جاء أغني رجل في الصين ليانج وينجن رئيس شركة ساني أكبر شركة صينية لصناعة الآلات بنفسه إلي ألمانيا لمعاينة آخر إنجاز له إنها شركة بوتسمايستر الألمانية المتخصصة في صناعة آلات شفط ودفع الخرسانة التي تستخدم في البناء. ويأتي ذلك بعد ثلاثة أشهر من شراء الصينيين هذه الشركة التي تقع في مدينة أيشتال القريبة من شتوتجارت جنوبألمانيا. قال ليانج لدي تعليق له علي الصفقة إن اندماج شركة ساني وشركة بوتسمايستر سيكون بمثابة نموذج يحتذي به في التعاون بين الشركات الألمانية والصينية. كما أن عملية الشراء نموذج أيضاً علي انتهاء الأوقات التي كانت فيها الصين بمثابة امتداد ورشة للغرب وفي أحسن أحوالها محفزاً للمنافسة العالمية من خلال منتجاتها رخيصة الثمن. تقول صحيفة الفاينانشال تايمز إن الصين أصبحت تفيض ثقة بالنفس سياسياً واقتصادياً وأصبح ذلك يتجلي كثيراً في ظهورها كشريك تنموي وكدولة مانحة لشركات في أوروبا. رغم أنه لم تبرم حتي الآن صفقات هائلة بين مستثمرين صينيين وشركات ألمانية إلا أن العديد من أصحاب الشركات المتوسطة الناجحة في دولة الآلات ألمانيا أصبحت منذ فترة طويلة هدفاً لمستثمرين صينيين يفكر بعضهم في الاستحواذ علي شركات كاملة. ويفضل استراتيجيو الشركات الصينية في بكين وشنغهاي وغيرها من المدن الصينية الكبيرة البحث عن شركات مالكة لتقنيات عالية لها مكانة خاصة في مجالها والتي يحتاجها الصينيون في توسيع البني التحتية لشركاتهم. ومن هذا المنطلق اشترت شركة ساني الصينية شركة بوتسمايستر الألمانية واشترت معها إلي جانب علامتها الشهيرة تقنيات ألمانية خاصة ومعها أسواق وشركة توزيع خاصة بها خارج الصين يمكن من خلالها ترويج منتجات ساني مستقبلاً في جميع أنحاء العالم. أما شركة بوتسمايستر فستتمكن من خلال شركة ساني من ترويج أوسع لمنتجات خاصة بها مثل خلاطات الخرسانات. وقال كارل شليشت مؤسس شركة بوتسمايستر:إذا اعتمدنا بشكل رئيسي علي صناعة منتج واحد فإن ذلك لا يجعلنا آمنين ضد الأزمات في السوق العالمية. وبالطبع فإن شليشت يتحدث عن شيء يعرفه جيدا حيث عانت شركته بوتسمايستر عام 2009 من سقوط مدوٍ وخسائر فادحة احتاجت معه إلي وقت طويل حتي تتعافي ببطء وتعود للعمل في الصفوف الأمامية للشركات المنافسة لها. وقال نوربرت شويش مدير بوتسمايستر إن شركته لم تكن لتستمر علي المدي البعيد إذا لم تستعن بشركاء. وهناك شركات أخري ألمانية في قطاعات مختلفة مثل شركات الطاقة الشمسية وشركات السيارات موضوعة علي قائمة الشراء الخاصة بمستثمرين أقوياء من الصين حيث قدمت مجموعة شركات سي أي تي أي سي ديكاستال الصينية في أكتوبر من العام الماضي عرضاً لشراء شركة كي اس ام كاستينجس الألمانية لمستلزمات السيارات.