زيارة المفتى للقدس لها مآرب أخرى - غير الصلاة هناك - ليس فيها مأربا واحدا إيجابيا..بل هى مآرب ليست بعيدة عن الوضع الراهن فى مصر وتشتيت أفكار المصريين لتحويلها إلى قبلة غير صحيحة ففى الوقت الذى تعد فيه العدة للانقضاض على ثورة مصر نجد أكبر شخصية دينية إسلامية بعد شيخ الأزهر تحج إلى المسجد الأقصى فى مخالفة صريحة للإجماع الوطنى الذى يحرم مثل تلك الزيارات المشبوهة التى لا تخدم إلا العدو الصهيونى،وإذا كان فضيلة المفتى قد أفتى لنفسه باعتباره هو صاحب الفتوى فى مصرففتواه ما هى إلا بمثابة طريقة البيع الباطلة التى قام بها أحد وزراء نظام مبارك حيث كان يبيع الأرض لنفسه بثمن بخس وكوّن ثروة من الحرام،فقط لأنه وزير يبيع ويشترى فى أملاك المصريين دون أن يحاسبه أحد،والأمر لا يختلف كثيرا ففضيلة المفتى جلس مع نفسه وأصدر لنفسه فتوى تجيز له زيارة القدس ضاربا بعرض الحائط أراء الغالبية العظمى من الشعب المصرى بما فيهم شيخ الأزهر،وهنا لا بد من أن أقول قدس الله روح البابا شنودة الثالث الذى رفض أن يحج إلى القدس بل وأصدر فرمانا شديد اللهجة لمحاسبة أى مسيحى يحج إلى القدس فالرجال مواقف،وكان الأحرى بفضيلة المفتى أن يرفع راية الجهاد من أجل تحرير القدس ليذهب إليها محررا ووقتها سنصلى جميعا خلفه أما وأن المفتى تعامل مع الفتوى بطريقة الوزير المحبوس "زهير جرانة" فهذا أمر لا يجوز السكوت عليه فحينما تعترف إحدى مؤسسات الدولة الرسمية بما يسمى بدولة إسرائيل فهذا يعنى أن مؤسسة الإفتاء فى مصر قد أعطت شيكا على بياض للصهاينة بأن دولة إسرائيل لها الحق فى اغتصاب واحتلال دولة فلسطين،هذا الموضوع لا يحب أن يترك دون محاسبة سياسية..بل وجنائية،ولا يعنى أن الشيخ "على جمعة" هو المفتى فيقوم بأى عمل يحلو له،أو ينفذ أى مخطط يتم توجيهه إليه،والغريب فى أمر "المفتى" أنه تخلى عن زيه الرسمى حتى يوحى للعامة أنه ذهب بصفة شخصية،وليس أمام المفتى الآن إلا الاستقالة والاعتذار للشعوب العربية والإسلامية الرافضة لأى تطبيع مع العدو الصهيونى فضلا عن إبعاده وفصله عن أى منصب رسمى أو شرفى فما فعله المفتى يعد جريمة كبرى فى حق المقدسات الإسلامية،ولن نقبل منك فتوى بعد اليوم يا فضيلة المفتى. أبوالمعالى فائق أحمد الأمين العام المساعد لحزب العمل [email protected]