هجوم جوي روسي جديد يستهدف مواقع استراتيجية في أوكرانيا    مع بدء التصحيح.. موعد نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 في محافظة البحيرة    ننشر صور شقيقين لقي مصرعهما إثر حادث بطريق الإسماعيلية الزراعي    «كريم» و«عز» في مواجهة سلمان خان.. تركي آل الشيخ يطرح برومو «The Seven Dogs»    وسام أبو علي: نسقت أموري مع الأهلي منذ أول يوم.. وسأكون خائنا إن لم أشارك أمام عُمان    شديد الحرارة وشبورة كثيفة، حالة الطقس أول أيام عيد الأضحى المبارك    محافظ الأقصر يتفقد ساحة أبو الحجاج استعدادًا لصلاة العيد (صور)    حمزة المثلوثي: دائما تأتي البطولات إلى الزمالك من رحم المعاناة    وفاة الإعلامية والكاتبة هدى العجيمي عن عمر 89 عاماً    الفرق بين صلاة عيد الأضحى والفطر .. أمين الفتوى يوضح    رسميًا الآن.. موعد صلاة العيد الاضحى المبارك 2025 ( التوقيت المحلي)    حمزة المثلوثي: بطولات الزمالك تأتي من رحم المعاناة    بعد التتويج بالكأس.. الونش: الفوز بالكأس أبلغ رد على أي انتقادات    غارات إسرائيلية جديدة تستهدف ضاحية بيروت الجنوبية    إعلام لبناني: غارتان جديدتان على بلدة عين قانا جنوبي البلاد    عقوبات أمريكية على 4 قضاة بالجنائية الدولية لإصدارهم مذكرات ضد نتنياهو    عيار 21 يقفز أكثر من 100 جنيها.. مفاجأة في أسعار الذهب محليا وعالميا أول أيام عيد الأضحى    مسجد نمرة.. مشعر ديني تُقام فيه الصلاة مرة واحدة في العالم    مصرع شابين وإصابة 4 آخرين أثناء سباق موتوسيكلات بكفر الشيخ    اليوم.. الرئيس السيسي يؤدي صلاة العيد بالعاصمة الإدارية    بيراميدز يهنئ الزمالك بالفوز بكأس مصر    ناصر منسي: أهدي كأس مصر لجماهير الزمالك الوفية    المثلوثى: بطولات الزمالك تولد من رحم المعاناة وسأعود للملاعب بعد 3 أشهر    طريقة صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 وصيغة التكبيرات الصحيحة    عاجل.. "الشهر العقاري" تواصل تقديم خدماتها خلال إجازة عيد الأضحى    الرئيس السيسي يؤدي صلاة عيد الأضحى بالعاصمة الإدارية    رسميا بعد الانخفاض.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري الجمعة في أول أيام عيد الأضحى المبارك    سعر طن الحديد والاسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 6 يونيو 2025    وزير السياحة يتفقد مخيمات الحجاج فى عرفات ويشيد بالتنظيم    محافظ سوهاج يتفقد الحدائق العامة والمتنزهات استعدادًا لعيد الأضحى    تجمع إسرائيلى يدعو للتظاهر أول أيام عيد الأضحى دعمًا لغزة    سالى شاهين: مجال ملكات الجمال مش شبهى ولا شخصيتى    أجمل رسائل تهنئة عيد الأضحى المبارك 2025 مكتوبة بالصور    كيرلي وقصات شعر جديدة.. زحام شديدة داخل صالونات الحلاقة في ليلة العيد    بعد طرحها.. "سوء اختيار" ل مسلم تتصدر تريند " يوتيوب" في مصر والسعودية    المايسترو تامر غنيم مديرًا للدورة 33 من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية 2025    أشرف عباس يكتب: من الميكروفون إلى المائدة.. من أسكت صوت مصر؟    إسبانيا ضد البرتغال.. موعد نهائي دوري الأمم الأوروبية 2025    إسبانيا تهزم فرنسا 5 - 4 وتضرب موعدا مع البرتغال فى نهائى دورى الأمم (فيديو)    محافظ قنا يستقبل ممثلي الأحزاب ونواب البرلمان للتهنئة بعيد الأضحى    ما هي سُنة الإفطار يوم عيد الأضحى المبارك؟    سُنن الخروج لصلاة العيد.. احتفالات واتباع للسنة النبوية    خطوات عمل باديكير منزلي لتحصلي على قدمين جميلتين في عيد الأضحى    6.19 دقيقة بالقاهرة.. مواقيت صلاة عيد الأضحى 2025 في محافظات الجمهورية    حماس: لم نرفض مقترح ويتكوف ومستعدون للانخراط في محادثات جديدة لإنهاء الحرب    السيسي يؤدي صلاة عيد الأضحى اليوم في مسجد مصر بالعاصمة الجديدة    الإمام الأكبر يهنئ الرئيس السيسي وقادة العالم الإسلامي بعيد الأضحى المبارك    الري: خطة طوارئ شاملة لمواجهة فترة أقصى الاحتياجات المائية بعيد الأضحى    رئيس هيئة الرعاية الصحية يلتقي محافظ بورسعيد ويبحثان سبل تطوير الخدمات الصحية    قطر تهزم إيران بهدف نظيف وتنعش آمالها في التأهل إلى مونديال 2026    جامعة كفر الشيخ ترفع درجة الاستعداد بمستشفى كفر الشيخ الجامعى خلال العيد    في وقفة العيد.. «جميعه» يفاجئ العاملين بمستشفى القنايات ويحيل 3 للتحقيق (تفاصيل)    شيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسي والأمة الإسلامية بمناسبة عيد الأضحى    المهيرى: اتفاقية للحفاظ على حقوق العاملين ب «اقتصاد المنصات»    " صوت الأمة " تنشر أهم التوصيات الصادرة عن المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية    خلال اتصاله بنظيره الرواندي.. وزير الخارجية يشدد على أهمية تحقيق التهدئة في منطقة البحيرات العظمى    في إجازة عيد الأضحى.. حدود السحب والإيداع القصوى من ماكينات ATM    الصحة: فحص 17.8 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف عن الأمراض المزمنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إبراهيم عيسى والدجل الفكرى

وصل الشطط مداه من شلة العلمانيين والليبراليين الذين لا يملكون أى رصيد شعبى يؤازهم ويدعم وجودهم، سوى ما يمتلكونه من وسائل إعلام مشبوهة التمويل، يمتلكها رجال أعمال كونوا ثرواتهم فى ظل النظام البوليسى والفاشى البائد، ولست أعلم السبب فى تجاهل القيادة الجديدة فى فتح ملفات فساد وتمويل وسائل الإعلام الخاصة الذى يعلم القاصى والدانى عنها الكثير والكثير، وتعتمد هذه الوسائل على أناس باعوا ضمائرهم للشيطان مثل "دكتور فاوست" فى الأسطورة الألمانية القديمة، ومستعدون لفعل أى شىء طالما كان المقابل ضخ المال بغزارة إلى جيوبهم وطالما استخدموا عبارة "فاصل ونواصل" لإعطاء مهلة لإذاعة الإعلانات التى تصرف على ترهاتهم وأفكارهم المريضة، وهو ما يفكرنى بفتاة الليل التى تجبر الزبائن على فتح زجاجات الخمرة فى الحانات، لتضاف نسبة من ذلك إلى راتبها فى نهاية الليل ... وقفوا يترصدون للرئيس وحكومته منذ اليوم الأول لاستلامه الحكم، وقرروا فيما بينهم إسقاطه، بل وصل شطط أحدهم بالتأكيد على إعادة الانتخابات الرئاسية عقب الاستفتاء على الدستور، كما فعلوا فى مجلس الشعب ، فهم مستعدون لإعادة الانتخابات كل يوم لو نجح التيار الإسلامى، الذى يصل للصدارة فى كل انتخابات تجرى ... الحقد والغل سيد الموقف !!! وظل أحدهم إبراهيم عيسى المكنى ب"أبى حمالات" يثير الشبهات والأفكار العقيمة والمتناقضة طوال الشهور الماضية، لا يكف عن كتابة الحواشى والتقارير على متون خطابات الرئيس ومهاجمة أى فعل يصدر عن تيار الإسلام الذى يؤيده الشعب فى كل المواقف، لا يحترم هو إرادة الشعب ويزيد من غيه وبغيه ويتهم قادة هذا التيار بأنهم تجار دين وأن يرى الإسلام عندما طبق فى كل العصور لم ينتج عنه سوى الدماء والمجازر والنكبات ويركز على أحداث بعينها ويعممها على كل التاريخ كالذى يقول "لماذا تعتبرون عصر الخلفاء الراشدين قمة العدل وقد قتل معظمهم ؟!!!" .
ويجرأ إبراهيم عيسى على ثوابت الدين، ويسخر من الآيات القرآنية، ومنكر لما ثبت من الدين بالضرورة كإنكاره للحجاب، وكان أن أعلن الرجل فى برنامج "إبراهيم والناس" الذى يذاع على قناة "القاهرة والناس" رأى قديم للمستشار محمد سعيد العشماوى أحد أعوان مبارك وزبانيته، وسيفه على معارضيه، والذى زعم فى كتاباته المريضة أن الحجاب ليس فريضة إسلامية، وأن الآيات الواردة فى القرآن تشير إلى المراحيض .. نفس الرأى ردده إبراهيم عيسى دون أن يشير إلى قائله الأول سلفه الطالح عشماوى ... إبراهيم عيسى الذى لا يعرف أن ينطق أسماء الكتب صحيحة (مثل كتاب أُسد الغابة لابن الأثير، نطقه أًسد بالفتح إشارة إلى المفرد) يفتى فى أمور المسلمين ولله فى خلقه شئون!!!
ولم يسلم كبار الصحابة من لسانه وقلمه، ففى مقال له بعنوان "أبوهريرة الإمام الغامض"الذى قال فيه: "الحقيقة أن أبا هريرة لم يفعل سوى أن روى الحديث عن النبي صلي الله علية وسلم .. وهنا جوهر الأمر وفداحة التهم ! لعل المأخذ الذي فتح علي أبي هريرة حمم التاريخ أنه مصاحباً للنبي عاماً وبضعة شهور "البعض يقول أكثر من عامين" . ومع ذلك روى عن النبي 5374 حديثاً، لم تصح كلها عند البخاري بل ذكر منها فقط 446 حديثاً . المدهش لرجل صاحب النبي عامين فقط أن يروي عنه كل تلك الأحاديث بينما الصحابة الأجلاء الذين صاحبوه من البعثة حتى الوفاة لم يرووا عنه ما يساوي عُشر ما رواه أبو هريره وحده! أبو بكر أول الرجال إسلاما من بعد علي وكان نسابة العرب روى عن النبي 143 حديثاً وله في البخاري 22 حديثاً فقط ، الفاروق عمر وهو من هو في منزلته ومكانته لو يرو عن النبي على أقصى تقدير 50 حديثاً . أما على بن أبي طالب أول من أسلم وتربى في حجر النبي وعاش في كتفه من بعثته حتى غسل جسده الشريف عند وفاته ولم يفارقه لا في سفر ولا في حضر وهو ابن عمه وزوج ابنته وشهد جميع الغزوات والمعارك والمشاهد " سوى تبوك" ، وهو إمام العلم لم يحدث ان روى عن النبي سوى 58 حديثاً ولم يصح في البخاري سوى عشرين منها. كما أن الخليفة الراشد عثمان بن عفان روى عن النبي تسعة أحاديث فقط ونفس العدد للزبير وعبد الرحمن بن عوف وروى خمسة أحاديث فقط وربما أقل طلحة وزيد بن ثابت وسلمان الفارسي وغيره . فما الذي يجعل أبي هريرة وهو الأقل مصاحبة في سيرة النبي والأقل منزلة في العلم فضلاً عن كونه أمياً لا يقرأ ولا يكتب ومكث كذلك عامين أو أقل في صحبة رسول الله كما لا يذكر له أحد موقفاً في غزوة أو مكانة في معركة أو دوراً في موقعة سياسية وتاريخية . ما الذي يجعل الراوية الأول والعمود الفقري في رواية الأحاديث النبوية .. لابد أن في الأمر أمراً؟".
ولم يكتف عيسى بهذا بل طعن فى عدد آخر من الصحابة كالمغيرة بن شعبه الذى اتهمه باقتراف جريمه اعتماداً على روايات واهية ناقشها المصدر الذى نقل عنه وهو الطبرى فى تاريخه ، والجدير بالذكر هنا أن الطبرى قد شحن فى كتابه "التاريخ" كل الروايات الضعيفة والقوية اعتماداً على ثقافة المجتمع وحسه وحدسه، وكان من الأمانة من عيسى كباحث وصاحب كلمة أن يرجع إلى كل المراجع ويوازن بينها ويتخلص من هواه، أما هو فيبحث عن الإثارة فقط ويكتب التاريخ بمنهج "الرجل الذى عض الكلب".
وفى مقال له "تجار الدين ملوك السوق" فى جريدة التحرير عدد 1أكتوبر 2012، يشكك فى نجاح المشروع الإسلامى عبر التاريخ، وهو فى هذا تفوق على افتراءات المبشرين والمستشرقين، لا يبغى عيسى من طرحه لهذه الأفكار سوى التشكيك وإثارة البلبلة، فيقول: "فإذا سألتهم: وما المشروع الإسلامى؟ يحدثونك عن النهضة، وهى تشبه نهضة مبارك لكن طلع لها دقن، أو عن تطبيق الشريعة ، كأن الشريعة ليست مطبَّقة، وكأن هؤلاء إذا جلسوا على مقاعد السلطة حققوا المجد للدين (وقد جلسوا فماذا فعلوا؟)، وإذا حكموا حولوا البلد إلى المدينة المنورة (استباح يزيد بن معاوية المدينة ثلاثة أيام اغتصبوا فيها ألف امرأة وقتلوا آلافاً من أبناء المهاجرين والأنصار وأغرقوا المسجد النبوى ببحر من الدماء منعت الصلاة فيه)، كل هذا وهم يخفون عن الناس ما يكمل لهم الصورة ويبرز كل الحقيقة مستغلين جهل المشترين وسذاجة الزبائن الذين لا يعلمون أن الإسلام عانى منذ العصر الأول من تجار الدين حين هاجموا الخليفة عثمان رضى الله عنه، وحين طالبوا بالقصاص له، وحين رفعوا المصاحف أمام جيش الإمام علِىّ (كرَّم الله وجهه)، وحين كان الخوارج ضد الإمام، وحين نقل معاوية (رضى الله عنه) الخلافة إلى ملك وراثى استبدادى، وحين نشبت الحروب الأهلية بين المسلمين وانقلابات الحكم من دولة وإمارة لأخرى، وحين أعدموا العلماء وزجّوا بهم فى السجون، وحين ملؤوا القصور بالجوارى والغلمان، وحين استعان أمراء المسلمين بالصليبيين لمحاربة منافسيهم من الأمراء المسلمين، وحين سيطر عليهم الاستعمار قرونًا… كل هذا والشريعة الإسلامية مطبَّقة، وقطع يد السارق، ورجم الزانية فى كل مدينة مسلمة. (لاحظ عزيزى القارىء أن أبو حمالات يستمد تاريخه من ألف ليلة وليلة ومن كتب الشيعة وكتب "السياسة والإمامة" المنسوب إلى ابن قتيبة وكتب أبى الفرج الأصفهانى "مقاتل الطالبيين"، و"الأغانى" وكتب المسعودى وغيرها ...) لكن هل منعت الشريعة انحطاط الدولة وانهيارها؟ وهل وقفت الشريعة طغيان الحاكم والخليفة؟ وهل أنقذت العلماء من المتاجرين بالدين فضربوا الأئمة باسم الشرع وقتلوا المعارضين باسم الشريعة؟ وهل جعل تطبيق الجلد والرجم من باكستان وأفغانستان والسودان والسعودية وإيران وبوكو حرام جنات العدل والمساواة والحرية والتقدم فى العالم؟ وهل أخافوا الأمريكان وزلزلوا الغرب وأرعبوا الأعداء؟
وهل تعطلت الشريعة أبدًا حتى يومنا هذا إلا الحدود التى تستلزم من الشروط ما يستحيل تحققه مع الفقر والقهر والاستبداد… والتجارة بالدين؟!
لكن تقول إيه؟! التجارة بالدين هى أخطر تجارة فاسدة على وجه الأرض، ولهذا فإن لها أكثر الزبائن على وجه الأرض." أ.ه
وعلى طريقة عمرو حمزاوى والشلة الليبرالية الفاسدة الحاقدة التى تتدثر برداء الغرب وتعمل له ألف حساب، ولما لا وهم سفراء للغرب الصليبى وحراس على أفكاره، ينتصرون لهذا الفكر أكثر من الغرب نفسه، يخيف إبراهيم عيسى القائمين على لجنة كتابة الدستور من الغرب الذى وقعّت مصر معه المعاهدات التى لابد أن تكون موجودة باستمرار لا تقبل المناقشة فيقول: "الآن مصر موقِّعة على معاهدات دولية وملتزمة بمواثيق عالمية لحقوق الإنسان والطفل وحرية التعبير وإنهاء التمييز ومكافحة الاتّجار بالبشر ومنع الانتشار النووى والسلام مع إسرائيل وغيرها، ولكى تتعامل مع العالم يجب أن تكون محترما هذه المعاهدات ومنفِّذا لها وساعتها تأخذ القروض التى تريدها وتنال المنح التى تنتظرها وتحصل على الاستثمارات التى تتمناها وتتفاعل مع العالم ويكون لك كلمة فيه. طيب لو حضرتك خلعت وعملت فيها سبع البرمبة (تجاهل أنك لا تعرف معنى البرمبة!) وكتبت فى دستورك، كما يدفعنا إليه الإخوان والسلفيون والمتواطئون معهم، موادَّ تخالف الاتفاقات الملتزَم بها، فقررت مثلا قيودا على حرية العقيدة والتعبير أو أعلنت التمييز بين الرجل والمرأة أو سمحت بزواج القاصرات أو أىٍّ من الأفكار الخزعبلية التى يوهم التيار الإسلامى نفسه وتابعيه أنها تستند إلى الشريعة وهى منه ومنها بَراء، فهل سيأخذك العالم بالأحضان ويبوسك الخارج من بقك مثلا؟!
طبعا انت ممكن تهبب ما تريده فهى بلدك وانت حر فيها ياكش توافق على زواج الرُّضع، لكن ماذا سيكون موقف العالم منك؟
فضلا عن أنك ستكون مسخة بين الأمم إلا أنك لن تجد هيئة ولا دولة ولا مؤسسة ولا بنكا ولا صندوقا ولا صندوقة تعبّرك باتفاقية أو بمنحة أو بقرض، وربما يفرض بعض الدول حظرا على التعامل معك ويقاطع اقتصادك أو تجارتك أو الاستثمار عندك، ولن يكون هذا قرار حكومات غربية صليبية استعمارية كما تعتقد بل سيصبح قرار شعوب وإنسانية جمعاء."
هذا ما ينتظر التيار الإسلامى رغم تمسح الإخوان بالغرب والأمريكان ومحاولة إظهار أنفسهم جماعة منفتحة ورئيسا مدنيا، فالبلد ليس لعبة مكعبات فى أيدى هواة السياسة وحواة الاتجار بالدين ولا يمكن أن يتم التجريب فى مستقبل بلد بالغلوّ والتطرف والشطط وشغل مجاذيب السيدة. إن اللعب فى الدستور بأصابع أسامة بن لادن وبن باز هو تلاعب بحاضر ومستقبل ملايين المصريين كتب عليهم حظهم التعس أن طالبان تحكم لجنة الدستور فى المبتديان."
وقد انتقد عيسى الداعين عدم الاختلاط فى أماكن التعليم بين البنات والبنين ويأخذ عليهم تأثر البلاد بالمد السلفى الوهابى الذى يريد أن يرجع البلاد إلى الوراء عشرات السنين بعد أن قطعنا شوطاً فى زعمه بعدم التمييز بين الرجل والمرأة، فيعتب على هؤلاء الداعين لعدم الإختلاط ويفتى بجهله المطبق وتحريفه للكلم عن موضعه ويزعم أن الإسلام لا يمانع الاختلاط بين الرجل والمرأة، ويستشهد عما يحدث فى مناسك الحج والحرب فيقول فى مقال له بعنوان "الاختلاط فى الحج والحرب والطب" فى جريدة التحرير عدد 4/10/2012 فيقول: "فهؤلاء على الأرجح لا يتأملون فى حكمة الله عز وجل، بإباحته المطلقة للاختلاط فى أقدس الشعائر وهى الحج وفى قلب الحرم المكى وحول أطهر بقاع الأرض، حيث الكعبة المشرفة، فإذا كان الله يحرّم الاختلاط فكيف أباحه هكذا فى تلك البقعة المقدسة وفى هذه الشعيرة التى لا تترك سنتيمترات بين الرجل والمرأة؟ ثم ألم يصل عِلم هؤلاء الطلبة (وقد درسوا فى الأزهر) أن الله قد أباح الاختلاط فى الحروب، حيث جيش المسلمين يضم رجالا ونساء؟ ونحن نقرأ فى السيرة العطرة موقفا فَذًّا للسيدة أم عمارة الأنصارية التى ثبتت بجانب النبى فى غزوة أُحد، بل وقاتلت بنفسها دفاعا عنه: «فخرجتُ فى أول النهار حتى انتهيتُ إلى رسول الله فقمت أباشر القتال وأذبُّ عنه بالسيف وأرمى عن القوس، ولما ولَّى الناس عن رسول الله أقبل ابن قمئة يقول دُلُّونى على محمد فلا نجوت إن نجا فاعترضتُ له فضربنى هذه الضربة فجعل النبى يصيح يا ابن أم عمارة أمَّك أمَّك… ولما دعا لها النبى ردت: ما أبالى ما أصابنى من الدنيا». وهى نفسها التى تحكى فى غزوة حُنين: «لما كان يومئذ والناس منهزمون فى كل وجه وأنا وأربع نسوة بيدى سيف صارم وأم سليم معها خنجر قد حَزَكَته على وسطها وأم سليط وأم الحارث ، وكلهن أنصاريات".
وفى مقال له بعنوان "ليبرالو الوهابية فى دستور الأخوان" يسخر من تردد الرئيس على المساجد بينما لا يعيب على رفيقه حمدين صباحى تردده على الكنائس والخطبة فيها وطلب الدعم منهم ويستنجد بهم فى مقاومة الأخوان، وبينما هو يسشتهد من التاريخ الإسلامى والشرع فى الدفاع عن مبارك وطلب العفو عنه كما فعل النبى صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وقال لأعدائه "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، أما إذا طلب الشعب تحكيم شرع الله فى دستور يعرض عليه للإستفتاء وله مطلق الحرية فى الاختيار، يعيب عيسى على هذا ويتهم الإسلام بأنه تعاليم بدوية وهابية، ويتهم المادة الثانية بالتمييز بين المواطنين، فيقول: "حقيقة الأمر أن الإخوان والسلفيين يريدون من الدستور أن يكون دعايتهم الانتخابية فى معركة الانتخابات البرلمانية القادمة، فهو إنجازهم الوحيد إلى جانب إنجاز تحوُّل الرئيس مرسى إلى واعظ مصر الأول وأشهر خطيب مسجد فى العالم. أما المحسوبون على التيار المدنى والذين، يا للمفارقة، يتحدثون عن أنفسهم باعتبارهم ليبراليين بينما هم يرضون بالتنازل عن قيم الحرية والعقل ويتوافقون مع التخلف ويضعون نظريات للقبول برجعية البداوة فهم فعلا ليبراليو الوهابية الجدد، يريدون دورا تحت الأضواء التى خَبَت عنهم وتكثفت على غيرهم والتزموا نفس المنهج السقيم القديم وهو أن يحاولوا لعب دور المعارضة الرسمية المستأنِسة المعترِفة بتفوق الحزب الحاكم ليتحصلوا منه على الفتات من المقاعد فى تنسيق انتخابى خائب كعادة هذا المنهج الذى ينتهى به الحال دائما إلى تحول هؤلاء إلى قطط منتظرة أمام محلات السمك.الطرفان، مع اعترافى بحسن نية البعض وإخلاص البعض الأقل، يدّعيان القدرة على التوفيق بين مطالب المدنية ومساعى الغلوّ والتطرف الدينى، ولا أحد قال لنا كيف ستتم معجزة إبراء الأكمه وشفاء الأبرص عن طريق هؤلاء، فالمؤكد أن مادة فى الدستور تنص على حرية عقيدة لا يمكن أن تتوافق مع مادة تحدد العقيدة بأنها الأديان الثلاثة، واستمرار المادتين حتى نُرضِى الطرفين تلفيق لا توفيق. ثم عندما تكون هناك مادة تبيح زواج القاصرات، وإن تلميحًا، لا يمكن أن تتوافق مع مادة تتحدث عن الحفاظ على حقوق الطفل، واستمرار المادتين معًا حتى يشعر كل طرف أنه نجح فهذا تلفيق لا توافق."
لم نستغرب من إبراهيم عيسى كل هذه الأفكار المريضة، فقد اتهم المغيرة بن شعبة وهو من حضر بيعة الرضوان بالزنا، وأن الخليفة العادل عمر بن الخطاب عافاه من العقاب لأنه رجل دولة ويريده بجواره، وقد أدعى عيسى أيضاً أن خالد الاسلامبولى وصل للمنصة بعد 31 سنة من حادث المنصة الأول إشارة إلى الرئيس مرسى، وهو خلط للأوراق وافتراء يحسده عليه إبليس نفسه، ولم نستغرب منه دعوته لتكريم مبارك، وتهليله لترشح عمر سليمان لرئاسة الجمهورية حيث قال:"حين تحارب بمنتهى الحماس عمر سليمان فأنت تعمل بمنتهى الخيابة لحساب خيرت الشاطر!"
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.