الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ؛ فبعد مناقشات بين مشايخ الجبهة السلفية , ومناصحات من عموم مشايخنا الكرام , رأينا أنه يجب علينا بيان ما يلي : 1_ إن تنصيب البطريرك يحمل شقين : أحدهما : ديني يتعلق باعتقادات أهل ملته فيه . وهذا لا يعتقده ولا يرضاه مسلم لمخالفته لديننا , كما هو واضح , وبالتالي لا كلام عن التهنئة به . والآخر : دنيوي يتعلق بترتيب أحوالهم . وهذا نحن نقرهم عليه , بل ساعدهم عليه عمرو بن العاص –رضي الله عنه- , فالتهنئة به ليست بأكبر من المساعدة عليه . وبالتالي فلم نر مانعاً شرعياً جازماً يمنعنا من مثل هذه التهنئة . 2_ واشتمال الشق العادي على معنى ديني , لا يجعله متمحضاً في المخالفة لديننا , ولهذا فغير المسلمين يهنَأون في الزواج – وإن كان على شرعهم- , كما يهنَأون على المولود – وإن كان زيادة في عدد غير المسلمين - , وهكذا .. 3_ لكننا لم نعتمد على ما ذكرنا من تفصيل وفقط , بل علقنا التهنئة على أعمال صالحة مشروعة فيها من دفع المظالم والمفاسد عن الأمة وأبنائها الشيء الكثير . وغير المسلم إن أحسن يُقَر ويُشكَر ويُهنَأ , وهذا الوجه لا خلاف عليه بين المسلمين , بل بين العقلاء . 4_ أما بالنسبة لقبول دعوتهم – والتي لم تصلنا رسمياً – لحضور حفل التنصيب , فهذا يشمل أشياء لا حرج فيها : كدخول الكنائس لمصلحة راجحة , بالإضافة لما ذكرنا من وجوه للتهنئة , وهي داخلة في الحضور بطبيعة الحال . لكنه يشمل ما فيه الحرج : من حضور شعائر تتعلق باعتقاداتهم , بما لا ندين به كمسلمين , ولا يجوز لنا شهوده . 5_ وعليه , فإننا نعتذر عن قبول هذه الدعوة , لما يشمله ذلك مما لا نستجيزه . وهذا هو موقفنا الرسمي الذي نتبناه , ونعلنه لجماهير أمتنا . مع حرصنا على كل ما يقيم العدل ويشيع الالتئام وينهض بالأمة . والله يقول الحق وهو يهدي السبيل