ما أسعد الفلول اليوم وهى ترى الكوارث تلم بمصرنا الحبيبة يوما بعد يوم..وكيف لا تغمرهم السعادة..وهم يتمنون خراب هذه البلاد ومقتل أبناؤه ليثبتوا لأنفسهم بان ثورة يناير لم تجعل من مصر الجنة المنشودة كما زعم الثوار والقائمين على الحكم الآن. أن القلب ليعتصر ألما وكمدا وحزنا على رحيل طيور الجنة هؤلاء الآمنين الهائمين الذي أنهى قطار الموت أعمارهم البريئة فى لحظة..وجعلهم قطعا صغيرا متناثرة. يا لقسوة هذا القطار الذى لم يرحم البراءة والطفولة والأمل..ويا لشراسة القضبان الذى لم يدمع الا دما. قلبى مع ذوى هؤلاء الضحايا الذين ماتوا اليوم كما ماتت فلذات أكبادهم..ولكنهم أحياء.. ليبقوا شهودا على بشاعة الحدث وجبروته وإهماله واستهتاره بالبشر الذين يموتون على حين غرة ولم يقترفوا ذنبا فى حياتهم. لا يمكننا أن نوصف الحدث بالكلمات أو بالدموع والآهات..لكننا نستطيع أن نوجه اللوم والعتاب والمسؤولية الواضحة للدكتور محمد مرسى..فدماء هؤلاء الأطفال فى رقبته لا شك. إن أداء مرسى المرتعش لن نجنى منه إلا مزيدا من الإهمال والقتلى والفقر والضياع..وما قمنا بثورة مات فيها شهداء..حتى نموت فى اليوم ألف مرة. فالنظام السابق مازال يحكم بكل ما أوتى من قوة..فكل مرافق الدولة الفاسدة مازالت كما هى لم تتغير..فنحن أسقطنا الدولة وبقى نظام مبارك كما هو. فالثورة يا سادة معناها البسيط الواضح هو الهدم ثم البناء..لكننا حتى الآن وبعد مرور عامين لم نهدم ولم نبنى..فأصبحنا أضحوكة الثورات..ولو كان لى أن اقفز على بيتا للمتنبى لقلت يا ثورة ضحكت من فشلها الأمم. نعم إذا كانت الثورة تقتل الأطفال وتمزقهم اربا ولا تستطيع أن تحميهم فهى ثورة فاشلة لا قيمة لها..لا حراك فيها ولا روح. فكيف لنا أن نبنى مؤسسات الدولة ونحن نبقى على المهملين والفاسدين والسارقين..وكل ما فعلته الثورة هو وضع مبارك فى مستشفى سياحى داخل مزرعة طرة..وبضع رهط من رجالة الذين لا يتجاوزا أصابع اليد الواحدة. نريد قرارات فورية وثورية تحاكم المفسدين..قرارات لا رجوع فيها..فاليد المرتعشة لا تصنع ثورة ولا تبنى مجدا. أقول للدكتور مرسى وأنا اعلم أن التركة ثقيلة وشاقة وأشفق عليه منها:"يا سيادة الرئيس لقد جربت التهاون مع المفسدين ورأيت ان هذا لم يشفع لك عندهم..جربت ألا يكون هناك قوانين استثنائية..فعملوا جاهدين على إسقاطك..أردت احتواءهم بكرم الثائرين..فلم تجد منهم إلا الخراب والدمار لمصر والمصريين..اضرب على أيدي هؤلاء بقوة ولا تخشى إلا الله. يا سيادة الرئيس:أنا لا استبعد أن يكون وراء هذه الحوادث مدبرين محترفين استغلوا حالة الإهمال الشديد فى هذه المرافق واستغلوها حتى تسقط أنت وتسقط مصر. فنحن فى حرب معروف أطرافها..ثوار وفلول..مخلصين وخونة..مصريين وعملاء..فلا تسنح لهم بالإجهاز علينا..ولا تجعل يدك مرتعشة فتسقط ونسقط جميعا. [email protected]