حول مستقبل الديموقراطية التوقعية، عثرت علي دراسة للمفكر المستقبلي جيمس داتور.. وهو يبدأ دراسته باستهلال غريب بعض الشيء فيقول "كل البشر مستقبليون، ولكن بعض الناس قد يكونون أكثر مستقبلية من الاَخرين". وهو يفسر ذلك قائلا أن جوهر الديموقراطية التوقعية كما أفهمها أن نفعل شيئا بصدد الحقيقة التي تقول أنه بينما معظم المستقبليين لا يكونون ديموقراطيين فإن الديمقراطيين وجماعات المشاركة أو المواطنين أو دعم الأصول العرقية لا يكونون شديدي الاهتمام بالمستقبليات.. هدف الديموقراطية التوقعية هو جعل الأبحاث المستقبلية و(الباحثين المستقبليين) أكثر ديموقراطية، وجعل العملية الديموقراطية و(الديموقراطيين) أكثر توجها نحو المستقبل..". 15 سنة، وثلاثة أسئلة وهو يقول إنه أمضي جانبا كبيرا من السنوات الخمس عشرة الماضية، في محاولة الوصول إلي إجابة عن: (1) ما هي أكثر المستقبلات البديلة ترجيحا؟، (2) كيف يفكر البشر المتنوعون في المستقبل القادم؟، (3) ما الذي أريد شخصيا أن تكون عليه صورة المستقبل؟. خلال هذه السنوات قمت بتعليم مناهج من الدراسات المستقبلية في المعهد التكنولوجي بفرجينيا، وفي جامعتي هاواي وتورينتو. وقد نظمت حلقات دراسية عديدة عن المستقبل للمعلمين، والإداريين، وجماعات رجال الأعمال، ومنظمات الخدمات، وغير ذلك.. وألقيت مئات المحاضرات عن المستقبل في مختلف أنحاء العالم، وعملت كمستشار في العديد من المنظمات الحكومية والاقتصادية.. وفي جميع ذلك حاولت أن أوضح كلاً من الأسئلة السابقة. إلي أن يقول "وقد يكون من المفيد أن أصف باختصار عشر نوعيات من صور المستقبل التي صادفتها خلال ذلك..". (1) ما سيكون .. سيكون المستقبل ليس من شأني، فما سيكون سيكون، فليس هناك نسق قابل للرؤية بالنسبة للتاريخ القادم أو المستقبل.. الأحداث تحدث وحسب، وكل شيء بيد الله، وليس من شأن البشر أن يعرفوا، أو يقلقوا، حول ما يأتي من الأحداث. (2) كما كان الأمر في الماضي، سيكون في المستقبل علي مدي مئات الاَلاف من السنين، وحتي ما لايزيد علي العشرة اَلاف سنة السابقة، عاش جميع البشر في بيئة تغيراتها بالغة الضاَلة، يصعب الشعور بها، بحيث كان الماضي هو الشكل المتوقع للمستقبل. ورغم أن مغامرة الزراعة، وتأسس الحضارات، غيرت هذا علي مستوي العالم، فقد بقي العديد من البشر، في أنحاء العالم، علي مدي المئات الأخيرة من السنين، علي نفس أسس حياتهم القبلية، رغم كل التهديدات الحضارية!. لهذا، فمعظمنا يقف علي بعد أجيال قليلة من تجربة المجتمعات التقليدية أو الزراعية، حيث الأنماط الاجتماعية والشخصية الأساسية تتحدد الي حدّ بعيد وفقا للأنماط الراهنة أو السابقة، وحيث كانت الأحداث الكبري أو الكوارث المتباعدة هي التي تغير مسار التاريخ. في المجتمع التقليدي، كان الذين يشغلون أنفسهم بالمستقبل لا يخرجون عن شواذ البشر، وأصحاب قدرة الجلاء البصري الخاصة. (3) اذا ما أقبل الشتاء، ألا نتوقع الربيع من بعده؟ أحد تنويعات الصورة التقليدية للمستقبل، وهو التنوع الذي يبدو قويا بصفة خاصة في المجتمعات القائمة علي الزراعة، ويحمل النظرة التي تنتشر في جميع الأديان (المتزامنة مع التحول من المجتمعات القبلية، ومجتمعات الصيد، الي المجتمعات الزراعية المستقرة)، والذي يتبني النظرة الدورية للتغيير الاجتماعي. لكل شيء موسمه ووقته، هناك وقت لوضع البذور وزمن للحصاد وزمن للضحك وزمن للبكاء. ولكي تفهم المستقبل، لا بد أن تفهم الدورات، وأن تكون قادرا علي تحديد العلاقة بين الواقع الذي تمر به، وبين القانون العام للدورات التي تحكمنا. (4) لماذا لا تصنع من نفسك شيئا؟ لكن تلك ليست هي النظرة الرسمية للمجتمع الصناعي، الذي ما زلنا نعيش فيه حاليا. نحن (متطورون)، وجوهر التطور هو أن تجد طريقة لكسر الدورة التقليدية، بشكل نهائي، وأن تنمو بلا توقف. وهذا هو معني التقدم: أن تعيش في مجتمع تصبح فيه الأشياء، كل يوم وبكل طريقة، أفضل فأفضل، والذي تعرف فيه أن الغد يمكن أن يكون أفضل من اليوم، لأن اليوم أفضل من الأمس.