وزيرة التضامن تفتتح فعاليات ورشة عمل لإعداد الإطار الوطني للحماية الاجتماعية    وزير الخزانة الأمريكى: واشنطن تستعد للإعلان عن الاتفاقات التجارية خلال 48 ساعة    وزير الشباب يؤكد موافقة اللجنة الأولمبية الدولية على تعديلات قانون الرياضة    الزمالك يرسل عقود شيكو بانزا لنادي استريا أمادورا البرتغالي للتوقيع النهائي    4 سنوات دراسية للثانوية ومواد إضافية.. قواعد تطبيق البكالوريا    "جامعة حلوان" تُقر تعديلات جديدة على لوائح الكليات وبرامج دراسية مستحدثة    المؤشر الرئيسي للبورصة يرتفع وحيدًا بالختام    تكليف اللواء ياسر كمال رئيسًا لمركز الفرافرة والدكتور ياسر محمود ل الداخلة    7 يوليو 2025.. ارتفاع محدود للبورصة تتجاوز به ال 33 ألف نقطة    لفظ "الرقاصة" يثر جدلًا بالجلسة العامة ل"النواب".. وجبالي يحذف    سوريا تواصل مكافحة حريق ريف اللاذقية الشمالي    إندونيسيا: مطار بالي يعلن إلغاء 24 رحلة جوية إثر ثوران بركاني    تركيا: اختناق 8 جنود بغاز الميثان في شمال العراق    الأمم المتحدة: تم ترحيل 450 ألف أفغاني من إيران منذ بداية يونيو    الهلال يتوصل لإتفاق مع ميلان لضم ثيو هيرنانديز    منطقة جنوب سيناء الأزهرية تعلن ضوابط القبول برياض الأطفال والابتدائي    5 طلبات ترشح ل انتخابات مجلس الشيوخ في الوادي الجديد حتى الآن    الكشف الطبي والقياسات.. بيراميدز يعلن موعد بدء الاستعدادات للموسم الجديد    "عشت لحظات رائعة في الزمالك".. أوناجم يعلق على عودته للدوري المصري    "كانت بيننا منافسة قوية".. لويس دياز يعلق على وفاة ديوجو جوتا    7 ميداليات.. حصيلة الفراعنة ببطولة إفريقيا للريشة الطائرة في غانا    فيفا يعلن طاقم تحكيم قبل نهائي المونديال    تعليم الوادي الجديد تعتمد جداول امتحانات الدور الثاني للصف الثالث الابتدائي 2025    فاجعة عزبة التوت.. أب يطعن ابنته حتى الموت في المنيا    الأمن الاقتصادي: تحرير 1349 قضية سرقة تيار كهربائي في يوم    "الأعلى للإعلام" يستدعي ممثل قناة "ON E" بسبب حلقة منى الشاذلي    التقديم خلال أيام.. مدرسة إيفا فارما الدولية للتكنولوجيا التطبيقية 2025- 2026 ضمن بدائل الثانوية العامة    الداخلية تكشف تفاصيل مشاجرة بين صيدلى وصاحب عقار بسبب "يافطة".. فيديو    مها الصغير تعتذر عن أزمة "سرقة اللوحات": أنا غلطت.. وما أمر به لا يبرر ما حدث    دنيا ماهر: أجمل مرحلة في حياتي هي بعد ما وصلت لسن الأربعين    ختام وإعلان جوائز المهرجان الختامي لفرق الأقاليم المسرحية 47.. والتجارب النوعية    عصام السقا بعد التفاف الجمهور للتصوير معه: محبتكم دي رزق من ربنا    "منبر الإسلام" فى ثوبها الجديد.. انطلاقة واعية مع العام الهجرى الجديد    للفوز بحب أصعب الأبراج.. 3 نصائح لجذب انتباه وإبهار برج الدلو    وفقا للحسابات الفلكية.. تعرف على موعد المولد النبوي الشريف    جراحة معقدة بمستشفى الشيخ زايد تنقذ طفلة من تشوه نادر بالعمود الفقري    رئيس الرعاية الصحية: 22 خدمة طبية جديدة بالتأمين الشامل بأسوان (فيديو وصور)    5 أطعمة تقلل نسبة الأملاح في الجسم.. احرص على تناولها    العالم يحتفل باليوم العالمي للشيوكولاتة.. من مشروب مرير لمتعة وفوائد صحية    تنسيق الجامعات 2025.. أماكن اختبارات القدرات للالتحاق بكليات التربية الفنية    صرف 100 ألف جنيه لكل متوفي بحادث الطريق الإقليمي    وزير البترول يتفقد موقع بئر بيجونا-2 الواقع بمحافظة الدقهلية    من 3 إلى 13 يوليو 2025 |مصر ضيف شرف معرض فنزويلا للكتاب    وزير التموين يشارك في مؤتمر الأونكتاد للمنافسة وحماية المستهلك بجنيف    محافظ المنوفية يوجه بتكثيف الحملات المرورية خلال غلق الطريق الإقليمي    المبعوث الأمريكي توماس باراك: ترامب التزم باحترام لبنان وتعهد بالوقوف خلفه    رئيس مجلس الدولة يستقبل مفتي الجمهورية لتهنئته بمنصبه    انتصار تشريعي.. إدراج خريجي العلوم الصحية في الكادر الطبي    إدوارد يكشف معركته مع السرطان: «كنت بضحك وأنا من جوّا منهار»    السكة الحديد: تشغيل حركة القطارات اتجاه القاهرة- الإسكندرية في الاتجاهين    بعد قليل .. مجلس النواب يناقش قانون الرياضة ..و"جبالي" يطالب كافة الأعضاء بالحضور    فيلم أحمد وأحمد يحصد 2 مليون و700 ألف جنيه في شباك تذاكر أمس الأحد    (( أصل السياسة))… بقلم : د / عمر عبد الجواد عبد العزيز    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : حالة شكر.""؟!    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : الفساد صناعة ?!    رئيس الوزراء يلتقي رئيس جمهورية الأوروجواي على هامش مشاركته في قمة بريكس بالبرازيل    انخفاض الأسمنت.. أسعار مواد البناء اليوم بالأسواق (موقع رسمي)    نشرة التوك شو| الحكومة تعلق على نظام البكالوريا وخبير يكشف أسباب الأمطار المفاجئة صيفًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العرب ومجلس الأمن
العربة قبل الحصان
نشر في العالم اليوم يوم 06 - 04 - 2005

قرار مجلس الأمن الأخير الخاص بمحاكمة بعض المسئولين السودانيين عن المذابح التي جرت في اقليم دارفور السوداني يستحق بل ويتطلب الوقوف عنده طويلا.
والقرار يطالب الحكومة السودانية بتسليم هؤلاء المسئولين لمحاكمتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية رغم أن السودان لم يوقع حتي الآن ميثاق المحكمة، تلك المحكمة التي بدأت أعمالها منذ أكثر من عام بعد أن وقع علي ميثاقها وقوانينها حوالي 140 دولة.
وأبسط وأسرع تفسير وتحليل لمجلس الأمن وقراراته هو ما دأبنا نحن علي ترديده في السنوات العشر الأخيرة أي بعد أن اصبحت الولايات المتحدة هي القطب الأوحد المهيمن بعد انفراط عقد الثنائية القطبية وتحلل الاتحاد السوفيتي والذي كان غالبا ما يستخدم حق الفيتو لنقض أي قرارات في حق العرب مثلها تفعل الولايات المتحدة مع القرارات التي تمس اسرائيل وتدينها.
ولكن هذا التفسير البسيط والسريع والذي تعودنا عليه من منطلق الاحساس بالاضطها وبالتعسير التآمري قد لا يتسق تماما مع واقع الأحداث، خاصة اذا عرفنا أن هناك في مجلس الأمن دولا أربع غير الولايات المتحدة لها حق النقض ولها خلافاتها الواضحة والعلنية مع الولايات المتحدة مثل الصين وروسيا وفرنسا بل وحتي انجلترا..
والقرار الأخير لمجلس الأمن يذكرنا بقرار سابق للمجلس أتخذ منذ أكثر من عام وايضا يتعلق بمذابج دارفور ويطلب من الحكومة السودانية التدخل الفعال لوقف هذه المذابح التي تجري علي أساس قبلي وليس علي أساس ديني حيث ان 95% من سكان دارفور من المسلمين من أصل افريقي.
ورغم قرار مجلس الأمن ورغم قرارات الاتحاد الافريقي، بل ورغم ما أعلنته أحزاب السودان الرئيسية التي تشكل ائتلاف المعارضة "الأمة والاتحادي والشيوعي" من أن هناك بالفعل أعمال ارهابية بل واجرامية تقوم بها فرق الجانجويد التي تحركها وتنظمها الحكومة السودانية والتي أدت في شهادات أحزاب المعارضة السودانية الي قتل اكثر من 150 الفاً من أهالي دارفور اضافة الي أعمال الاغتصاب وحرق القري.
رغم كل ذلك ظلت الحكومة السودانية تنفي وبشكل قاطع وجود مذابح ومجازر وظلت تردد الشعارات التقليدية في تآمر الغرب ضد الدول الإسلامية رغم أن سكان دارفور كلهم مسلمون، إلي أن اضطرت بعد الكشف والفضح الافريقي العالمي للمأساة التي حدثت في دارفور الي الاعتراف بالمشكلة بل والاعلان خلال الاسبوعين الماضيين أنها القت القبض علي 15 مسئولا سودانيا منهم قواد عسكريون ومحافظون لتورطهم في أعمال إرهابية ضد أهالي دارفور.
وما اتخذته حكومة الجهة الإسلامية التي تحكم وتتحكم في السودان طوال السنوات الخمس عشرة الماضية بجناحها المنشق وجناحها الحاكم في قضية دارفور، اتخذته في قرارات سابقة لمجلس الأمن بعد المحاولة الإرهابية الفاشلة لاغتيال الرئيس حسني مبارك في أديس أبابا والتي انطلقت من السودان التي كانت ترعي القوي الارهابية تحت شعارات إسلامية "اتخذ بن لادن والظواهري وعدداً من قيادات العمل الإرهابي من السودان قاعدة للانطلاق في التسعينيات".
كان قرار مجلس الأمن يطالب السودان بتصفية قواعد تدريب الارهابيين وتسليم المسئولين عن محاولة اغتيال الرئيس المصري كما طالب بوقف الحرب الأهلية في الجنوب التي عمقتها حكومة الجبهة الإسلامية وضرب عرض الحائط باتفاقيات سلام سالفة كانت قد ابرمت بين القوي السياسية السودانية وأهالي السودان في الجنوب..
وظلت حكومة الجبهة الإسلامية تتجاهل النداءات المحلية والتي وجهتها جهة المعارضة التي ضمت تقريبا كل القوي السياسية السودانية في الشمال والجنوب فيما عدا الاخوان المسلمين وحكومتهم الإسلامية، والنداءات العربية والدولية بما في ذلك قرارات مجلس الأمن إلي أن اضطرت خلال العامين اماضيين بعد تفاقم المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في السودان الي عقد اتفاق مع الجنوب لوقف الحرب التي استنزفت الكثير من الموارد البشرية والمادية للسودان وبشروط لم تكن مطروحة في الاتفاقيات السابقة التي ضربت بها الحكومة السودانية عرض الحائط.
وبتحليل موضوعي وانحياز الي الحقيقة والي المصالح العربية والسودانية في نفس الوقت نكتشف أن النظام الفردي والعسكري القائم والذي حول السودان في مرحلة من المراحل الي بؤرة لتدريب الارهابيين وأغرق السودان في حرب استنزاف طويلة وطارد كل القوي السياسية ذات الجذور الحقيقية في السودان هو السؤال الأول عما جري للسودان والسودانيين طوال العقد الماض علي الأقل بما في ذلك قرارات مجلس الأمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.