يقوم الدبلوماسي الأميركي لورينس بتلر منذ ثلاثة أشهر برحلات مكوكية بين بغداد ومعسكر أشرف الذي يؤوي ثلاثة آلاف عنصر من حركة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، بهدف التوصل إلى حل وسط بينهم وبين الحكومة العراقية التي تصر على إغلاق المعسكر ومغادرة عناصره البلاد. ويحاول بتلر إقناع مجاهدي خلق بمغادرة المعسكر لتلافي مواجهة دامية أخرى مع القوات العراقية، التي سبق أن هاجمت المعسكر في وقت سابق من العام الجاري ووقع نتيجة لذلك عشرات القتلى والجرحى.
إلا أن مجاهدي خلق لا يريدون ترك المعسكر قبل تحديد وجهة آمنة لهم، ويعتقدون أن على الولاياتالمتحدة أن توفر لهم الحماية في الأراضي الأميركية رغم أن منظمتهم على لائحة المنظمات الإرهابية لوزارة الخارجية الأميركية.
وبينما يقترب موعد الانسحاب الأميركي من العراق، تعتبر قضية معسكر أشرف من أكثر القضايا تعقيدا وإزعاجا للأميركيين، ويعتبرونها أحد فصول الحرب على العراق التي لم يسدل عليها الستار بعد.
وتعتنق الحركة معتقدا هو عبارة عن مزيج من الفكر الشيعي والشيوعي وكانوا يمتلكون حوالي ألفي دبابة وناقلة جنود مدرعة داخل معسكرهم. تعرض معسكرهم للقصف في المرحلة الأولى من الغزو الأميركي للعراق. لكن الجيش الأميركي وفّر لهم الحماية في مرحلة لاحقة بعد أن نزع أسلحتهم، وبعد أن كشرت الحكومة العراقية المقربة من إيران عن أنيابها وأصرت على أن يغلق معسكر أشرف وشنت هجوما عليه.
ويحاول بتلر التوصل إلى حل على مرحلتين، الأولى نقل معسكر أشرف من موقعه في محافظة ديالى العراقية المحاذية لإيران إلى موقع آخر، والمرحلة الثانية إيجاد ملجأ في بلد آخر.
ويقول بتلر أن محاولاته لمساعدة سكان معسكر أشرف تنطلق من منطلق إنساني بحت، وأن جهوده لا تعني أنه يتعاطف مع معتقدات حركة مجاهدي خلق السياسية ولا تعني أنه سامحها على أخطائها، لكنه في الوقت نفسه يريد منع مذبحة قد تقع في معسكر أشرف على أيدي القوات الحكومية العراقية.
لكن الحلول تبدو مفخخة، لأن سكان المعسكر يرفضون مغادرته، ولم يبادر أي بلد باستعداده لاستضافتهم، ومن جهة أخرى الوقت يمضي وموعد انسحاب الجيش الأميركي من العراق يقترب أكثر فأكثر. وكانت حكومة نوري المالكي في العراق قد تعهدت بغلق المعسكر بالقوة في نهاية العام الجاري.
ويبدي بتلر تشاؤمه من نجاح مهمته في إقناع الحركة بترك معسكر أشرف وتفكيك نفسها، وأعرب عن قلقه من عدم تقديم واشنطن الدعم اللازم له وقال "توقعي أن واشنطن سوف لن تقدم لي الدعم، وسأترك وسط السموم والإرهاب وإيران والعراق". المصدر: نيويورك تايمز