لأن الصين صارت الآن هي صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولاياتالمتحدة فقد بدأت تطالب بأن تلقي معاملة دولية تليق بهذه المكانة الاقتصادية، خاصة أنها في سبيلها بعد بضع سنوات قليلة لأن تشارك الولاياتالمتحدةالأمريكية في المركز الاقتصادي الأول، حينها سوف تتساوي معها في حجم الناتج القومي. وهذا هو ما يفسر مطالبة الصين الآن صندوق النقد الدولي باعتماد عملتها "اليوان" واحدة من عملات الاحتياط الدولية لينضم إلي سلة العملات المعتمدة لديه والتي تشمل بالإضافة إلي الدولار الأمريكي اليورو الأوروبي والين الياباني والاسترليني البريطاني. فالصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم الآن تريد أن تكون عملتها واحدة من عملات الاحتياط في العالم مثلها مثل الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية واليابان.. ولذلك طالب الصينيون منذ وقت مبكر وفي أعقاب الأزمة العالمية بالبحث عن عملة احتياط دولية أخري غير الدولار الأمريكي.. أي أنهم عندما تحدثوا عن بديل للدولار الأمريكي كانوا يقصدون دورا لهم في السوق النقدية الدولية، أو كانوا يقصدون أن تحل عملتهم محل الدولار الأمريكي. ولكن نظرا لأن الصينيين يتمتعون بطول البال والقدرة الهائلة علي الصبر ويعتمدون التدرج في سياساتهم، فإنهم يطرحون الآن اعتماد عملتهم كواحدة من عملات الاحتياط الدولية جنبا إلي جنب مع الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي والين الياباني والاسترليني البريطاني توطئة ينفردوا هم في نهاية المطاف بالدور الرئيسي في السوق النقدية الدولية، عندما تصبح عملتهم هي عملة الاحتياط رقم واحد في العالم مثل الدولار حاليا. غير أن الطلب الصيني يعترضه رغم موافقة الأمريكان عليه تحفظا من إدارة صندوق النقد الدولي.. ويستند هذا التحفظ إلي أن الصندوق يتعذر عليه اعتماد عملة غير قابلة للتحويل حتي الآن كعملة احتياط دولية، وأنه يتعين أولا أن يصبر اليوان الصيني لكي يدخل سلة العملات المعتمدة في الصندوق عملة قابلة للتحويل في العالم.. وهذا أمر طبقا لما هو مخطط في الصين لن يكون متاحا قبل ثلاثة سنوات قادمة.. حيث بدأ الصينيون الآن في هذا الإطار التوسع في استخدام اليوان في التعاملات التجارية الصينية الخارجية. غير أن اتمام عملية قابلية اليوان للتحويل كعملة سوف يقترن بشرط ضروري هو توقف الصينيين عن التحكم الإداري الذي يقومون به حاليا في تحديد سعره.. أي اتمام عملية تعويم اليوان تماما ليصبح كبقية عملات الاحتياط الدولية.. وهذا سيترتب عليه كما يتوقع الصينيون والأمريكيون ارتفاعا في سعره مما سيؤثر بالسلب علي صادراتهم الخارجية.. وهكذا المسألة ليست سهلة.