الذى يمر من مدينته، فى مجموعات لتجميل وتطهير شاطىء نهر النيل فى مدينته والتبارى بتجميل هذا الجزء من نهر النيل الذى يمر من مدينته والتبارى مع المجموعه التى على الضفاف الأخر من النهر وجمع القمامة والحيوانات النافقة, ووقف التعديات على نهر النيل من صرف صحى وصرف المصانع الكيمائى فيه, والتى غالبا ما تؤدى الى تفشى الامراض وتفشى الفشل الكلوى. حيث أن هناك تقارير صدرت مؤخراً تؤكد أن الملوثات الصناعية المنصرفة بالمجارى المائية تصل إلي 270 طن يومياً، أي أنها تعادل التلوث الناتج عن 6 ملايين شخص، وتقدر المخلفات الصلبة التي يتم صرفها بالنيل حوالي 14 مليون طن، أما مخلفات المستشفيات تبلغ حوالي 120 ألف طن سنوياً منها 25 ألف طن من مواد شديدة الخطورة. وأوضحت الدراسات كذلك أن تلوث نهر النيل أدي إلي خسارة كبيرة بالإنتاج الزراعي، وأن 50% من فاقد الإنتاج الزراعي سببه الرئيسي يعود إلي تلوث المياه . ووفقا لتقرير صادر عن وزارة البيئة فإن الحكومة المصرية تخسر حوالي 3 مليار جنيه سنويا،ً نتيجة لملايين الأطنان من الملوثات الصناعية. ثانيا :نزع الألغام يعد أيضا احد المشروعات القومية الهامة نظرا لضخامة الاراضى المزروعة بالألغام, فهل تعلم أن ربع الأراضي المصرية ملغمة بطول الساحل الشمالى وسيناء.؟ وهل تعلم ان ربع الغام العالم متواجده على الاراضى المصريه ومما لا شك به من هذه الارقام نشعر ان ربع امكانياتنا عاجزة وملجمة من المضى قدما فى استثمارها فى الزراعة والتى كانت فى الزمن الماضى سلة غذاء العالم لخصوبتها الطبيعية والسياحة، وخاصة سياحة السفارى فى الصحراء والتى يهواها الاجانب للصيد والتمتع بالطبيعة. ولنا أن نتخيل أننا سنحمى الأطفال من الإصابة بالألغام كما يحدث الان من تفجيرات تطال الاطفال الماره فى حقول الشيطان، كما حدث لاحد الاطفال وكانت اصابتها كبيرة أدت إلى بتر ساقيها وذراعها وفقدت بصرها وعندما سؤلت ماذا تريدين قالت الا يحدث ذلك مرة أخرى. ثالثا:آلية تطبيق البحث العلمى والهدف هنا هوه الاستفادة من الأبحاث العلمية الموجودة فى مكتبات الجامعات ودراسات الماجستير والدكتوراه, والتى من الممكن أن تؤدى الى تطوير المجتمع، فالهدف هنا ليس إنتاج أبحاث لتوضع على أرفف المكتبات، ولكن يجب أن يكون الهدف هو تطبيقها، ومن ثم الاهتمام بتطوير البحث العلمى بعد ذلك. رابعا:استرداد وتسجيل أثار مصر وهى أحد متطلبات تعظيم العائد على الآثار وأحكام الرقابة وإدارة ثروات مصر وتاريخها،حيث أن الأجنبي كيف سيأتي إلى مصر و لديه هذا الكم الهائل من الاثار فى الخارج وبدون أن يدفع عنها حتى أيجار سنوي وبدون عائد لمصر، ولذلك يجب البدء فورا فى تسجيل أثار مصر فى الداخل والخارج وتحدي مواصفتها ومواقعها بالتفصيل، ويجب أيضا التوقف عن التنقيب عن الاثار حتى لا يكون مصيرها المخازن والسرقة والإهمال، فان التنقيب يجب أن يكون هدفه هو العرض فى المتاحف فإن لم تتوفر وبحاله مؤمنة، فان حفظها فى باطن الارض يكون أفضل لها لتحفظ لللاجيال القادمة. فهل من مجيب لهذه المشروعات القومية، والتى لا تكلف المال ولا تتطلب تكنولجيا أجنبية، وعوائدها عظيمة على الناتج العام بدلا من التطلع للاقتراض وإهدار الطاقات البشرية التى تضمر نتيجة التعود على الكسل والمعيشة على الاقتراض.