مع تصاعد أعمال القتل والعنف علي الأراضي السورية منذ أكثر من عام ونصف العام قرر رجال الأعمال السوريون الهروب بأموالهم خارج البلاد واستثمارها في بعض الدول العربية لاسيما دول الخليج العربي ومصر. أحمد غنام عضو غرفة الصناعة في دمشق يقول في تقرير لشبكة العرب الدولية وهو مقيم في مصر مؤخرا تحت صفة "لاجئ" إن الاقتصاد السوري توقف النبض فيه تماما وأصبح يعاني من الشلل والركود وهو ما يدفع أصحاب رؤوس الأموال إلي الهروب بأموالهم للبحث عن بدائل استثمارية في الخارج. وأضاف أن هؤلاء الأفراد يركزون في استثماراتهم علي مشاريع قصيرة المدي تمكنهم من تحقيق أرباح سريعة من خلال تأسيس مشاريع في مصر أو من خلال الاستثمار في سوق الأوراق المالية. ووفقا لباسيل الكويفي الرئيس السابق لغرفة تجارة دمشق وعضو المجلس الوطني السوري هناك زيادة ملحوظة في عدد المستثمرين السوريين الذين اتخذوا القاهرة وجهة لاستثماراتهم وبالتحديد في المشاريع التجارية والصناعة وقال إن نظام الأسد دمر بشكل منهجي المؤسسات الاقتصادية والمصانع ومن المستحيل الآن الحصول علي مواد خام داخل سوريا وتعيين عمالة جديدة كما أنه من المستحيل تسويقها من المصانع إلي المخازن ومنها إلي الأسواق. ويعد الكويفي أحد السوريين الذين قرروا اللجوء إلي مصر والاستثمار في صناعة الالومنيوم فقد قرر الهروب بعد توقف التجارة الداخلية في سوريا وعدم تمكنهم من الحصول علي أي أرباح حتي لو حاول هؤلاء تصدير منتجاتهم الي الخارج لن يتمكنوا من الوفاء بالتزاماتهم في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد - علي حد قوله. وأشار الكويفي الي ان الغالبية العظمي من السوريين في مصر يستثمرون في صناعة الالومنيوم والمنسوجات والصناعات الغذائية، وقال ان مصر تستضيف نحو 20% من المستثمرين السوريين بينما النسبة الباقية بعضها فضل الذهاب الي لبنان والأردن ودول الخليج وتمثل استثماراتهم نحو 70% من اجمالي الاستثمارات داخل سوريا. محمد الصباغ مستثمر سوري آخر يعيش حاليا في مصر يقول ان معظم السوريين الذين قدموا الي مصر يعيشون في الجانب الشرقي من العاصمة حيث أسس في تلك الضاحية مطعمه السوري، مشيرا الي ان نسبة كبيرة من السوريين الذين هربوا بأموالهم الي مصر قرروا فتح مطاعم لتقديم المأكولات السورية والتجارة في الأثاث وصناعة منتجات الالبان. وأضاف الصباغ انه فضل فتح مطعم يقدم خلاله المأكولات السورية التي تلقي رواجا بين المصريين كما انه يهدف من خلال المطعم إلي خدمة الجالية السورية التي تقيم غالبيتها في ضواحي شرق القاهرة. ويقدر احمد الوكيل رئيس مجلس الأعمال السوري المصري حجم الاستثمارات السورية في العام الماضي ب400 مليون دولار ويذكر ان عدد السوريين الذين قدموا الي مصر وصل الي 40 ألف سوري حسب آخر تقديرات مفوضية الأممالمتحدة للاجئين.