أودع مسؤول عراقي الخميس، قيد الحجز الاحتياطي في باريس على أثر شكوى تقدم بها معارض إيراني واتهمه فيها بممارسة التعذيب وارتكاب جرائم حرب في معسكر أشرف في العراق عام 2009. وقال مصدر قضائي وآخر مقرب من الملف لوكالة فرانس برس أن صادق محمد كاظمن الذي كان ضمن وفد حكومي عراقي اعتقل ووضع قيد الحجز الاحتياطي على خلفية الشكوى التي تقدم بها ايراني من منظمة مجاهدي خلق. وفي بغداد، اكد مسؤول حكومي لفرانس برس ان صادق محمد كاظم "يتولى ملف منظمة مجاهدي خلق في العراق، وهو كان في رحلة تهدف الى اقناع دول اوروبية باستقبال مجموعات من عناصر تلك المنظمة".
وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء ان "الحكومة العراقية وكلت محاميا للدفاع عن صادق محمد كاظم وقد اكد المحامي ان ليس هناك من ادلة على الاتهامات التي ساقها احد اعضاء منظمة مجاهدي خلق".
واضاف في تصريح لفرانس برس ان "هذه المنظمة لما تملكه من خبرة في مجال التقاضي الخارجي تقدمت بشكوى من خلال ثغرة قانونية رغم ان المتقدم بالشكوى لا يعرف الشخص المعني".
وتابع الموسوي "ليس بعيدا على منظمة تعتبر ضمن المنظمات الارهابية ان تقدم على مثل هكذا اعمال الا ان القضاء الفرنسي سيكتشف قريبا التضليل الذي مارسه اعضاء هذه المنظمة التي تحاول الحاق الاذى بالعلاقات العراقية الفرنسية".
وتوقع الموسوي "ان يتم الافراج عنه في اقرب وقت، كما اكد المحامي".
ويؤكد المعارض الايراني انه خطف مع 35 آخرين خلال هجوم شنته القوات العراقية على معسكر اشرف في 28 و29 تموز/يوليو 2009، واحتجز 72 يوما تعرض خلالها كما قال للتعذيب بأوامر من صادق كاظم، حسبما جاء في الشكوى التي اطلعت عليها فرانس برس.
واوضح هذا المعارض الايراني انه اعتقل على مدخل معسكر اشرف في محافظة ديالى وضرب على رأسه ثم اقتيد الى مركز الشرطة قبل ان يزج به في زنزانة مساحتها 12 مترا مربعا مع ثلاثين سجينا آخرين، تحت اشراف عسكريين عراقيين.
ورفع المعارض شكواه الاربعاء عن عمليات تعذيب وجرائم حرب، حملت القضاء الفرنسي على فتح تحقيق اولي.
وقد اعتقل المسؤول العراقي لدى مروره بفرنسا في اطار جولة اوروبية لوفد حكومي عراقي.
ويتعرض صادق كاظم للملاحقة ايضا في اطار تحقيق يجريه قاض اسباني حول اعمال العنف التي ارتكبتها القوات العراقية في هذا المعسكر للاجئين الايرانيين واسفرت عن 11 قتيلا في 2009.
وكان مجاهدو خلق، وهي مجموعة المعارضة الايرانية المدرجة في اللائحة الاميركية للمنظمات الارهابية، وافقوا على مغادرة معسكر اشرف للاقامة في مخيم ليبرتي قرب بغداد، وهي المرحلة الاخيرة قبيل مغادرة البلاد بموجب اتفاق بين الاممالمتحدة والعراق.
وكان العراق قرر اواخر 2011 ان يغلق هذا المعسكر الذي يبعد 80 كلم شمال شرق العاصمة قبل ان يوافق على تأجيل هذا الموعد.
لكن عملية نقل حوالى 3400 شخص من المعسكر التي بدأت في شباط/فبراير واجري القسم الاكبر منها حيث نقل نحو الفي شخص، توقفت منذ الخامس من ايار/مايو.