خيارات فلسطينية ، خيارات صهيونية ! نواف ابو الهيجاء تسيبي ليفني ، ما كنا نتوقع غير فوزها برئاسة كاديما ، وما كنا لنرى أي فرق بينها وبين اولمرت - في السعي لخدمة الكيان الاحتلالي - الاحلالي ، عبر كل الوسائل الممكنة وفي مقدمها نهج الكسب عبر استمرار التفاوض مع السلطة الفلسطينية . لكن ليفني امام مشكلة بدأها منافسها الخاسر - بفارق بسيط - موفاز، الذي اعلن اعتزاله الفوري للسياسة . اما ما تبقى فهو اكثر واخطر. هناك شاس واشتراطات شاس للمشاركة في أي ائتلاف مع ليفني - هناك العمل ومواقفه الضعيفة والمترددة - ولكن الذي يضع عينيه على كرسي السلطة عبر انتخابات سريعة هو ( الليكود ). قد تكون الفرص أمام ليفني - ضابطة الموساد السابقة - لتشكيل ائتلاف جديد موجودة ولكنها بالتأكيد لن تكون بين عشية وضحاها. ستكون هناك اسابيع ربما قبل ان يتبين لها الخيط الابيض من الاسود من الرئاسة - اعني رئاسة الوزارة - لأن فوزها برئاسة كاديما كان متوقعا وقد حصل. اذا ، نرى ان ثمة فرصة امام الطرف - او الاطراف الفلسطينية - لتلتقط الانفاس ، وتقوم بعملية مراجعة دقيقة وموضوعية للمرحلة السابقة - وعلى الاقل منذ انابوليس وحتى الان. سوف يتأكد الطرف الفلسطيني انه لم يقبض سوى الريح - وانه لم يفعل الا ان ينقسم والا ان يمنح المحتل الفرصة لكي يزيد من الاستيطان ويوسع شقة الخلافات بين الفلسطينيين - فتكون غزة في واد والضفة في واد - والمنتصر هو المحتل - والمرشح لمزيد من الانجازات هو المحتل - مادام الطرف الفلسطيبني مصرا على ان يبقى ( اطرافا ) وما دامت هذه الاطراف مصرة على التناحر - او في الاقل التنابذ. الاحتلال حقق الكثير خلال عام ونيف. وعلى حساب الحق الفلسطيني والوحدة الوطنية الفلسطينية - وقد دخل من ثغرات عدة احدثتها الاطراف الفلسطينية في جدار وحدتها. عليه هذه فرصة لكي يعيد الطرف الفلسطيني تقويم المسار - ولست اقول الاطراف الفلسطينية لأنني انطلق من انها جميعا اما خاسرة واما رابحة - وفي الحال الراهنة انها جميعا خاسرة - وفي مقدمة الاطراف الخاسرة ، حركتا فتح وحماس - وبالطبع الخاسر الاكبر هو شعبنا في الضفة وفي القطاع - وكل شعبنا في الشتات. ما العمل ؟ العمل هو اعادة نظر - وقفة واعادة نظر تنطلق من دراسة ماحدث ومن امكانية ما يحدث ان استمر الوضع على ماهو عليه . فرصة الحوارات التي تجريها القاهرة مع الفصائل الفلسطينية يجب ان تلتقط بقوة - في هذه المرحلة - فرصة التحقق من ضرورة استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية - ومن مراجعة ناقدة لكل المسار الذي حدث منذ عامين . وذا كله لايمكن ان يكون مجديا او ناحجا الا حين يتخلى الفصيل عن الخندق الفصائلي وينتقل آليا الى خندق الوطن - القضية - الشعب . . هذا الخندق هو الاصل وهو الاساس . واذا ما غادرت الفصائل الخنادق الفصائلية الضيقة فانها تكون امام مساحة رحبة وامام فرصة اوسع وفي حضن ابقى وادفأ. ومن هنا نقول أن القراءة الراهنة للبدائل والاحتمالات يمكن ان تجعل الحوار الوطني الفلسطيني الملاذ الوحيد لاستعادة المبادرة - ولمواجهة المرحلة المقبلة - ان من زاوية المفاوضات او من زاوية المقاومة المسلحة او من زاوية التحديات الاخرى - ومنها نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. على القيادات الفلسطينية التقاط هذه السانحة - والدخول في عملية مراجعة تكون القسوة فيها مع النفس الوسيلة الاكيدة للعثور على الافضل والسير في درب الوصول الى حقوق الشعب والوطن - حقوق العرب كلهم في فلسطينهم. اما ان سدر كل في غية - فالنتيجة وبال عليه وعلى سواه .. سيكون الخاسر ، والقضية ستكون الخاسرة ، والفصيل الخاسر هوالمسؤول عن مأزق الخسارة ، وفي هذا سيكون الجميع في الزورق ذاته. ولسنا نتمنى ان يكون أي من الفصائل في موقع المساءلة غدا امام الشعب والامة والتاريخ. عن صحيفة الوطن العمانية 23/9/2008