في هذا الزمن الاقتصادي العسير علي الجميع يبدو نجوم كرة القدم في الغرب كمن يعيشون في كوكب مختلف. وبرغم مداخيلهم الأسطورية، فإنهم يجاهدون لإخفاء المستحق منها للخزينة العامة. ولذا فقد قررت مصلحة الضرائب البريطانية البدء في تصحيح هذا الوضع. وتخضع مصلحة الضرائب البريطانية عددا من نجوم كرة القدم المليونيرات وأنديتهم للتحقيق في اتهامات، تقول إن الاندية تدفع لهم مختلف أشكال العلاوات والامتيازات ولأفراد أسرهم كذلك بشكل سرّي بناء علي طلباتهم. ووفقًا لتقارير صحفية فقد بدأت المصلحة تحقيقات مع المدراء الماليين لأثري أندية الدوري الممتاز سعيا إلي التحقق من نوع المنافع السرّية الهائلة التي يتمتع بها نجوم الكرة، رغم ثرواتهم الطائلة المعلنة. يذكر أن قوانين الضرائب البريطانية تقضي بجباية 50% من أموال أي شخص يبلغ دخله السنوي 150 ألف جنيه أي 240 ألف دولار أو يزيد علي هذا المبلغ. وعلي هذا الأساس فإن معظم لاعبي أندية الدوري الممتاز يقعون في هذه الفئة بالنظر إلي أن رواتب عدد كبير منهم تزيد علي 100 ألف جنيه في الأسبوع. لمصلحة الضرائب أيضًا وحدة خاصة تعني بشئون أولئك الذين تقدر ثرواتهم الإجمالية بمليوني جنيه أي 2.3 مليون دولار أو ما فوقها. وقد أرسلت هذه الوحدة استبيانات إلي ما لا يقلّ عن 25 من الأندية، تطلب فيها معلومات مفصلة ومدعومة بالأرقام الدقيقة عن نوع العلاوات والحوافز والتسهيلات التي تقدمها لنجومها. وتشمل هذه تكاليف العطلات وتذاكر السفر الموهوبة والسكن الراقي وسائر الأشياء التي تُدرج تحت فئة الهدايا. وستقارن الأرقام الواردة من تلك الأندية بالعائدات الضريبية من كل من النجوم لتقرير ما إن كان علي أي من هؤلاء دين مستحق للخزينة العامة أو ما إن كان علي ناديه دفع أموال إضافية عمّا يعرف ب "مساهمات التأمين القومي" وهي في الواقع ضريبة الدخل. ومن شأن هذا التحقيق إجبار الأندية علي رفع النقاب عن طائفة عريضة من المنافع الهائلة التي يحصل عليها نجوم أمثال وين روني مانشيستر يونايتد الذي يتمتع براتب سنوي قدره 13 مليون جنيه أكثر من 20 مليون دولار، وجون تيري تشيلسي الذي يتقاضي 7 ملايين جنيه نحو 11 مليون دولار. ورغم أن مصلحة الضرائب امتنعت عن تسمية الأندية التي تستهدفها مع نجومها في الوقت الحالي، فيعتقد أن ما تعرف باسم الأربعة الكبيرة تشكل خط الهجوم الأول. وهذه هي مانشيستر يونايتد وليفربول والناديان اللندنيان تشيلسي وآرسنال. وقال مسئول في مصلحة الضرائب: "الأرقام التي نتحدث عنها خرافية بالقياس إلي مستويات الرواتب وسط الأمة عامة. وما كنا لنبدأ هذا المشروع لولا علمنا أنه سيعود علي الخزينة العامة بأموال طائلة. ولا يهمّ ما إن كنت بريطانيا أو أجنبيا. إذا كنت تحصل علي مال داخل هذه البلاد، فعليك دفع ضريبتها كاملة. نحن في مصلحة الضرائب نعلم أن ثمة تجاوزات ترتكب من قبل الأندية الكروية فيما يتعلق بامتيازات لاعبيها النجوم، ومشروعنا الحالي يضمن، كما نأمل، أن يولّي هذا العهد إلي غير رجعة.