تأتي الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني الجديد شي جين بينج إلي روسيا لتؤكد سعي البلدين إلي زيادة التعاون الثنائي بينهما في مجالات عديدة والاهتمام بالتعاون في مجال الطاقة والنفط والغاز الطبيعي والعمل علي زيادة التجارة بينهما بشكل سريع عن المستوي الحالي المقدر بحوالي 80 مليار دولار أمريكي سنويا. وذكرت وكالة أنباء ?شينخوا? في تقرير لها أن رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانج صرح بأنه يأمل زيادة التجارة بين الصين وروسيا بشكل سريع عن المستوي الحالي المقدر بحوالي 80 مليار دولار أمريكي سنويا. وإن كلا من الصين وروسيا يجب عليهما العمل علي زيادة قيمة التجارة الثنائية أكثر من الضعف في السنوات المقبلة. وقال لي إن العلاقة السلمية بين الصين وروسيا من شأنها أن تفضي إلي السلام والاستقرار في آسيا ومنطقة الباسيفيك. وإن الزيارة المنتظرة للرئيس الصيني شي جين بينج إلي روسيا تدل علي مدي أهمية العلاقات الثنائية بين الجانبين. وذكر أن الصين وروسيا بصفتهما أكبر دولتين مجاورتين لبعضهما البعض بحاجة إلي تعزيز التعاون العملي والاستفادة من التكاملات الاقتصادية الكبيرة بينهما. وأضاف أن الجانبين بحاجة إلي تكثيف التواصل والتناسق في الشئون الإقليمية والدولية مما يسهم في توطيد العلاقات الثنائية والحفاظ علي سلام واستقرار المنطقة والعالم بأسره. وبالإضافة إلي ذلك، توصل الجانبان الصيني والروسي إلي توافق حول زيادة تجارة النفط أيضا، وهذا يعني أن التعاون الصيني والروسي حول النفط يتوسع مرة أخري منذ بدء التشغيل التجاري لخطوط الأنابيب بينهما عام 2011. وتوصل الجانبان إلي هذه التوافقات في محادثات رئيسي لجنة التعاون الصيني والروسي في الطاقة التي عقدت ببكين مؤخرا، ورئيس اللجنة من الطرف الصيني هو نائب رئيس مجلس الدولة الصيني حينذاك وانج تشي شان، ورئيس اللجنة من الطرف الروسي هو نائب رئيس الوزراء الروسي اركادي دفوركوفيتش. وأشار لي فو تشوان الباحث بمعهد البحوث لروسيا وشرق أوروبا وآسيا الوسطي لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية إلي أن التعاون الاستراتيجي مع الصين في النفط والغاز الطبيعي يوائم مصالح روسيا في سلامة الطاقة. وتمتعت روسيا بموارد الطاقة الغنية بينما تميزت الصين بالسوق الناشئة، لذلك فإن تعاون الجانبين في مجال الطاقة خيار حتمي. وقد وقعت الصين وروسيا بروتوكول مذكرة التفاهم لتعاون الحكومتين في تجارة الغاز الطبيعي عام 2011، ولكن لم يتم توقيع الاتفاقات بين المؤسسات حتي الآن. وأشار محللون إلي أن ?ثورة الغاز الصخري? ستتيح فرصة ذهبية لتقدم المفاوضات الصينية والروسية في الغاز الطبيعي. وأكد فونج يوي جيون، رئيس معهد روسيا لأكاديمية العلاقات الدولية الحديثة الصينية، ل ?شينخوا? أن حجم الإنتاج للغاز الطبيعي ارتفع في أمريكا الشمالية بعد وقوع ?ثورة الغاز الصخري! الأمريكية حيث قدم أكثر قدرة لانتاج الغاز الطبيعي في السوق العالمية، وانخفض طلب أوروبا علي الغاز الطبيعي كما طلب الجانب الأوروبي المساومة علي أسعار للغاز الطبيعي الروسي وانخفاض كمية للغاز الطبيعي المسال المصدر من روسيا إلي السوق الأوروبية وتأثير أزمة الديون في طلب أوروبا للطاقة؛ لذلك حولت روسيا نظرها إلي سوق آسيا التي تكون أسعار الغاز الطبيعي فيها أعلي من سوق أوروبا. وأشار لي إلي أن القوة الدافعة والإمكانية تتزايد في التعاون الصيني والروسي للغاز الطبيعي حينما حققت الولاياتالمتحدة ثورة في تكنولوجيا الغاز الصخري وتم ترويجها في أوروبا، واحتوي مشروع أنابيب الغاز الطبيعي الصينية والروسية علي الخط الشرقي والخط الغربي وسينقل الخط الغربي الموارد من غربي سيبيريا إلي منطقة شينجيانج بشمال غربي الصين، وسينقل الخط الشرقي الموارد من شرقي سيبيريا والشرق الأقصي وجرف سخالين القاري إلي مناطق شمال شرقي الصين. وتضم السوق الشرقيةلروسيا عددا من الدول بما فيها الصين وكوريا الجنوبية واليابان، ولا شك أن نمو السوق يكون من الأفضل لها، ولكن الأسعار لا تزال نقطة تعطل تفاوض الغاز الطبيعي بين الصين وروسيا. وأشار لي إلي أنه ليس هناك حاجز ذاتي في التعاون الصيني والروسي للطاقة، سيحقق تضييق الفروق في أسعار الغاز الطبيعي بعد تعميم تكنولوجيا الغاز الصخري في سوق أوروبا وتعديل الصين أسعار الغاز الطبيعي في سوقها وفقا للمبادئ السوقية.