سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بجانب محاربة الفساد والانتقال إلي نمط النمو المتوازن الإيكونوميست ترصد 6 مؤشرات اقتصادية يتعين علي القيادة الصينية الجديدة تطويرها لتحقيق الاستقرار الاجتماعي
مع بدء التغيير الخامس في القيادة الصينية منذ عصر ماوتس تونج تولي مهندس القذائف والصواريخ زي جينبنج 59 عاما أكبر منصبين في الصين وهما منصب السكرتير العام للحزب الشيوعي إلي جانب رئاسة لجنة الحزب العسكرية المنوط بها قيادة الجيش وكان قد أعلن يوم 15 نوفمبر أن الرئيس الصيني هيو جينتاو قد ترك هذين المنصبين في إطار أكبر حركة للتغيير في القيادة الصينية منذ عشر سنوات ثم تأكد بعد ذلك أن جينبج هو خليفته في قيادة الحزب والجيش معا وليس الحزب فقط كما كان متوقعا منذ عام 2007. وتقول مجلة "اليكونوميست" إنه لم يعد باقيا مع جينتاو سوي منصب رئيس الدولة وهو منصب محدود السلطات ومن المقرر دستوريا أن يتخلي عنه الرجل في شهر مارس القادم لكي يتم استكمال عملية التغيير التي أنت هذه المرة برجال من التكنوقراط الخالصين إلي صدارة المشهد السياسي الصيني وهو أمر يتناسب دون جدال مع عصر التكنولوجيا العالية والانترنت التي صار لها الآن 500 مليون مستخدم في الصين بعد أن كان عددهم في حدود 50 مليونا فقط منذ عشر سنوات. ويقال إن الزعيم الصيني الجديد أشبه بالأمراء بجانب كونه شاب نسبيا حيث إن معظم رفاقه في المكتب السياسي الصيني الذي نقص عدد أعضائه في هذه الدورة ليصبح 7 بدلا من 9 إما في منتصف "أو نهايات الستينات من العمر فالرجل يتحدث بلغة صينية راقية هي اللغة الصينية الشمالية التي كانت لغة البلاط والطبقات الرسمية في عصر الامبراطورية الصينية القديمة وهي لغة شائعة الآن في 80% من الأراضي الصينية كما أنه يحرص علي الأناقة اللغوية عند الحديث إلي الناس وفوق ذلك فهو تتزوج من مغنية سابقة للفولكلور هي بينج ليوايان 50 عاما وله منها ابنة واحدة تدرس في جامعة هارفارد الأمريكية تحت اسم مستعار. ولأن جينبنج يأتي بعد عام واحد من فضيحة فساد كبري أطيح فيها بعضو المكتب السياسي السابق بوزيلاي فقد تركزت تصريحاته العقيدة التي أدلي بها عقب فوزه علي ضرورة مواجهة "التحديات الخطيرة" التي تواجه الحزب الشيوعي الصيني في الوقت الراهن وفي مقدمتها الفساد والانفصال عن الجماهير وقد رفض بعدها أن يرد علي أسئلة الصحفيين وقد كانت الناس مشوقة لأن تعرف كيف سيتصرف إمبراطور الصين الجديد فيما يواجه الاقتصاد والمجتمع في الصين من معضلات جسيمة ومن أين سيبدأ في فتح ملفات الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي. وتقول مجلة "الايكونوميست" إن أجيال القيادة التي سبقته من ماوتس تونج "48 1976" وينج هيساوينج "78 1989" وجيانج زيمين "1989 2002" وأخيرا هيوجينتاو "2002 2012" قد وضع كل منها بصمته علي الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الصين وسيكون علي جينينج أن يضع هو الآخر بصمته الخاصة. ولعله من المفيد أن تعرف أن الإنجازات الاقتصادية التي تحققت في عهد الرئيس الرابع هيوجينتاو ستجعله موضع حسد معظم قادة العالم أينما كانوا لقد تسلم جيناو ومن سلفه جيانج زيمين اقتصادا كان ينمو بمعدل 6.9% سنويا في المتوسط طوال سنوات حكمه التي امتدت 13 عاما، وهو نفس المعدل تقريبا الذي كان سائدا في عصر دينج هيساوينج ومهندس الانفتاح الصيني علي العالم ولكنه تفوق عليهما والتعاطي مع بعض والمؤشرات التي رصدتها مجلة "الايكونوميست" قد تكون مفيدة في رسم صدره أدق معتدل النمو المستوي للاقتصاد الصيني في زمن دينج هيساوينج كان كما ذكرنا 6.9% وفي عهد زيمين كان 9.9% أما في عهد جينتا فكان 7.10%، أما معدل نمو النصيب السنوي للفرد الصيني من اجمالي الناتج المحلي فكان 8% ثم 6.8% ثم 2.10% في الصعود الثلاثة علي التوالي.