شهد الاسبوع الماضي عودة مستثمري السندات إلي أوروبا من جديد للحديث عن صفقات كبري للدخول فيها، وهدأ الذعر الذي شهدته البلاد خلال الشهر الماضي وقالت الجارديان البريطانية انه من الجدير بالملاحظة ان نري باريس وبرلين تسعيان إلي التوصل الي اتفاق بشأن وضع حلول لأزمة منطقة اليورو والذي يعد حلا واسع النطاق وقد يكون ذلك من أجل مصلحة لهما فمن الممكن أن يكون ساركوزي يسعي إلي الترويج لسندات دولية بلاده، وقد ترغب ميركل في أن تؤكد سيطرة ألمانيا في المنطقة الأوروبية، والذي سيمنحها بالتأكيد فرض أي عقوبات تلقائية علي أي بلد سترتفع معدلات اقتراضه، أو ترتفع معدلات العجز في ميزانيتها وذلك من أجل المحافظة علي استقرار ألمانيا. وقالت انه حدث شيء مدهش في الأسواق المالية الأوروبية خلال الأيام القليلة الماضية، فلم يكن هناك حاجة من الذعر مثل الشهر الماضي، فضلا عن ذلك عاد مستثمرو السندات إلي أوروبا من جديد للبحث عن صفقات كبري للدخول فيها، رغم الرفض الذي أبداه ماريو دراجي رئيس البنك المركزي الأوروبي بعدم الموافقة علي جعل المركزي الأوروبي المقرض الملاذ الأخير خلال الأيام الماضية. أوضحت أن ذلك التفاؤل الذي حل علي الأسواق والمستثمرين يرجع إلي امكانية التوصل إلي حل وسط من جانب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي وكذلك التوقعات بأن يقوم البنك المركزي الأوروبي بدور مقرض الملاذ الأخير لايطاليا واسبانيا وغيرهما من الدول التي تكافح لتمويل نفسها من خلال أسواق السندات. أوضحت أن القطاع الخاص في اسبانيا وايرلندا يعاني من اختناق بسبب مشكلات الديون في البلدين، وفقاعات الأصول التي علي وشك الانفجار، وينبغي التأكيد علي أن البنوك وغيرها من السندات يجب ألا يتم أخذها في الحسبان قبل انقاذ الدول، ولكن ينبغي علي المسئولين الاهتمام بدعم الاقتصادات أولا، واذا كانت هناك دولة تريد دعم بنوكها مثل فرنسا، فهذا يتم عن طريق إعادة الرسملة وليس عن طريق اجبار الأوروبيين العاديين علي تحمل العبء الأكبر من التقشف. وقال محسن عادل المحلل المالي إن المسئولين في أوروبا دعوا إلي ضرورة تحفيز النمو في أوروبا والعمل علي التخفيف من حدة الأزمة وكبحها، موضحا أنه من المرجح ان يستمر الهدوء في أوروبا، ولكنه لن يستمر إلي أجل غير مسمي، وذلك لأن ما تم التوصل إليه مقترحات وليس معالجة لجذور الأزمة والمشكلات في المنطقة الأوروبية يمثل صفعة قوية للمسئولين هناك.