المتابع للثورة جيدا يرى أنه منذ بداية الثورة المصرية بدأت خيوط المؤامرة على تفريغها من محتواها تارة بالإشاعات وتارة عن طريق العملاء المندسين وسط الثوار وفى الشوارع والأحياء والقرى والمدن على مستوى الجمهورية وكما هو معروف فإن الغرب كان يخطط منذ فترة طويلة على تركيب وترتيب الدولة المصرية بعد مبارك بحيث تكون على المقاس الذى يريدونه لها أن تكون فيه بحيث لا تخرج عن التبعية أبدا وهناك فيديو متداول على النت لسيناتور أمريكى يدعى مارك كيرك يشرح فيه كيف هزمت أمريكا وإسرائيل فى مصر دون الدخول فى حرب مباشرة مع المصريون، إذ يلخص كيرك الكثير مما يجري في مصر وهذا يقودنا كى نفهم لماذا قاتلت القوي الليبرالية والكنيسة للإجهاز علي الجمعية التأسيسية بالإنسحاب الجماعي قبل التصويت على مواد الدستور بأسبوع وعندما فشلوا قاتلوا لتعويق إلإستفتاء علي الدستور لدرجة أن الدكتور/ البرادعي طالب علانية بعودة دستور 71 وببقاء القوات المسلحة فى السلطة وهو أول من حارب وجودهم، ولما لم ينجحوا فى ذلك حرقوا مقرات لحزاب ومنشأت عامة وقتل أبرياء أمام قصر الإتحادية وحوصر المسجد فى الإسكندرية والشيخ المحلاوى الذى وقف فى وجه جميع الرؤساء السابقين لدرجة أن السادات اعتقله فى أحداث 1981 مع من أعتقلوا آنذاك في سابقة لم تحدث منذ الإحتلال الفرنسي لمصر وحرصت بعض القوى السياسية علي نشر الفوضي والرعب في أنحاء الوطن وبين أبناؤه ورفعوا شعارات لتضليل المصريين منها مواجهة الأخونة وسقوط حكم المرشد وغير ذلك من الشعارات التى تدعو للفرقة اكثر منها الى التوحد، ولكنهم فشلوا للمرة الثانية وتم الإستفتاء على الدستور وقبله الناس ولم يعجبهم ذلك ومن ثم رفضوا فض إعتصام التحرير والإتحادية للإستعداد لجولة 25 يناير 2013، وقد رأينا تحريضا وماذلنا نرى ونسمع هذا التحريض الدموى على الفضائيات المنفلته التى لا يقدر أصحابها ماذا يفعلون مع إستخدام الإعلام المأجور أو العميل لترسيخ شائعة إفلاس مصر وانهيارها إقتصاديا وبالفعل ضربت هذه التصرفات الصبيانية السياحة فى مقتل هذا الموسم فلا يوجد عاقل فى الدنيا يسمع ويرى ان فئة من أهل هذا البلد قررت حرقه وجعله بحورا من الدماء يوم 25 يناير ويفكر فى المجيئ إلا إذا أراد الإنتحار وبالتالى ضرب هذا الموسم وهو من أكثر الشهور استقبالا للسياح فى الموسم الشتوى نظرا لبرودة الجو فى مناطق عديدة أخرى، وعلى أى حال نتمنى من الله كما أفشل مخططاتهم السابقة ان يفشل ما يدبرونه فى الأيام القليلة القادمة، ويمكن لنا أن نوجز ما ساعد على إفشال المخطط الغربى تجاه مصر هو عدة عوامل فى يقينى لم يقم بها أطرافها ولم يقصدوها ولكن الله كان الفاعل الحقيقى فى كل ما حدث منذ 25 يناير حتى الآن، ومن يريد سماع ما قاله السيناتور الأمريكى يعرج على هذا الرابط: http://www.youtube.com/watch?v=CGj1UpL027Y&feature=youtu.be أول هذه العوامل هو حالة الغليان التى امتدت على مدار العقود الثلاث الماضية تحت حكم لم يتخيل أبدا أنه مصرى الأصل وكثيرين منهم كانوا يتبرأون من مصريتهم وكثير من أعضاء النظام السابق كانوا وأولادهم يحملون جنسية أخرى غير المصرية ومن ثم انفصلوا عن الشعب وانفصل الشعب عنهم، ثانى هذه العوامل هو تدخل العائلة وخاصة الأم والإبن وتوهمهم أنهم قد يستولون على حكم مصر ولا أدرى على ماذا بنوا عقيدتهم هذه هل عن كفاءة أو عن وراثة ولكنه العمى السياسى، ثالث هذه العوامل هو الإنحياز الأعمى من قبل أمريكا وحلفاؤها للنظام السابق ضد الشعب ولذلك عندما قامت الثورة كان الغطاء الأمريكى مكشوفا ولذلك ظل يتأرجح بين تأييد الثورة وتأييد النظام السابق حتى اتضح لهم بما لا يدع مجالا للشك أن النظام قد سقط ولن تكون له قائمة مرة أخرى، أما رابع هذه العوامل وأكثرها أهمية هو تماسك الثوار ومساندة الشعب لهم باستثناء من زرفوا الدموع الكاذبة وتحولوا بعد إعلان التنحى مباشرة وأضحو ثائرين فى نفس الجلسة، وجفت دموعهم على النظام وتبللت كذبا مرة أخرى بكاءا على الشهداء ثم بعد رسوب من يعولون عليهم فى الإنتخابات البرلمانية والرئاسية والدستور ومعرفتهم بانهم ليس لهم نصيب يذكر فى الإنتخابات البرلمانية القادمة إنقلبوا على الثورة باسم الثورة وتحالفوا مع الفلول والقتلة والبلطجية باسم الثورة أيضا والضحية فى كل مرة هم الشباب البرئ الذى يسير بعضه وراؤهم ويتمترس خلف أكاذيبهم. لذلك نهيب بالقوى الوطنية والثوار الشرفاء وكل المصريين لاتسلموا عقولكم لأحد فالصورة واضحه وضوح القمر فى الليلة الحالكة السواد، لا تسلموا عقولكم لأى فاشل يريد الشر لبلدكم لا تنحازوا لأحد إلا لمصر هؤلاء ليسوا منكم ولستم منهم هؤلاء يملكون القصور والشقق الفاخرة ولديهم جنسيات أخرى وبلاد أخرى تحتضنهم وتحميهم أما أنتم ونحن ليس لنا احد إلا هذا البلد لابد أن نحميه وأن نبنيه من جديد على أسس سليمة وقوية، ومن يريد التنافس وحيازة المناصب عليه النزول الى الشارع لا للتخريب أو التدمير الذى يدعو إليه اليائسون بل الى الإلتحام بالناس وحل مشاكلهم وكسب ودهم وتأييدهم تماما مثلما فعل الإخوان والسلفيون وتحملوا السجون والمعتقلات والمصادرات لأكثر من 80 سنة حتى أتاهم النصر من عند الله وأيدهم الناس فى كل إنتخابات وسيؤيدهم فى الإنتخابات القادمة لأنهم يدعون الناس الى البناء والعمل ويقفوا معهم فى السراء والضراء ولم ينصبوا على أحد أو يسرقوا أحد وبالتالى نصرهم الله بصبرهم وبثقة الشعب فيهم ودعونا نختبرهم لفترة الأربع سنوات القادمة قرب عام منها على الإنتهاء، إن نجحوا فبها ونعم وإن فشلوا سوف لا يكون لهم حجة أمام الناس أما أن نربطهم فى الأعمدة ونقيدهم بالسلاسل ونقول عنهم أنهم لم يفعلوا شيئا للبلد فهذا هو الظلم بعينه، دعوهم يتحملوا التجربة والبلد فى أسوأ حالاتها واعملوا على تقوية أحزابكم ومناصريكم حتى تستطيعوا المنافسة بالحرية والديمقراطية التى ناديتم بها، فعصر التزوير وتسويد البطاقات ولى وبغير رجعه والنتيجة يحسمها الصندوق، أيها الشباب إنحازوا إلى أمكم مصر فأنتم لستم لقطاء أو أبناء مصر بالتبني، مصر هي الأم الحقيقة لنا جميعا فلا تعقوها، حافظوا عليها العالم كله يحسدكم عليها ولن تموت مصر ولكنها تتعافى وعندما تصحوا لا يقف فى وجهها أحد وراجعوا التاريخ منذ أحمس حتى اليوم ستعرفون من هم المصريين وكم من الطغاه زاقوا الوبال على أيدى ابناءها الأشداء، وأن من يفكر بالعدوان على هذا البلد مهما كان حجمه سيعض على الأنامل حسرة وندما، حمى الله مصر من كل سوء وبارك فى أهلها اللهم آمين. [email protected]