انه لمن المحزن ان يكون المشهد الحالى بهذه الصورة العبثية من تفتت وتشرذم إلى جبهة الإنقاذ والجبهة الشعبية والجبهة الناصرية والجبهة الإسلامية والتى للأسف انقسمت على نفسها أيضا وشرذمت إلى قبائل وأحزاب وذهبت ريحها ووهنت فتلك النور و الوطن والإخوان و الوسط والأصالة والجماعة الإسلامية وغيره من الأحزاب التى تتناحر ولا تتكامل من اجل الوطن. وحتى داخل الحزب الواحد انقسامات فتلك النور ينقسم الى الوطن وخروج البعض لتكوين أحزاب فرعيه والخاسر الوحيد هو الشعب الذى يدفع فاتورة التأخر عن البدء فى إدارة عجلة الإنتاج للبدء فى الرقى والتقدم فما من شك أنه هناك فروق واختلافات ولكن يجب ان نسموا بها عن التناحر والانقسام ونتعلم أن نتحاور داخل نفس الخندق بدلا من الانقسام للبدء من المربع الأول اى نقطة الصفر ولن نبارحها حتما نتيجة هذا التناحر المهدر للطاقات والإمكانيات فتعالوا أن نتخيل انه حدث نفس المشهد فى الأيام الأولى للسلام وانقسم عمر ابن الخطاب ذو القوه والعزيمة والخبرة القتالية على سيدنا أبو بكر الصديق الضعيف الجسد ولكنه قوى العزيمة و الإيمان فتحالفا معا واستخدما إمكانياتهما للتكامل لا للتنافس ليكونا صرح عظيم وقوه متناغمة سويا ولكى يحدث هذا يجب أن يكون حدث تنازل من كليهما ولم يتغنى احدهما بما يتميز به عن الأخر طمعا فى السلطة ومما لاشك به انه هناك أبطال آخرين انضو تحت لواء الإسلام وتكونت تلك الامبراطوريه العظيمة بالاتحاد والتحاور للانجاز لا للانحياز والاستئثار فما المانع ان تتحاور القوى المتصارعة لتحسين وضع القوى الحاكمة الآن فى مصر ثم ننحى التناحر جانبا على السلطة ليوم الانتخابات التالية وهكذا كما يحدث فى كل دول العالم المتحضرة عندما يتقدم الخاسر فى الانتخابات لتحية المنتصر وينضوى تحت لواءه للعمل سويا أليست كلينتون كانت منافسه لاوباما ثم اندمجت معه لتكون وزيرة خارجيته لتنفيذ سياساته ولم تتناحر كما فعلت جبهة الإنقاذ وكونت جبهة حمادة وتوتو للاعتراض والاعتصام وتعطيل حركة الإنتاج. دعونا نبداء ثم نتناحر فقط فى أيام معدودات خلال فترة الانتخابات ولكن ما أن تنقضى ويكسب من يكسب ويخسر من يخسر فلنبداء جميعا العمل سويا من اجل الوطن لا من اجل مصالح شخصيه فكن اتوقع كذلك من الحزب الحاكم بعد استلامه البلاد أن يبدأ حملات توعيه لإعادة تأهيل فئات الشعب المختلفة والبلطجية لإعادة تأهيلهم ومحو اثار الماضى من على شخصياتهم المعوجة التى تعودوا وتطبعوا عليها خلال ثلاثة عقود متتالية. ومرة أخرى لو انشق عمر وقال أنا الأقوى ولو انشق خالد ابن الوليد وقال أنا الأعظم لما كان هناك إسلام الآن ولكنهم عملوا سويا وتنازلو للبعض وتحالفو مع البعض واختلفوا ولن من داخل خندق واحد من اجل الأمة فصارت هناك إمبراطوريه عظمى وهى الإمبراطورية الإسلامية والحضارة الإسلامية التى أنارت البشرية ولازالت تضىء لنا الحياة حتى الآن وللمستقبل.