لا اعرف كيف أبدا وماذا أقول..فالكلمات تعجز عن وصف حدث بشع مجرم خلا من اى إنسانية أو حفظ للأعراض والحقوق. إن حادثة تعرية مواطن وسحله وضربه وهتك عرضه أمام القصر الجمهورى ليست مجرد جريمة جهاز داخلية اعتاد على السفالة والانحطاط وهتك الأعراض..لكنها تحمل معانى أخرى لها دلالات سيئة ومقيتة. فبالرغم من علمى ويقينى أن المواطن المسحول المدعو حمادة ليس ثائرا من الثوار وإنما هو شخص من المئات التى تثير الشغب وتدفع مصر للعنف..وقد يكون مدفوعا من جهة ما أو من شخص ما حتى يفعل ذلك بمقابل أو بغير مقابل..لكن المسالة تتعلق وترتبط ارتباطا وثيقا بنجاح الثورة وفشلها وبنجاح القائمين على الحكم وفشلهم. فتعرية مواطن بهذا الشكل حتى لو كان بلطجيا وسحله عاريا وضربه ومعاملته مثل البهيمة أو الكلب الضال..لا تهينه وحده..بل تهين الشعب بأكلمه. فاى ثورة هذه التى تجعل الشعب مهتوك العرض بلا قيمة وبلا حقوق وبلا كرامة..واى شرطة هذه التى تنتهك عرض الشعب وتغتصبه فى قارعة الطريق أمام قصر الرئاسة المخول بحفظ كرامة الشعب وحفظ حقوقه؟! وإذا كانت الشرطة تهتك أعراض المواطنين فى قارعة الطريق..فماذا تفعل معهم فى الأقسام وفى الغرف المغلقة؟! والمصيبة الكبرى لم تتوقف عند هذا الحد من النذالة والبطش والسفالة والانحطاط..لكن الشرطة ذكرتنا بالأفلام القديمة التى كان يتعرض فيها المواطنون للأذى والخراب والقتل والتعذيب..ثم تمارس الشرطة عليهم ترهيبا وتهديدا وترغيبا..فيخرج علينا من انتهكت حقوقهم ليعلنوا أنهم الذين عذبوا أنفسهم وأنهم الذين قتلوا أنفسهم وأنهم الذين هتكوا عرض أنفسهم..وان الشرطة هى العيون الساهرة التى تحمى الوطن..ولا يكتفى هؤلاء بذلك..فقد يدعون على أنفسهم ويحسبنون عليها – حسبنا الله ونعم الوكيل- لأنهم ظلموا ضباطا شرفاء أطهار. فالموطن المسحول بعدما تعرض للتعرى والسحل والضرب وهتك العرض..خرج علينا ليقول أن الشرطة لم تفعل هذا بل انه اشفق على الضباط الذين أتعبهم.. وأنها حاولت تهدئة روعه وحمايته من الأشرار. ولم ينسى المسحول أن يوجه شكره لوزارة الداخلية وللضباط الشرفاء الذين لم يسحلوه ولمستشفى الشرطة التى عالجته لوجه الله. إن هذا الرجل المسكين حتى ولو كان بلطجيا..يجب معاملته بالقانون لا بهتك العرض.. ولا شك أن هذه الحادثة وضعت الثورة كلها ووضعت الدكتور مرسى وجماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة على المحك. فها هى الداخلية تنتهك الحقوق وتعود بنا إلى عهد العادلى دون أن نسمع من قيادات الجماعة أو الحزب أو حتى الرئيس كلمة إدانة لهذه الجريمة المروعة..ولم تتدخل لمحاسبة المجرمين بالداخلية..وسمحوا لجهاز الشرطة السفاح أن يلعب بعقول المصريين كما كان يحدث بالسابق ويقدم نفسه على انه ضحية وبرئ. لقد قامت الثورة يوم 25 يناير حتى توجه رسالة لجهاز الشرطة فى عيدهم.. بأنه جهاز قمعى مجرم..وأكد الجهاز على إجرامه حينما أطلق الرصاص على المتظاهرين وأرداهم قتلى. وتنحى المخلوع ومر عامين ولم يحدث اى تطهير أو تطوير أو هيكلة للداخلية..فما كان منها إلا أن تجبرت وعذبت وقتلت وهتكت وانتقمت من الشعب. يتحمل الدكتور مرسى وجماعته ما حدث وما يحدث للمصريين من إهانة وضياع للكرامة..ولن يتركهم التاريخ أو الشعب الذى وثق فيهم إذا استمر الوضع على ذلك. إن المشكلات التى يتعرض لها الإخوان الآن كبيرة وهائلة..فالأحزاب المؤيدة لهم مثل الوسط والنور رفعت يدها عنهم..وسوء الأحوال الاقتصادية التى يتحملها الشعب كارها..سببت احتقانا وكفرا بالثورة..وممارسات قيادات الإخوان العنصرية والمراوغة التى يراوغونها.. ومحاولة تجاهل الجميع حتى المؤيدين..أمر لا ينذر الا بعواقب وخيمة. لن يصمت الشعب على إهدار كرامته وعلى تجهيله وعلى استعماءه واستغبائه..فانتبهوا لما انتم فاعلون. [email protected]