وضع صباح أمس جثمان قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في كامل هيئته الكهنوتية علي كرسي القديس مار مرقس في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لإلقاء نظرة الوداع عليه وتستمر هذه الطقوس إلي الغد لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقباط وزوار مصر لإلقاء نظرة الوداع علي جثمان البابا شنودة. وأقيم أول قداس في وجود الجثمان ورأس الصلاة الأنبا باخوميوس قائم مقام البطريرك في حضور معظم أساقفة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذوكسية.وشهد حضور القداس أعداد غفيرة من الأقباط وغلبت الدموع والبكاء الحار علي أغلب الحاضرين فيما دقت أجراس الكاتدرائية دقات جنائزية وتم ترديد الألحان الكنسية الحزينة، وقد اكتظت كامل الشوارع المؤدية إلي الكاتدرائية بالعباسية حيث تواجد مئات الآلاف بعضهم جاءوا من المحافظات، حتي إن حركة المرور تعطلت لساعات طويلة. كان وزير الخارجية محمد كامل عمرو قد أصدر تعليماته للسفارات والقنصليات المصرية في الخارج بفتح سجل للتعازي في وفاة البابا شنودة الثالث. وصرح الوزير المفوض عمرو رشدي بأنه تم فتح سجلات التعازي اعتبارا من الأحد في السفارات المصرية.. وقد نعت جميع مؤسسات مصر والشخصيات العامة البابا شنودة مؤكدين دوره في تعزيز روح الوَحدة الوطنية ،وأثنوا علي مواقفه الثابتة التي سجلها التاريخ بحروف من نور لدعمه للقضية الفلسطينية ورفضه تهويد القدس الشريف والتطبيع مع إسرائيل وهو النهج الوطني الذي تسير عليه جميع القوي السياسية والحزبية والمنظمات المهنية والنقابية. وقد رفض أكثر من مرة عروضا إسرائيلية لزيارة مدينة القدس وأكد إنه لن يدخلها إلا بمصاحبة ائمة المسلمين ولن يحصل إلا علي تأشيرة فلسطينية للدخول في إشارة منه بتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي قبل زيارتها. ويذكر أنه رفض أيضا استقبال لجنة الاضطهاد الديني التي أرسلها الكونجرس الامريكي عام 1997 للتقصي عن أوضاع الاقباط في مصر تحت غطاء الاضطهاد الديني وأكد أن حل مشاكل أقباط مصر يتم داخل مصر وليس في الكونجرس الامريكي، مشددين علي أن اسم البابا شنودة كان يذكر أمام الشعب المصري مقرونا بشيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي ولايزال يذكر مع شيخ الأزهر الحالي الدكتور أحمد الطيب ومفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة لوقوفهم سويا وفي مرات عديدة أمام محاولات الفتنة الطائفية وإشعالها في مصروآخرها في مبادرة "بيت العيلة". ومن جهتهم سارع مرشحو الإنتخابات الرئاسية إلي الإعراب عن عميق حزنهم عقب الإعلان عن وفاة البابا شنودة بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مقدمين خالص تعازيهم للإخوة الأقباط، وحضر المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية حمدين صباحي إلي الكاتدرائية عدة مرات قائلا: "نعزي أنفسنا والشعب المصري في وفاة رأس الكنيسة الأرثوذكسية، ورمز من رموز الوطنية المصرية فقيد الوطن البابا شنودة الثالث. فيما قدم عمرو موسي التعازي في وفاة البابا شنودة وقال في تدوينته علي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أقدم خالص التعازي لأقباط مصر جميعا في وفاة البابا شنودة الثالث، كما أعزي الشعب المصري كله في وفاة هذه الشخصية الوطنية الفريدة. بينما نعي الفريق أحمد شفيق البابا بوصفه مصريا عظيما، وقيادة دينية فريدة، وعلما متميزا في التاريخ الوطني مؤكدا أن وفاته خسارة عظيمة لمصر. وخارجيا أعرب زعماء العالم عن تعازيهم لوفاة البابا شنودة ووصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه الزعيم المحبوب للمسيحيين، والمدافع عن التسامح والحوار الديني وذكر بيان أوباما أن التزام البابا شنودة الثالث بوحدة مصر الوطنية يعد دليلا علي ما يمكن تحقيقه عندما يعمل الناس من جميع الأديان والمذاهب معا. من جهة ثانية عبر علماء دين مسلمين في مصر بينهم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ومسئولون في مقدمتهم رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي عن الحزن لوفاة البابا شنودة وقرر طنطاوي منح المسيحيين عطلة ثلاثة أيام لتمكينهم من إلقاء النظرة الأخيرة علي جثمان البابا. وبدوره قرر البنك المركزي المصري أمس منح إجازة للمسيحيين العاملين بكل البنوك العاملة في مصر مدتها 3 أيام وذلك لإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في مراسم توديع قداسة البابا شنودة علي أن يستأنف العمل يوم الأربعاء القادم وكان البنك المركزي المصري قد أصدر بيانا أمس أكد فيه أن الجهاز المصرفي تلقي ببالغ الحزن والأسي نبأ انتقال قداسة البابا شنودة الثالث إلي الأمجاد السماوية، وانه بهذه المناسبة الأليمة تقرر منح المصرفيين المسيحيين اجازة 3 أيام.