بمجرد دخولك للصفحة الرئيسية الخاصة بك بالفيسبوك إلا وتجد على إحدى الأجناب يميناً كان أو يساراً حسب اللغة المستخدمة لديك ، كماً من الإقتراحات بإضافة أصدقاء جدد من الساسة و المشاهير أو أصدقاء لأصدقائك الحاليين ، وليس هذا الأمر بالسئ فى حد ذاته ، ولكن السئ فى الأمر أن غالب تلك الإقتراحات يكون للعرايا والمبتذلات ، لأن صفحاتهن الأكثر زيارة وتفاعل من بين المستخدمين ، بالإضافة لإمتلاكهن لأكبر قدر من المشتركين . ومن الملاحظ إقبال وتسارع الشباب والمراهقين و كبار السن الذين يمرون بمرحلة مراهقة متأخرة ،على أمثال تلك الساقطات العرايا وشبه العرايا المتساهلات ، من الجنسيات المختلفة منها الأجنبية أو العربيات أوحسابات لمصريات فالكل فى ذلك سواء ، فصفحاتهن فى الحقيقة بها قدر كبير من التعرى و الإباحية مما يدعو للغثيان ويبعث على النفور والإشمئزاز. وتتفن تلك النسوة فى إبراز مفاتن الجسم لتغرى بها فريستها فيقع فى شباكها غير مأسوفاً عليه ، أو لتنشر الرذيله والفحش فى المجتمعات المحافظة ولدى العامة والملتزمين أيضاً من الرجال فالأمر لا يسلم ، فتفسد عليهم دينهم ونقاء قلوبهم وتحجب عنهم حمرة الخجل التى تشرق على وجناتهم من شدة حيائهم ، لتحل محلها نظرات الرغبة والتفحش والجرأة على المحرمات. تلك النساء مجرمات فى حق المجتمع وفى حق كل أسرة محافظة ، ولا يمكن لأحد أن يبرئهم من جريمتهم تلك، أو يجد لهن عذراً يبرر به موقفهم ، أو يزعم بأنهن كن حسنات النية فيما يفعلن. أتفهم أن تنشر بعض النسوة صورهن بين أصدقائهن الثقات المعروفين لها فى الحقيقة أو من الأقارب على سبيل التواصل والمشاركة ، أو حتى على بريدهن الألكترونى وبرامج الشات المضاف عليها المقربون منها من أقربائها ، فهذا يضمن سلامة الصدر وحفظ الأعرض و الإبقاء على المجتمع نقياً عفيفاً من خلال الوقوف عند تلك المحرمات وعدم تجاوزها.
ولكن الحاصل و الذى استقبحه واعده جرماً فى حق المجتمع ، ويقدح فى عفة الرجل وحياؤه أن يقبل هؤلاء الرجال على أضافة امرأة لعوب أوعارية وشبه عاريه ، بل وأعتبره مداناً أيضاً وليس بالبرئ ، لأنه يعلم تماماً علم اليقين ومنذ البداية وقبل أن يقوم بأضافتها ومن خلال صورهن الشخصية وما تنشره تلك النساء على صفحاتهن من صور خليعه ومبتذله ما هى عليه. فنجد مثلا إحداهن تنشر صورها وهى على الشاطئ ب (المايوه – والكاش مايوه) ، و الأخرى تنشر صوراً لجمال عيونها الكحيلة ، ونظرتها الساحرة التى تزهوا عند استيقاظها من النوم ، وروعة إبتسامتها التى إرتَسمت على ثغرها وكأن الموناليزا قد أطلت على الحاضرين من شرفتها الأن ، ورشاقة القد وتناسق القوام وكأن النساء قد عجزن على أنجاب مثلهن .. والكثير .. والكثير الذى لا يعد ... فيتسارع فيهن مرضى القلوب السفهاء والطائشين الهوائيين الاهثين وراء الفتنة والرغبه فى اكتشاف الجنس الآخر وإشباع غريزتهم الوحشية المحرمة إلا على حلائلهم ، بالنظر والتعليق على صورهن واغداقهن بالكلام المعسول والغزل المحرم ، أو التعليق بالألفاظ الفاحشة والفجور فى وصف مفاتنهن.
تلك النساء قد جعلن من أنفسهن سلعة رخيصة ، وباتت وكأنها جارية منعدمة الحياء تباع فى سوق الجوارى بأبخس الأثمان ، فأصبحت كلأ مباح لكل من هب ودب يمكنه رؤية جسدها وصورها العارية ، فهى فى سعى دائم للحصول على أكبر قدر من الأصدقاء والمشتركين الأغراب وما أكثرهم ، فتنهمر التعليقات كالسيل على ما تنشره من صور بما لذ وطاب من الكلام المنمق والعفوى وكلاً حسب قاموسة وثقافتة الغزلية ، وأنها قطعة لحم مكشوفه وليس لها صاحب يتصارع عليها المتصارعين فى حلبة للمصارعة أو فى سباق رالى الدراجات يخشى أن يفوز أحداً على الأخر، فيسارع أحدهم بالضغط على ذر ( أعجبنى ) أولاً قبل أن يسبقه الى ذلك غيره ، ويبادرهذا بوضع رقم هاتفه ويطلب منها أن تتصل به وتحدثه ، وذاك يطلبها للزواج .... مهازل قدر تراها ونراها جميعاً من خلال أستخدامنا للفيسبوك والشبكات الأجتماعية .. ومن الجانب النفسى أرى أن تلك النساء المحبات للتعرى ونشر الفاحشة ، فوق أنهم فاسدى الخلق الا أنهن قد يعانيين من عقدة نقصد شديدة جدا ، حملتهن على تلك الأفعال ، لكى تنال أعجاب الرجال وتلفت نظرهم ، لتشبع رغبه ما بداخلها تشعرها بسعاده وهميه مؤقته ، وبأنها مازلت مرغوبة ومطلوبة من الجنس الآخر. ويشاطر فصيل التعرى فى الإفساد و الإيقاع بالرجال فصيل آخر من النساء لا يختلف عن قرينه السابق ذكره .. إلا وهو فصيل المرأة اللعوب. وهذا الصنف لا يشترط فيه التعرى ، وأن كان بعضهن يستخدمن التعرى أيضا كوسيلة لخدمة أغراضهن واغراء الرجال ولكن ليس السائد لديهن ذلك ، فتواجدهن الدائم يكون على صفحات الشباب والرجال ، ومع كل خبر أو صورة أو رأى يقوم بنشره على صفحته إلا وتجد لها تعليق عليه أو أعجاب ، قد يبدو تعليقها محترماً ويظهر بالغ الإهتمام بسياق الموضوع لكى تكتسب ثقة الرجل وتنول احترامه، فتكثر من الأسئلة المطروحة عليه وتتصيد الفرص لتفتح معه مجالاً للحوار فى العام وفى الخاص ، فتحاول تحدثه كل يوم و تتقرب إليه ومن تفاصيل حياته اليومية فيتعود على وجودها ويطمئن لها ويبوح بأسراره فتحاول إحتوائه ، ولا مانع وقتها من أن تنشر بعض من صورها العاريه بعض الشئ والتى تركز على مفاتنها وسحرعيونها الخلاب ، رغبتاً فى فتنته. هذا النموذج من النساء أشد خطراً وأكثر ضرراً من العاريات لأن العاريات أمرهن واضح عياناً للجميع من خلال صورهن فمن أختار صداقتهن يعلم جيداً أن هن مبتذلات ، أما ذاك الصنف يقومن بالتخفى والتستر ليخدعن الجميع سواء رجال أو من قرنائهن من النساء فيظهرون على قدراً من الإحترام وقد نجد منهم المتبرجات و المحجبات وحتى المنتقبات . إلا أن الرجل السوى المتزن قد يكشف حقيقتهن ويتجلى له الأمر من خلال تعاملاتهن معه ، ويمتلك القدرة على التمييز بين ذات الخلق العالى المحترم حقاً وبين المتصنعة للإلتزام والإحترام . ولقد لاحظت أن تلك النساء على قدر كبير من الخبرة التى تتيح لهن التلاعب بمشاعر الرجال و وتعلم جيداً أين مكمن ضعفهم وقوتهم ، ومن الملاحظ أيضا أن أغلبهن من المطلقات والأرامل والمسنات المتصابيات، أو بعض الزوجات إلاتى تمتلأ حياتهن بالمشاكل الأسرية ويغيب الحوار والتفاهم مع زوجها ، فتلجأ لرجل آخر يشعرها بالحنان وتستعيض به عن الفراغ العاطفى الذى تعانيه ، إلى جانب بعض الفتيات المراهقات والشابات الأكبر منهن سناً بأختلاف أعمارهن ، والذى قد يدفعهم ضغط المجتمع وصعوبة فرص الزواج بأن يبحثو بأنفسهم عن زوج المستقبل.. ولكن بالأسلوب الخاطئ الذى يقلل من قدرهن ويكسر قلوبهن ويهين كرامتهن .. فلو تعلم هذه أو تلك أن الزواج رزق من الله سبحانه وتعالى يساق اليها كما المال والبنون رزق ، وقد يأتى نصيبها فى الوقت المقدر لها ، فيبعث الله حلالها من يدق بابها ويطلب يدها ، ويأتى البيوت من أبوابها وليس ظهورها ، لتكمل معه حياتها فيطمئن قلبها ويهدئ بالها .. فلو أَيقنْت ما يدبره الله لها لندمت على ما فعلت من عبث وتلاعب بمشاعر غيرها. وعلى ذكر تلك النماذج حكى لى أحد الأخوة الطيبين موقفأ مشابهاً حدث له عبر شبكة الفيسبوك ، حيث كان من ضمن اهتماماته كتابة الشعر والأزجال ، التى تعود على نشرها عبر صفحتة الشخصية ، فتعرفت عليه أحداهن وأضافته للأصدقاء ، وبنفس السيناريو للمرأة اللعوب الذى ذكرته سابقاً ، بدأت بالتعليق على كل ما يكتبه وزادت من الإهتمام به ومحادثته يومياً، وسؤاله عن أى شئ ، وراحت تغالى فى مدحه ومدح أفعاله وأقواله وتبالغ فى إطراء ما لديه من موهبه ( فالرجل بطبعة يحب التقدير و يحب سماع كلمات المدح والثناء وأن يستشعر بأن الطرف الآخر معجب به)، فتعلق وتأثر بها وتعود على وجودها ، وطلب منها فى إحدى الأيام أن تحدد له موعداً مع والدها ليتقدم لخطبتها ، ولكنها تهربت من تحديد الموعد ، حتى اكتشف خداعها وكذبها عليه بطريقه ما وعلم بأنها فى الأربعينات من عمرها وهو لا يزال فى بداية الثلاثينات ، والطامة الكبرى أنها كانت متزوجة ولديها أبناء فى سن المراهقة ، الأمر الذى لم يردعها عن فعلها المشين هذا والتلاعب بمشاعره وخيانة زوجها وأهمالها لأبنائها ، فتركها على الفور وقطع أى صله بها إلا أنها ظلت تلاحقه وتراسله كثيرا ، وتخبره أنها تريد الانفصال عن زوجها والزواج منه ، فرفض وأبى إلا أن يستمر فى هذا فابتعد. وفى الحقيقة قد يتأثربعضهم بالفعل من ذوى القلوب المريضة و ضعاف النفوس و السذج الغير ناضجين ، فينوى الارتباط بإحداهن ، ويغيب عنه المعايير المثلى ويعجزعن الأختيار السوى لشريكة الحياة فيفقد قدرته على التمييز بين الصواب والخطأ ، وإلا كيف يقدم على الزواج من أمثال تلك المرأة التى تنشر صورها العاريه على الملأ ليراها هذا ويغازلها ذاك ؟؟ .. وكيف يأمن بأن تكون أماً لأولادة تنشأهم على أخلاقها وسلوكياتها المنحرفة ... فهل هذه هى القدوة الحسنة والمثل الأعلى للأبناء ؟؟ ومن شدة فتنته وغياب وعيه وعدم تقديره لخطورة الأمور ، قد يوهم المسكين نفسه ليخدرعقله الذى يرفض ذلك فى باطنه ، بأنها ربما تلتزم ولعل الله يهديها ويصلح حالها فيما بعد .. ويااا للعجب يبنى حياته الزوجية والأسرية على ممكن ولعل .. !!!
الشاهد من الأمر أن ما يحدث فى عالم يعد وهمياً كالفيسبوك لا يمكن أهماله أو التقليل من شأنه ، بل يجب دق جرس الأنذار لتحذير منه ، فهو إنعكاس لأخلاقيات وسلوكيات حقيقية تحدث على أرض الواقع فعلياً. ولا شك أن شبكة تواصل كالفيسبوك قد ساعدت وسهلت كثيراً فى ظهور تلك الأفعال بهذا الشكل الفج والفاضح ، الذى يؤثر بدورة على الأسرة وصلاح المجتمع أو فساده ، وقد يخرب بيوتاً ويعمرها .. فالانتباه والحذر يرحمكم الله . ألتزمو بأخلاقيات دينكم ، وهدى نبيكم ، وقيم مجتمعكم .. ويكفينا ما افسدوه من قبل من نشر للرزيله وتفشى الفساد والفحش .. وليكن كلاً منا رقيباً على نفسه ..ولترعوا بيوتكم وأسركم .. ولتحفظو على عفتكم وعفت نسائكم. فنحن نريد مجتمعاً سوياً متحضراً علمياً وخلقياً .. ملحوظة : ( مثلما توجد المرأة اللعوب صائدة الرجال ، يوجد أيضا الرجل العابث صائد النساء وهو لا يقل بشاعه عن النسخة النسائية ، فالأمر متساوى بين الطرفين ومن يقدم على ذلك فهو عنصر فاسد فى المجتمع وجب تقويمه).
وأخيراً أقول : الخير والشر موجود فى كل شئ حولنا ، وكما أن هناك نماذج سيئة توجد أيضا النماذج المشرقة الحسنة والمحترمة ذات المثل والقيم الأخلاقية الراقية، فلا يحملنا رؤية السئ على أن نفقد الثقة دائما فى أى شئ نافع يستجد ويطرئ على مجتمعنا ، فواجب علينا مراعات أدابه العامة والحرص على استخدامه الاستخدام الأمثل بما يوافق ديننا وقيمنا المجتمعية ، إلى جانب التحذير من سلبياته ومحاولة تلافيها ..