الموانئ المصرية تحتاج إلي وقفة وحركة تطوير كبيرة لتواكب كل جديد في شحن واستقبال السلع وقصر مدة إجراءات التخليص الجمركي للبضائع والقضاء علي الروتين. رجال الأعمال طالبوا بتطوير الموانئ المصرية لتستوعب التطورات العالمية الحديثة في مجالات الاستيراد والتصدير وأكدوا انه علي سبيل المثال بتحديث أفران إعدام السلع الفاسدة وتوحيد الرسوم الجمركية والقضاء علي التعقديرات الجزافية للسلع. وطالبوا أيضا بالشفافية في إجراء التخليص الجمركي. وإذا كان المركز الجمركي الضريبي والموانئ الجافة يعدان من ملامح تطوير الموانئ المصرية إلا أن حداثة عهدهما وكونهما في طور التكوين وعدم استفادة رجال الأعمال منهما استفادة كاملة يجعلهما من ملامح التطوير المنقوص للموانئ المصرية التي تحتاج إلي عصا سحرية لتطويرها. ومن جانبه يري صلاح عفيفي نائب رئيس ميناء الدخيلة ضرورة تطوير الموانئ المصرية ولكن قبل كل ذلك الشفافية والصدق من جانب المتعاملين في الاستيراد والتصدير وعدم اغفال حق الدولة في الرسوم الجمركية مشيرا إلي أن هيئة الجمارك تقدم جميع التسهيلات في التخليص الجمركي لكن المهم هو شفافية وصدق هؤلاء المتعاملين. ويضيف أنه بالنسبة للسلع المنتهية الصلاحية فإن هيئة الرقابة علي الصادرات والواردات تختبر هذه السلع تحت إشراف خبراء وعلماء كبار وتأمر بإعدام السلع الفاسدة أو المنتهية الصلاحية لكن اعدام هذه السلع عن طريق احدي شركات القطاع الخاص المتخصصة عن طريق تأجير فرن منها لأن ميناء الدخيلة وحتي ميناء الاسكندرية لا يوجد بهما فرن متطور لاعدام السلع المنتهية الصلاحية ومن المفترض أن يتم اعدام السلع داخل الميناء وليس خارجه كما يحدث حاليا بالنسبة للمخلصين الجمركين والكلام لصلاح عفيفي - يجب زيادة تعليمهم وتدريبهم مع هذا حدث مؤخرا فقط من خلال تخريج دفعات من معاهد التخليص الجمركي مشيرا إلي ضرورة حصول المخلص الجمركي علي مؤهلات عليا وأن تكون لديه دراية كافية وخبرة بالقواعد الجمركية. وأضاف أنه بالنسبة لتطوير الموانئ أيضا فلاشك أنها تحتاج لمزيد من التطوير باستيراد الآلات والمعدات الحديثة بالنسبة للنقل وافران اعدام السلع التالفة وكذلك معدات التخزين. التطوير ورغم كل ما يقال عن تطوير الموانئ المصرية الا ان رجال الاعمال يشكون من عدة مشكلات في الموانئ ويطالب مصطفي الشيخ رجل أعمال ورئيس شركة "شمك" للاستيراد والتصدير بسرعة التخليص الجمركي واحتساب الرسوم علي اساس من المساواة والتوحيد مشيرا الي ان الرسوم الجمركية يتم تقديرها جزافيا وهناك تفرقة بين سلع مستوردة من اندونيسا مثلا ومثيلتها من ماليزيا وهو ما يضع رجال الأعمال في ارتباك علاوة علي ان تخزين البضائع غير جيد في الموانئ كما ان المستورد يضطر لدفع رسوم عالية في حالة استيراده لسلع رخيصة السعر او لانه استورد بتسيهلات من الموردين وهو مايقلل فرص ربحيته ورفع اسعار السلع التي يتحملها المستهلك في النهاية. ويضيف أن النظم الدولية والاتفاقيات الدولية مثل "الجات" لا يتم تطبيقها تماما عند احتساب الرسوم الجمركية داخل الموانئ اضافة الي الروتين الطويل داخل الموانئ والمطالبة بشهادة المنشأ من السفارات والقنصليات مما يضيع الوقت والجهد مشيرا الي ان المركز النموذجي للتخليص الجمركي والذي انشأته وزارة المالية مؤخرا لا يخدم كل رجال الاعمال ولكنه يخدم الشركات العملاقة فقط وعدداً محدود من رجال الاعمال. إجراءات معقدة ويشكو موسي الشريف رجل اعمال ورئيس شركة "ايتاس" للاستيراد والتصدير والنقل السياحي من طول الاجراءات داخل الموانئ والروتين الطويل من الاوراق ويضرب مثالا علي ميناء الاسكندرية ويقوم رجل الاعمال بتخليص اوراقه من موقع الميناء بحي الجمرك ثم يذهب لميناء الدخيلة في مسافة تزيد علي 40 كيلو متراً ذهابا وايابا ثم السفر الي الاسكندرية مرات عديدة وبالطبع لا يخدم المركز النموذجي في مدينة نصر كل المستوردين والمصدرين. كما يشكو ايضا موسي الشريف من طول فترة التخزين داخل الموانئ والتي تحتسب عليها رسوم وايجارات يوما بيوم مما يزيد من تكلفة الاستيراد والتصدير في نفس الوقت. الموانئ الجافة ومن اجل تطوير الموانئ المصرية طرحت فكرة الموانئ الجافة تيسيرا علي المصدرين والمستوردين وتم تنفيذها بالقرب من مدينة العاشر من رمضان الصناعية لكن الفكرة لم تكتمل بعد ولم تصل لما هو مستهدف منها وهذا ما يؤكده حسن عبد النبي احد المصدرين قائلا ان الفكرة جيدة وانها تسهل علي المستوردين والمصدرين لكنها ما زالت في طور التكوين لانها تحتاج للانتشار علي مستوي الجمهورية واستكمال بنيتها كما انها لا تنهي عملية الاستيراد بسبب النقل من الموانئ وتأخذ وقتا واجراءات مطولة لكنها فكرة وطريقة جيدة تخفف عن المصدرين والمستوردين في نفس الوقت. وعلي الجانب الآخر يؤكد رضا إبراهيم سعدان المدير التنفيذي للمركز الجمركي الضريبي النموذجي ان المركز الجمركي هو نوع من التطوير للموانئ المصرية حيث تنتهي معظم الاجراءات الجمركية عن طريق "الانترنت" والدخول علي موقع المركز لكن للمشتركين فقط والشركات الكبري التي تتطلب تعاملاتها الكبيرة هذا النوع من الخدمة السريعة. وحول عدم تغطية المركز لجميع العملاء يري ان المركز في بدايته لكن نجاحه سيسمح مستقبلا بالتوسع لتغطية جميع العملاء وبقية انحاء البلاد. رفع الطاقة وحول تطوير الموانئ المصرية يري الدكتور حمدي عبد العظيم رئيس اكاديمية السادات للعلوم الادارية في دراسة عن الموانئ المصرية ضرورة رفع طاقة استيعاب الموانئ عن طريق تعميق غاطس السفن وتطوير وصيانة الارصفة وتخريج دفعات جديدة من الشباب العاملين في مجال الصيانة البحرية والاستعانة بالخبرات الدولية في تطوير الموانئ وتجديدها وهو ما يجري حاليا في ميناء الاسكندرية حيث تم رصد اكثر من 10 ملايين جنيه لاعادة تجديد رصيف "10" والاتفاق مع شركات دولية لتجديد ارصفة الميناء الذي يعد من اقدم واكبر موانئ الشرق الأوسط في نفس الوقت يحتاج ميناء "نويبع" للتطوير ورفع طاقته خاصة ان هذا الميناء ازدادت اهميته الاستراتيجية بعد حرب العراق وعودة المصريين في العراق والاردن عن طريقه علاوة علي اهمية الميناء بالنسبة للشركات التي ستشارك في عمليات اعادة الاعمار في العراق.