تراجعت التوقعات الخاصة بالنمو الاقتصادي العالمي خلال الأشهر القليلة الماضية ويتوقع صندوق النقد الدولي ان يرتفع الانتاج الاقتصادي العالمي بنسبة 4% في موسم 2011 و2012 أي بنسبة تقل 1 .5% عما كان عليه في عام 2010 كما يتوقع ان تكون وتيرة التوسع في الاقتصادات المتقدمة بصورة خاصة بطيئة جدا زد علي ذلك ان الاخطار الناجمة عن تفاقم الأزمة في منطقة اليورو وعن التباطؤ في الأنشطة في الولاياتالمتحدةالأمريكية قد يتأتي عنها تدهور في آفاق النمو الاقتصادي العالمية ومن المتوقع ان تنمو الاقتصادات الناشئة علي نحو سريع نسبيا خلال العامين القادمين لكنها قد تتأثر سلبا من حدوث أي نكسة في الاقتصادات المتقدمة . وسوف تتأثر مشتريات المنتجات النسيجية بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وانتاج القطن الذي تراجع بنسبة 3% ليصل الي 5 .24 مليون طن في موسم 2010/2011 نتيجة للارتفاع القياسي لاسعار القطن قد يعاني من تقلص اجمالي الطلب علي المنتجات النسيجية ومازالت العديد من معامل الغزل تحاول اصلاح احوالها المالية بعد ان اشترت القطن بأسعار باهظة في موسم 2010/2011 وسيكون من الصعب عكس اتجاه الانخفاض الحاد في حصة اسواق القطن في استهلاك الألياف النسيجية عالميا الذي حدث في عام 2010 هذا وقد بقيت اسعار البوليستر منافسة لأسعار القطن منذ بداية هذا الموسم وبحسب تنبؤات الأمانة العامة فإن الاستهلاك العالمي لمعامل القطن سيبقي تقريبا مستقرا عند مستوي 6 .24 مليون طن في موسم 2011/2012 وأما في الصين والهند وباكستان التي يشكل استهلاك معامل القطن فيها ثلثي الاستهلاك العالمي فيتوقع أن تزداد نسبة تصنيع القطن فيها بمعدل 1% في موسم 2011/2012 عما كانت عليه في موسم 2010/2011 . وعلي حين أن استهلاك القطن قد يبقي علي حاله في هذاالموسم، إلا أنه يتوقع أن يزداد هذا الاستهلاك كرد فعل علي أسعار القطن المرتفعة التي حصل عليها المزارعون في الموسم السابق، وتتوقع الأمانة العامة أن يرتفع الإنتاج العالمي من القطن بنسبة 8% في موسم 2011/2012 ليصل إلي 26،9 مليون طن، وهو أكبر محصول للقطن منذ موسم 2004/2005 ويرجع السبب الرئيسي في هذه الزيادة إلي التوسع في المساحات المزروعة بالقطن إلي 36 مليون هكتار، علي حين أن متوسط الغلة من القطن ازداد بصورة طفيفة ليصل إلي 745 كيلو جرام للهكتار الواحد ومنذ موسم 2007/2008 عندما سجلت الغلة العالمية من القطن رقماً قياسياً وصلت تقريباً إلي 800 كيلو جرام للهكتار الواحد، أخذت الغلة بعد ذلك تتراجع قليلاً وتتقلب لتصل في الموسمين الأخيرين إلي حوالي 740 كيلو جرام للهكتار الواحد . وأحد الأسباب الرئيسية وراء هذا التراجع يتعلق بتركيبة الوضع، إذ أن حصة الهند من المساحات العالمية المزروعة بالقطن ارتفعت من 29% إلي 34% علي حين تراجعت حصة الصين من 19% إلي 15%، ثم ان متوسط الغلة في الهند خلال السنوات الخمس هذه هو حوالي 510 كيلو جرامات للهكتار الواحد، بينما متوسط الغلة في الصين ما يقارب 1300 كيلو جرام للهكتار الواحد . وسوف تتجلي الزيادة العالمية أول ما تتجلي في الإنتاج في موسم 2011/2012 في كل من الصين والهند، كما يتوقع أيضا أن يرتفع الإنتاج بصورة كبيرة في باكستان، واستراليا، وتركيا وفي البلدان الأفريقية الناطقة بالفرنسية إذ يتوقع أن يرتفع انتاج الصين بنسبة 13% ليصل إلي 7،2 مليونطن، وأن يرتفع انتاج الهند بنسبة 9% ليصل إلي 6 ملايين طن، وأن يرتفع انتاج باكستان بنسبة 9% ليصل إلي 2،1 مليون طن، وأن يرتفع انتاج استراليا بنسبة 27% ليصل إلي 1 مليون طن، وأن يرتفع انتاج تركيا بنسبة 42% ليصل إلي 641000 طن، وأن يرتفع انتاج البلدان الأفريقية الناطقة بالفرنسية بمعدل الثلث ليصل إلي 660000 طن، وقد يسجل الإنتاج أرقاماً قياسية في كل من الهند واستراليا، ومع ذلك، يتوقع أن يتراجع الإنتاج في الولاياتالمتحدةالأمريكية بنسبة 12% بسبب الجفاف الذي أصاب جنوب غرب البلاد ليصل إلي 3،5 مليون طن . وبسبب الزيادة المتوقعة في واردات الصين من المتوقع ان يرتفع معدل التجارة العالمية بالقطن بنسبة معتدلة قدرها 2% ليصل الي 8 .7 مليون طن وتتوقع الأمانة العامة بأن تؤدي المشتريات الكبيرة من القطن لصالح الاحتياطي الوطني الصيني الي ارتفاع نسبة الواردات لتصل الي 3 .3 مليون طن مسجلة بذلك زيادة للموسم الثالث علي التوالي وهناك درجة عالية من عدم اليقين تغشي إمدادات القطن واحصاءات استخدام القطن في الصين وكذلك قرارات الحكومة بشأن حصص الاستيراد وقد يؤثر هذا علي دقة التنبؤات بالواردات الصينية لموسم 2011/2012 . وكنتيجة للفائض المتوقع بمقدار 3 .2 مليون طن فقد يقفز المخزون العالمي من القطن الي 3 .11 مليون طن مع نهاية موسم 2011/2012 ويتوقع ان ترتفع نسبة المخزون الي الاستهلاك خارج الصين من 46% الي 55% الأمر الذي يعني حدوث تراجع كبير في مؤشرات كوتلوك أ لمتوسط