ظواهر الفيس بوك كثيرة لا تحصى .. فالمجتمع الافتراضي واللقاءات الإلكترونية . والتعارف فيه يملي نوعا خاصا من العلاقات التي توصف بانها علاقات عجيبة جدا !! على الفيس بوك علاقات وهمية في عالم افتراضي قد تتحول إلى حقائق لكنها تعود لتفشل لأنها من البدء بنيت على الباطل .. وإذا صحّت البدايات صحّت النهايات !! تبدأ العلاقة بالمعتاد دائما : طلب صداقة وقبول . فإن لم يكن فلايك (( إعجاب )) وتعليق على منشورات الشخص المراد الإيقاع به .. والإعجابات والتعليقات تكون لافتة بشكل ظاهر لصاحب المنشور كانه نداء له. ثم بعض التعليقات التي عادة ما ترتدي عباءة الدين ولباس الأخلاق . ثم رسائل قصيرة وصغيرة أولها : حضرتك للرجل .. وحضرتك للست . ومن بعدها تتوالى الرسائل والأسئلة والمكالمات الليلية . ويعمد الكثير من الرجال والنساء إلى افتعال مشاكل ليس لها من وجود لتقص على الطرف الآخر وهكذا تطول مدة المحادثة .... ومن ثم يسقط التكليف . ولا تستطيع المرأة ولا الرجل الصبر على الطرف الآخر حتى تكون النهاية الحقيقية للعلاقة بكلمة : عاوز أتكلم بصراحة بس تتحمليني !! أو : أنا بقالي يومين بافكر في حاجة وخايفة منك بجد .. مش عاوزة أخسرك .. أرجوك تفهمني صح . أو : مش عارف ليه بقيت مش قادر .... أول ما ادخل هنا أدور عليكي .. واشوف انت هنا ولا لا .... ياااااااااه . وكلام الأفلام العربي !! وينفتح الباب على مصراعيه : أرقام الهواتف المتبادلة .... الصور ... وهاخطبك والله !! ثم تكون الخاتمة المريرة بحظر الشخص ... وطبعا يكون الفيس بوك كله قد عرف بالقصة التي دارت !!! إذن لماذا فشلت العلاقة الفيسبوكية ؟ ولماذا تفشل غالبا ولا تنجح ؟؟ أولا : علاقات الفيس بوك علاقات وهمية في عالم افتراضي .. وللأسف ان الكثير من هذه العلاقات مغلف بالكذب . ويعمد معظم مرتادي الفيس بوك إلى جمع العبارات والجمل والصور التي تظهرهم بشكل يخالف طبيعتهم كثيرا .... فترى تدينا يفوق الوصف من خلال المنشورات والصور المعروضة وهي عادة منقولة ومقتبسة وربما مسروقة من مجموعات أو منتديات ... ثم ينهار التدين على صخرة الحب .. وتنتحر الأخلاق على مقصلة الهوى . فلا مشاكل في كل شيء حين يبوح الطرفان لبعضهما بالحب وإرادة الزواج !! هي ظنته محاربا من قوة منشوراته التي ينادي فيها : واإسلاماه ... أين أنتم ياعرب ؟؟!! ... الرجولة في زمن النسوان !! أو بتعليقه المقتبس من صفحة صديقه الذي ملأ الحائط سخرية . وهو : ظنها جميلة كعباراتها ... وحسب أخلاقها كمنشوراتها ... وحسنها كجمال بروفايلها المزين بصور منقولة من مجلات أزياء المحجبات !! ولأنهما يكتشفان الحقيقة الصادمة فهي الواقعة في النهاية !! فهي ليست جميلة !! وهو ليس وسيما ولا شجاعا ولا غنيا !! وهي وهو لا يملكان إلّا بروفايل . والحقيقة مريرة وأصعب منها التعامل معها .. وهنا يكون الحظر والهروب أو الدخول بحساب جديد جدا !! والعجيب أن كليهما يعاود التجربة مع شخص آخر ا!! ثانيا : الفيس بوك مليء بالأشرار الذين يريدون تضييع الوقت .. وربما الساقطات اللواتي يردن بغاء أخلاقيا محدودا وهذه العلاقات منتشرة جدا قد تصل إلى درجة الابتزاز من البعض في عدة أحوال حين يحصل على مبتغاه من صور أو رسائل . وقد تكون علاقة قضاء شهوة في وقت محدود .. ويمكن أن يكون للذكر رفيقات .. وللأنثى رفقاء .. فلا يكتفى بواحد فقط في معظم الأحوال . وقد يكونا زوجا أو زوجة في مشاكل أسرية يريدان علاقة سيئة ومشبوهة منذ البداية لفشلهما أو تعثرهما في حياتهما الزوجية . وربما تكون هي محتاجة لعروس (( والزوج عروس عند أهل اللغة ولا أدري لماذا يجر فيقال العريس ؟؟!!)) فتعمد إلى اصطياد الرجل أيا كانت حالتها : أرمل ... عانس .. مطلقة !! وهذه العلاقات علاقت لحظية وإلى نهاية مؤكدة لأنها في الأصل غير مشروعة وغير مأمونة العواقب . ثالثا : معظم مرتادو الفيس يريدون تضييع الوقت وهذا كله سبب رئيسي وأساسي في انتهاء العلاقات لأنها ليست جدية بالمرة ن بل هي لمجرد التسلية فقط . رابعا : الكذب عاقبته الفشل (( وإن الرجل ليكذب ويتحرّى الكذب حتّى يكتب عند الله كذّابا )) وكذلك المرأة التي تكذب وكلاهما ملأ الفيس كذبا !! خامسا : كلا الطرفين لم يشعر برقابة الله عليه ولا تذكره (( ألم يعلم بأن الله يرى )) (( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) . والعلاقات التي لا تقوم على التقوى من الأساس هي علاقات مصيرها الفشل الحتمي (( أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم )) ... وهذا معلوم بالضرورة إذ ان الجزاء من جنس العمل ... فتنهي العلاقة بسبب الكذب وتجاهل رقابة الله تعالى . بقي أن نحذر الجميع من علاقات أخرى تقوم على الفاحشة والمعصية وهذه علاقات صريحة منذ البداية حولت الفيس بوك إلى ماخور متجول . وللحديث بقية .