يتماثل للشفاء الدكتور ممدوح البلتاجي وزير الإعلام ويعود بإذن الله إلي أرض الوطن بعد نجاح العملية البسيطة، والمركبة في ذات الوقت، وقد أتم الله شفاءه تماماً، حمداً وشكراً لله الذي أنعم عليه بالصحة وأعاده سالماً إلي موقعه ومسئوليته التي هو أهل لها وجدير بها لما يتمتع به من إمكانيات ومزايا قل أن تجتمع في شخص واحد. فهو يتابع يومه العملي والذي يبدأ من الصباح إلي آخر الليل لأكثر من ثلاثين عاماً وفي كل موقع أعتلاه، ورغم أنه ظل يعاني من صداع عنيف فانه لم يلتفت له إلي أن أنهي المهام الضرورية حتي وصل الأمر إلي درجة عدم الاحتمال. وبمجرد خروجه من غرفة الانعاش والسماح له باستخدام التليفون كان أول اتصال بمكتبه للاطمئنان ومتابعة أعماله رغم تحذيرات الأطباء من عدم الإجهاد لمدة شهر يعود خلالها تدريجياً إلي جهوده الطبيعية. للمرة الثانية يعصرك الاجهاد والتفاني في خدمة الوطن.. رفعت الدماء في شرايينك جبال من المشكلات حملت هموم الوطن معك في كل مكان وفي كل موقع، ترفعت عن كل شهوات الدنيا إلا شهوة العلم والتفاني في خدمة الوطن. إن الجهد هو أساس النجاح وبه يتحقق الأمل، ولا يختلف اثنان علي أن الطفرة العالية التي شهدتها الهيئة العامة للاستعلامات أو السياحة المصرية في وجود الدكتور البلتاجي لابد أن تكون حاصل جهد وقدرة ووعي وتجويد وقدرة علي العطاء في مجال الإعلام ثم في مجال السياحة ثم في مجال الإعلام مرة ثانية. والحقيقة هي أن الميزة الحقيقية التي يتحلي بها الدكتور البلتاجي هي قدرته علي دفع عجلة العمل إلي آفاق أرحب وغير مسبوقة وفق استراتيجية واضحة قادرة علي التعامل مع الواقع بفاعلية وكفاءة بما يحقق أكبر قدر من الاستفادة ناهيك عن الطهارة والقدرة علي القيادة والإنجاز والابتكار، والأهم وجود فكر متحضر يوازن بين التنمية والتحديث وبين مصلحة القاعدة العريضة. ولقد شهد قطاع السياحة في وجود البلتاجي انجازات ملموسة وهو علي عكس غيره من القطاعات مؤهل لتحقيق إنجازات أكبر واجتذاب سياح أكثر رغم مجموعة من الظروف الصعبة مثل الحروب في المنطقة، والإرهاب وتغيير العملات في العالم كله. رغم هذه الظروف الصعبة وصل البلتاجي بالسياحة المصرية إلي آفاق بعيدة ووصل بها من 2.2 مليون سائح إلي 7 ملايين سائح بدخل قومي ارتفع من 332.1 مليار دولار إلي 583.4 مليار دولار في 2003. لقد علمنا قيمة الوطنية وأن تصبح أعمالنا بعدنا جميعاً جديرة باحترام واهتمام الأحفاد وكيف يغنينا العمل عن اكتناز الثروات ويغنينا الرضا عن كل مكتسبات الدنيا الزائلة. ان من يعرف الدكتور ممدوح البلتاجي يعرف حقاً أنه أحد حراس مصر النبلاء الذين نسعد بأننا عرفناهم وصادقناهم يؤمنون مثله بأن البناء أهم من اكتناز الثروات وأن الفقر والغني ليسا المحك وإنما العلم والعلم وحده. إن أهم ما يميز هذا الرجل هو حماس المشاركة وتفهم أهمية التطوير والاهتمام الحقيقي بأرزاق ومستقبل الناس وأن احتياجهم إلي المعرفة هو طريقهم إلي النجاح. إن أهم مبادئ الدكتور ممدوح البلتاجي هو الإيمان بأن العمل الجماعي هو أساس الارتقاء. ألم أقل لكم إن هناك من يعشقون أكثر أن يكونوا رمزاً وطنياً للأمة وأن يفخر أحفاده بما أنجزه!! نحن في انتظارك لتصل إلي موقعك وتواصل الجهود من أجل رفع شأن الإعلام.. تعلم مدي صلابة الإرادة لديك وكره الاستسلام فان روح المقاتل داخلك أقوي من محن الدنيا.