منصور حسن رئيس المجلس الاستشاري الذي أصدر المجلس العسكري قرارا بانشائه لمساعدة المؤسسة العسكرية في إدارة البلاد بعدما شعرت بثقل الحمل عليها كان له هذا الحوار مع الإعلامية لميس الحديدي علي قناة سي بي سي معروف عنه أنه شخصية سياسية معروفة سبق له وتقلد وزارة الإعلام وترشح لرئاسة الوزراء قبل ذلك وإليكم نص الحوار * بعد 30 عاما من العمل السياسي الفعلي عام 1981 فهل تري أن الناس تغيرت والسياسيين تغيروا في مصر؟ ** هناك تغيير لا شك ولكنه ليس راجعة لاختلاف فترة عن فترة ولكنه يعود إلي الظروف ففترة السادات كان هناك ضبط وربط في المجتمع والإعلام مراقب من قبل أجهزة الدولة أما الآن فكان هناك انفتاح كامل وهذا الانفتاح هو الذي أدي إلي الانفلات، وجميعنا فرحنا بالثورة المصرية في 25 يناير لانها لم تكن متوقعة، والقهر السياسي جعل منا معاقين قبل الثورة وفجأة نزل الشباب واشعلوا الثورة حتي الشعب نزل منه حوالي 20 مليونا إلي الشارع وكانت الثورة مذهلة لعدم توقع أحد لها.. فالثورة غيرت من سلوكياتنا من خلال ما ظهر من حب وتسامح، وكنت أتصور أن هذا الجو سيدفعنا إلي العهد الجديد بمنتهي السلاسة ولكن هذا لم يحدث. * لماذا؟ ** لأن المجلس العسكري ألقيت عليه السلطة فشعر أنه غريب عن المجتمع المدني، ولم يكن يعرف المجلس العسكري طريقه، واعلنوا أنهم يهدفون إلي تسليم السلطة سريعا خلال 6 أشهر ، فرأوا وقتها أن يؤدوا الامانة ويسلموا السلطة كما وعدوا، حتي تم الاستفتاء وخرجنا في عرس كبير، وعندما تم العمل بالتعديلات الدستورية والتي كانت من الممكن ان تواصل معنا لمدة 5 سنوات بعد أن ينقح ، فكنا سننتهي من جميع الانتخابات ويتم تسليم السلطة، لكن الأن نتكلم عن لجنة لإعادة صياغة الدستور فهذا التخبط يؤدي إلي انقسام المجتمع . هيبة وكرامة * فيما أخفقت الثورة وفيما نجحت ونبدأ بالشباب؟ ** الشباب العظيم الذي شارك في الثورة وكانت دعواته كلها بسلمية الثورة، والذي واجه أقوي جهاز أمني في الشرق الأوسط والذي كان يمتلك مدرعات وطائرات خاصة به، فصمد أمام كل هذه التحديات، وبعد تنحي مبارك اعتقد الشباب أن كل شيء قد انتهي وتفرق شملهم وهذا يعتبر أخطر شيء سلبي قاموا به، وكنت أتمني ان يقوموا فورا بإنشاء حزب ثورة 25 يناير ليجتمع حوله المصريون ، ولكن يجب ان نعذرهم فلم تكن لديهم إمكانية، واعترض علي مقولة أن الشباب تم اقصاؤهم، وقال إن الشباب يريد السرعة في كل شيء بطبيعة تكوينهم الفكري لذلك رأي هؤلاء الشباب أن الثورة لا تتحرك وتدخل علي أثر ذلك البعض لافساد العلاقة بين الشباب والعسكري واتهموا العسكري بمحاولة الاجهاز علي الثورة . وأنا ضد التعريف الذي يقول إن العسكري إذا مارس العمل السياسي فيخرج من عباءة القوات المسلحة ولذلك فمن المسموح نقده واهانته، وهذا غير صحيح علي الاطلاق فلابد من حفظ هيبتهم وكرامتهم . * هل إذا حدثت تحقيقات في أحداث ماسبيرو والبالون كانت الأحداث الأخيرة ستختفي؟ ** غير مسموح للقوات المسلحة أن تكشف عما بداخلها وهم لايقبلون أن يحاكموا الجنود أمام الرأي العام، ففي الأحداث الأخيرة كانت هناك مجموعة من الشباب تريد أن تثير اعصاب القوات المسلحة لتخرجها عن شعورها، ومن شارك في الأحداث الأخيرة ليسوا ثوار يناير، فكان من الطبيعي أن تدافع القوات عن أنفسها وانا هنا لا أبرر بل أشرح ما حدث. ونتج عن ذلك: أن 11 عضواً من 30 من أعضاء المجلس الاستشاري قدموا استقالتهم من عضوية الاستشاري، ولكني عندما فكرت قليلاً تأكد لي اننا يجب أن نظل لنحل المشكلات الموجودة، وهذا علي خلاف موقفي في عام 81، والخلاف بين الأمرين أننا إذا استقلنا هذه المرة ستشهد مؤسسات الدولة انهيارا كبيرا علي الرغم من ان الاستشاري لا يعبر عن مؤسسات الدولة لكن شعور الناس وقتها كان سيؤكد ذلك . * هل تري أن خروج الحرية والعدالة كان ضغطا عنيفا علي المجلس الاستشاري ومنصور حسن للي ذراعه؟