أكدت زيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فايبوس مؤخرا - للصين الاتجاه القوي لدي البلدين لتعزيز الشراكة الاستراتيجية ودعم التعاون في مجالات الطيران والفضاء والطاقة النووية والزراعة وتصنيع الأغذية والدواء والصحة وتدعيم الاستثمارات البينية والنمو بحجم التبادل التجاري والذي بلغ 52.08 مليار دولار في عام 2011. وذكرت وكالة أنباء (شينخوا) في تقرير لها أن الرئيس الصيني شي جين بينج صرح خلال لقائه مع وزير الخارجية الفرنسي - بأنه يتعين علي الصين وفرنسا تعميق الثقة المتبادلة وتعزيز التعاون وإثراء الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما. وقال إن الصين وفرنسا لديهما نفس وجهات النظر أو وجهات نظر متشابهة بشأن العديد من القضايا باعتبارهما دولتين لهما تأثير كبير. ودعا الرئيس الصيني الجانبين إلي تعميق الثقة السياسية المتبادلة وتعزيز التنسيق والتعاون في الشئون الثنائية والقضايا الدولية وبذل جهود متواصلة لإثراء مضمون الشراكة الصينية - الفرنسية الاستراتيجية الشاملة الجديدة. وأضاف إن الجانب الصيني يولي اهتماما كبيرا للزيارة المقبلة للرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، وإنه يتوقع أن يتبادل وجهات النظر مع نظيره بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك. وتابع شي إنه يتوقع أن تساعد زيارة أولاند في تعزيز التفاهم المتبادل وزيادة التوافق وتوسيع التعاون وتحديد الاتجاه بشأن تنمية العلاقات الثنائية. معربا عن اعتقاده بأن تنمية العلاقات الصينية - الفرنسية لن يعود بالنفع فقط علي الدولتين والشعبين، ولكن سيفضي أيضا إلي بناء أنماط جديدة للدول المتقدمة للعمل مع الاقتصادات الصاعدة والدول النامية، وتعزيز العلاقات بين الصين والاتحاد الاوروبي وإحراز تقدم في تعددية الأقطاب وادخال الديمقراطية في العلاقات الدولية. وأشارت إحصاءات لوزارة التجارة الصينية إلي أن حجم التبادل التجاري بين الصين وفرنسا بلغ 52.08 مليار دولار في عام 2011، في زيادة بنسبة 16.4% مقارنة مع العام 2010. كما زادت قيمة صادرات الصين إلي فرنسا في الفترة نفسها بنسبة 8.5 في المائة مسجلة 30 مليار دولار، ووصلت قيمة واردات الصين من فرنسا إلي 22.08 مليار دولار بزيادة قدرها 29.1%. ومن جانبه قال المسئول الفرنسي إن الصين وفرنسا يقدران الاستقلال في التعامل مع الشئون الخارجية، كما أن كليهما ملتزم بدفع السلام والاستقرار والتنمية في العالم. مشيدا بالعلاقات الثنائية مع الصين قبيل زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند للبلاد. وقال فابيوس إن زيارة أولاند كأول رئيس دولة من الدول الغربية الكبري يزور الصين بعد تولي القيادة الصينية الجديدة يعكس عمق العلاقات بين فرنسا والصين. وقال إن فرنسا تبحث مع الصين التخطيط لاحتفالات الذكري السنوية الخمسين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 2014 وحول التجارة الثنائية قال فابيوس انه يتعين البحث عن سبل لتسوية العجز التجاري الفرنسي مع الصين خلال تنمية التجارة الثنائية. وفي الوقت نفسه، أعرب عن أمله في أن يتمكن البلدان من تعزيز التعاون في مجالات الطيران والفضاء والطاقة النووية والزراعة وتصنيع الأغذية والدواء والصحة وتدعيم الاستثمارات البينية واحترام مبدأ الإنصاف والانفتاح المتبادل. ومن جانبه ذكر وزير الخارجية الصيني وانج يي ان الصين وفرنسا تتمتعان بإمكانات ومساحة كافية للتعاون في المجالين الثنائي ومتعدد الأطراف. واصفا العلاقات بين الصين وفرنسا بأنها تتمتع بأهمية عالمية، وأعرب وانج عن أمله في أن يعمل الطرفان معا من أجل استكشاف طريق جديدة للتعاون المربح للطرفين بين الدولتين المختلفتين من النواحي الأيديولوجية والسياسية والثقافة التقليدية، إضافة إلي تطبيق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وفرنسا. وأوضح فابيوس ان فرنسا علي استعداد للعمل مع الصين لاغتنام فرصة الذكري ال50 علي إقامة العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والصين في 2014 لتعميق التعاون الثنائي في مختلف المجالات وتعزيز الاتصالات بشأن القضايا الدولية الرئيسية ومواصلة دفع العلاقات بين البلدين. وفي السياق نفسه صرح جان بيير رافارا رئيس وزراء فرنسا الأسبق ل(شينخوا)، بأنه من المتوقع أن تلعب الصين دورا أكبر في تقوية النمو والنهوض بالسلام علي الصعيد العالمي بفضل التزام قيادتها الجديدة بتحسين الإصلاحات. وقال إنه واثق بأن المسئولين الصينيين يعتزمون ?الانخراط في نهج سياسي قوي يدعم السلم والنمو في العالم?، مضيفا أن الأعين في باريس تتابع عن كثب ?التوجهات ومستويات الطموحات الجديدة? للصين. وأشاد رافارا بزعيم الحزب الشيوعي الصيني شي جين بينج ?لعزمه الشديد علي مكافحة الفساد?، معتبرا توجه القائد الجديد ?نحو نمو شامل أكثر توازنا ونزاهة? إشارة ?إيجابية?. ولدي سؤاله حول ?الحلم الصيني? الذي ينتوي المسئولون الصينيون الجدد تحقيقه، قال رافارا ?إنه حلم التناغم والسلام والتنمية?. وذكر رئيس الوزراء الفرنسي السابق أن ?تنمية المجتمع والشعب تتمثل في عمل توازن بين المجتمع والفرد، وبين الفرد والحضارة ... الحلم الصيني عبارة عن توازن بين الفرد والرخاء المشترك?. وأعرب رافارا عن أمله في أن توفر زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند المرتقبة إلي الصين فرصة لإقامة ?تفاهم مشترك? بين الزعيمين.