العناية الإلهية أنقذت أمس محافظ البنك المركزي الجديد الدكتور هشام رامز من القتل، بعد أيام فقط من تعيينه، فقد تعرضت سيارة محافظ البنك المركزي صباح أمس الثلاثاء، لسطو مسلح علي يد 5 مجهولين أطلقوا النار، وقتلوا أمين شرطة وأصابوا سائق السيارة واستولوا عليها، ثم استولوا علي سيارة جيب شيروكي خاصة بمقاول تركها بالمكان عقب سماعه إطلاق الأعيرة النارية وفروا هاربين. السائق وأمين الشرطة كانا في طريقهما إلي أكتوبر لاصطحاب محافظ البنك من مسكنه، إلا أن الجناة هاجموهم وارتكبوا الجريمة. تفاصيل الحادث تؤكد أنه أثناء سير السيارة المرسيدس قيادة ?عبد الناصر.م? سائق محافظ البنك المركزي، وبصحبته أمين الشرطة ?رأفت.ن? من طاقم الحراسة، متجهين إلي منزل المحافظ بأكتوبر لاصطحابه، وجدوا فجأة سيارة ملاكي بيضاء اللون ماركة ?تويوتا? يستقلها 5 مجهولين وبحوزتهم أسلحة نارية يطاردونهما ويحاولون إجبارهما علي التوقف للاستيلاء علي السيارة، ثم أطلقوا الأعيرة النارية فحاول أمين الشرطة مبادلتهم إطلاق الرصاص، إلا أن طلقة أصابته، وأسفرت عن مقتله، وأصابت السائق ثم استولي الجناة علي السيارة بعد تهديد السائق واستولوا علي سيارة مقاول تصادف مروره بالمكان أثناء إطلاق الرصاص، فتركها مما دفعهم للاستيلاء عليها وفروا هاربين. شهود عيان وأكدوا أن مرتكبي الجريمة كانوا ملثمون، وأنهم أطلقوا الأعيرة النارية بطريقة عشوائية أثناء ارتكابهم الحادث، مما أسفر أيضا عن تعرض سيارة ملاكي تصادف مرورها بالمكان لاختراق بعض الرصاصات لها دون إصابة قائدها.. والحادث لدموي ضد سيارة محافظ البنك المركزي، جاء في توقيت حساس للغاية ، وأخشي أن يكون المغزي وراء محاولة إغتيال هشام رامز هو الإجهاز علي البقية الباقية للإقتصاد المصري، أي يكون هناك تخطيط محكم لإغتياله، وليس مجرد محاولة سطو عادية علي سيارة مثل عشرات الحوادث التي تتم يوميا، بسبب الإنفلات الأمني عامة، وعلي الطرق السريعة بوجه خاص . فالمحافظ الجديد يسعي بكل قوة من أجل إعادة الحيوية للجهاز المصرفي، والحد من الإنخفاض المستمر للجنية أمام الدولار ، بل أن هشام رامز مرشح بقوة ليكون رئيس لوزراء مصر، بعد الإستقالة المتوقعة لحكومة الدكتور هشام قنديل في الأيام المقبلة، خاصة إذا نجحت جولة الحوار المرتقبة بين القوي الوطنية مع الرئاسة الأسبوع القادم ، والتي علي رأس أجندتها، تغيير الحكومة الحالية، وتعيين رئيس وزراء ?إقتصادي ومستقل? وهو ماينطبق علي هشام رامز محافظ البنك المركزي، من أجل إعادة الروح إلي الإقتصاد المصري المريض . ولو كانت محاولة إغتيال رامز قد تمت لاقدر الله لكان لذلك إنعكاساته القاتلة علي الاقتصاد المصري المثخن بالجراح، فسوف يرتفع الدولار أمام الجنية بشكل قياسي، وستهبط البورصة بقوة، وستطفش كل الاستثمارات الأجنبية الموجودة والمحتمل قدومها، بسبب الإنفلات الأمني، وأيضا سيعزف السائحين عن زيارة مصر في المرحلة المقبلة. بل إن إستشهاد أمين الشرطة في الحادث، سيسكب مزيد من النار علي البنزين ، ولاسيما أن أمناء الشرطة في عدة مديريات امن علي مستوي الجمهورية قاموا بمظاهرات أمس وأول أمس ضد وزير الداخلية مطالبين بتغييره بسبب تقاعسه في حمايتهم، وعدم تسليح الشرطة تسليحا جيدا، ومن المنتظر أن تكون لحادثة محافظ المركزي وإستشهاد أمين الشرطة تداعيات خطيرة أمنيا في الأيام المقبلة، وستجعل رجال الشرطة خاصة الأمناء في حالة غليان قد يصل إلي الإعتصام والعصيان . كان من المفترض تركيب جهاز ?جي بي سي? علي سيارة المحافظ، وغيره من كبار المسؤلين للحد من سرقة سياراتهم . ومن المفترض أيضا أن تكون هناك حراسات مشددة علي كبار المسئولين في الدولة خاصة ذو المناصب الحساسة ، ولاتكتفي وزارة الداخلية بتأمين منازل زعماء المعارضة وتشديد الحراسة عليها ، وتترك محافظ المركزي ومن قبله محافظ كفر الشيخ، صيدا سهلا ?لعفاريت الأسفلت? من اللطجية واللصوص والماجورين، كي يعتدوا عليهم، ويكون لذلك تداعيات سلبية ، علي الحالة الامنية، والإستقرار، ويضرب الاقتصاد المصري في مقتل.